الاحتلال يطوّق الأقصى بسلسلة استيطانية جديدة

الرسالة – محمود هنية

كشفت شخصيات مقدسية عن، تدشين الاحتلال لسلسلة من المشاريع التهويدية والاستيطانية بمحيط المسجد الأقصى، ضمن المساعي لعزله عن محيطه والعمل على تطويقه بمجموعة أطواق استيطانية تفصله عن العمق المقدسي.

وأكدّت شخصيات لـ(الرسالة نت)، أنّ هذه الأطواق الجديدة تمثل عنوان لقضم المزيد من الأراضي المقدسية، وتهجير السكان، والسيطرة على مناطق بقوة السلاح، رغم وجود منازعات قانونية حولها، تحديدًا أرض الحمراء التي جرى تسريبها ضمن قضية (تسريبات العقارات المسيحية).

أطواق جديدة!

وأكد الدكتور جمال عمرو المختص في شؤون المسجد الأقصى، أن هناك  مشاريع تهويدية جديدة يدشنها الاحتلال بمحيط المسجد الـأقصى.

وقال عمرو لـ(الرسالة نت) إن الاحتلال بدأ بتدشين مشروع أرض الحمراء، ضمن 13 مشروعا تهويديًا في المنطقة المحيطة في المسجد الأقصى، والتي تسمى عند الاحتلال "جزء من الحوض المقدس".

 

عمرو: الاحتلال يدشنّ مشاريع تهويديه جديدة بمحيط الأقصى

 

 

وأوضح أنّ أرض الحمراء تزيد على 5 دونمات (الدونم ألف متر مربع)، وتبعد عن سور القدس الغربي نحو 300 متر، وتقع على مفترق طرق مهم يؤدي إلى واديي حلوة والربابة في سلوان، وتعد من أخفض الأراضي في القدس التاريخية بارتفاع 625 مترا عن سطح البحر.

وتلاصق الأرض مسجد سلوان وعين سلوان (أقدم عيون القدس الكنعانية) التي تغمر الأرض بالماء طوال العام، حتى غدت الأخصب في المنطقة.

وسيطر الاحتلال على هذه الأراضي، بذريعة تسريبها ضمن عقارات الكنيسة، وهو ما تنفيه الجهات الكنسية التي أكدّت أنها لجأت للقضاء؛ لكن الاحتلال يرفض الانصياع لقراراته

وأضاف عمرو: " من أبشع صور التهويد السيطرة على أرض في مكانٍ مقدس وقريب من المسجد الأقصى ومجاور لوقف عثمان بن عفان "رضي الله عنه" وروضة الطفل المسلم ، هذه كلها أراضي إسلامية".

وتابع: " نحن أمام سطو بقوة السلاح وإبعاد للسكان بدون قرار ولا محاكمة وعنجهية وسادية والسيطرة على هذه الأرض بما فيها من منشآت، وقد تم العمل على إزالتها واقتلاع الأشجار وإنشاء بركة للمياه ومدرجات برؤية صهيونية لهذا المكان الحساس".

ولفت إلى الاحتلال افتتح مؤخرا الجسر المعلق في وادي الربابة وهو قريب من أرض الحمرا، والآن يتم التجهيز للبنية التحتية " تليفريك"، وهذه كلها مشاريع تهويدية تحيط بالمسجد الأقصى من كل جانب.

وسلوان تمثل المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ويعيش فيها قرابة 60 ألف نسمة، وتمتد على 6540 دونم تقريبا، وتمثل الخاصرة الرخوة لجنوب المسجد الأقصى، وتتعرض لعمليات تدمير منذ عقود ماضية.

هجمة استيطانية

من جهته، أكدّ الخبير المقدسي فخري أبو دياب، أنّ هذه المشاريع تأتي ضمن هجمة مخططة يقف خلفها ما تسمى بـ"اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم"، وتهدف لخلق حزام تهويدي حول الأقصى.

 

أبو دياب: المشروع يأتي ضمن هجمة مخططة تستهدف الأقصى

 

 

وذكر أبو دياب لـ"الرسالة نت" أن المشروع يضم استهداف عدة مناطق بسلوان، ضمن مخطط يستهدف المناطق التي تحيط بالأقصى، وتمتد على مساحة لـ26.500 دونم ، ويبدأ من حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة وصولا لسلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

وبيّن أن المشاريع تتضمن انشاء وحدات استيطانية بمناطق الشيخ جراح والخان الأحمر وسلوان ويقدرّ عددها بـ6800 وحدة استيطانية.

وأوضح أن من بين المشاريع المستهدفة انشاء قبور وهمية بسلوان، وحدائق توراتية تلمودية وجسر هوائي وحفريات وأنفاق.

البث المباشر