قائد الطوفان قائد الطوفان

سالي البيطار ترفض مسرحية الصحة لتبرئة نفسها: لدي ما يثبت جريمتكم

الرسالة نت- الضفة

رفضت الممرضة سالي البيطار التي أصابها رصاص جنود الاحتلال قبل أسبوعين أثناء ذهابها لعملها في مستشفى جنين، نتائج لجنة التحقيق التي شكّلتها وزارة الصحة للنظر في جريمة خطأ طبيّ أدى لاستئصال كليتها.

وكتبت البيطار على حسابها في موقع "فيسبوك": "اطلعت على البيان الوارد من وزارة الصحة وأنا أتماثل للشفاء في مستشفى H Clinic التخصصي في مدينة رام الله".

وعلقت: "للأسف الشديد حمل الموضوع عنوان لجنة تقصي الحقائق بخصوص الزميلة سالي البيطار تصدر نتائجها.. أخبركم أنني أرفضها.. ليس من باب الرفض أو عدم الانصياع للوزارة التي انتمي إليها لكن حتى لا يضيع أي حق أنا أملكه ويحميه لي القانون".

وقالت البيطار: "إن عدم إطلاعي على التقارير بنفسي وانعقاد لجنة أمام ناظري كوني على علم ودراية بالخصوص الصحي مرفوضة".

واعتبر أن الوزارة استعجلت بالرد وأحزن كثيرًا لاستخدام مصطلح شبهة طبية.

نتائج مرفوضة

وذكرت البيطار أنه وبعد مراجعة الكثير من المعلومات وسؤال زملائي بالمشافي الطبية ونظري لكافة التقارير الطبية الأولية والنهائية حتى أطلع على ماهية الإجراءات العلاجية المتخذة بحقي إن كانت صائبة أم لا ولكن تواجدي لاستكمال العلاج عائق بالنسبة لي.

وقالت: "علي تذكيركم أن ما تسمونه شبهة طبية أقره نقيب الطب المخبري أسامة النجار معلقًا بأن استئصال كليتي هو خطأ طبي".

وختمت الجريحة: "عليكم الوقوف على أخطائكم إن وجدت فأنا أصبت برصاص (إسرائيلي) ناري في جنين أثناء الاقتحام الأخير وكنت متوجهة لعملي.. لا أراكم الله مكروها في أحد والشفاء العاجل لي ولكافة الجرحى".

ولا تزال تتفاعل قضية الفتاة ملك عليان والتي توفيت قبل أيام في إحدى مستشفيات رام الله، جراء الإهمال الطبي الذي تعرضت له أثناء وبعد عملية ولادة قيصرية.

وفاة ملك فتحت ملف الإهمال الطبي بمشافي الضفة مجدداً، إذ لا يزال الضحايا يتساقطون واحدًا تلو الآخر، وسط حالة من التقاعس من وزارة الصحة التي تشكل لجان تحقيق شكلية بعد كل حالة وفاة.

وكشف والدة الفتاة ملك تفاصيل ما جرى معها، مشيرة إلى أنها واجهت 5 مشاكل صحية واضحة في المستشفى أدت لوفاتها، كان أبرزها تعرضها لحالة تسمم في الدم وغياب الطبيب المختص الذي أوكل مهمة متابعة الحالة للممرضة المناوبة، كونه "كان نائماً في بيته".

مسرحية هزلية

وحمّل والد ملك المسؤولية للمستشفى قائلاً: "كان هناك إهمال واضح وتقصير من المستشفى ككل"، لافتاً إلى أن العائلة غادرت المستشفى في الساعة السادسة صباحاً بعد أن أخبرتهم إدارة المستشفى بأنه تم إعطاء ملك علاج "السحايا" الذي تبين أنها أصيبت أو عانت منه، وقد أجريت لها صورة طبقية للدماغ وأبلغت العائلة بأنه بحالة مستقرة، لكن المستشفى ما لبث بعد ساعة ونصف أن أبلغت العائلة بأن ملك دخلت بحالة موت سريري.

هذا وشارك عشرات المواطنين عائلة الفتاة عليان في الاعتصام أمام وزارة الصحة برام الله، ورددوا شعارات غاضبة، في ظل استمرار وتصاعد حالات الوفاة بسبب الأخطاء الطبية.

وبعد أيام فقط من تلك الجريمة، كشف الصحفي وائل الشيوخي عن تفاصيل فضيحة طبية جديدة بمستشفى جنين والتي تمثلت باستئصال كِلية الفتاة سالي البيطار وهي ليست بحاجة لإزالتها.

وقال الشيوخي خلال مداخلة له عبر برنامج إذاعي إن نقابة الطب المخبري أصدرت بيانا للمطالبة بالتحقيق في فضيحة استئصال الكلية لفتاة جريحة اسمها سالي، لافتا إلى أن بعض الأطباء يمارسون الطب من خلال التوقع وليس بناء على تشخيص صحيح.

فيما طالبت نقابة الطب المخبري وزيرة الصحة مي كيلة بتشكيل لجنة تحقيق بشأن خطأ طبي من عدمه أثناء علاج تلك الفتاة.

أخطاء بدون محاسبة

وأعادت قضية الفتاة ملك والفتاة البيطار إلى الواجهة ملف الإهمال الطبي في مستشفيات وزارة الصحة بالضفة، والتي أدت إلى وفاة عدد من المواطنين وتضرر آخرين بصورة دائمة جراء تلك الأخطاء، وسط غياب للمحاسبة.

وسبق أن كشف المواطن أمجد أبو شعبان عن تفاصيل مؤلمة للإهمال الطبي الذي تعرضت له طفلته ريماس على يد أطباء الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي برام الله، وأدى الى وفاتها في أكتوبر الماضي.

وتوفيت الطفلة ريماس بعد عدة أيام من المعاناة بين المنزل والمستشفى، وفقا لرواية أبيها، الذي قال إن الأطباء في مجمع فلسطين الطبي أعطوها أدوية دون إجراء أي فحوصات أو تحاليل للدم لمعرفة حالتها المرضية والآلام التي كانت تعاني منها، وطلبوا من والدها إعطاءها المحلول وإبقاءها داخل المنزل وعدم العودة بها للمستشفى إلا إذا تدهورت الحالة ووصلت لمرحلة الإغماء، على حد قوله.

وأضاف الوالد في بيان على حسابه في فيسبوك، "أنا المكلوم والد الطفلة ريماس أبو شعبان أوضح لأبناء شعبي ولإخوتي في الكادر الطبي الذين يخافون الله وأكن لهم كل الاحترام وأكتب كلماتي بدموع تحرق وجنتي.. أكتب لكم والقلب ينزف دما على مصابنا ولكن لا أقول إلا ما يرضي ربي إنا لله وإنا إليه راجعون والله على ما أقول شهيد".

قتل متعمد

كما أكدت نقابة الأطباء الفلسطينيين أن وزارة الصحة بحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية لم تعر أي اهتمام لمناشدات توفير طبيب جراح لأمراض الصدر في مستشفيات جنين.

وأوضحت النقابة في منشور عبر صفحتها في "فيسبوك" أن عددًا من المصابين ارتقوا نتيجة عدم وجود طبيب جراح، ورفض وزارة الصحة للمناشدات التي أطلقت لتوفيره.

وتعاني مشافي جنين من قلة الكادر الطبي وأسرّة المستشفيات، رغم ما تكابده المحافظة من اجتياحات متواصلة من جيش الاحتلال.

المصدر: الشاهد

البث المباشر