صنعاء – الرسالة نت
قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن "عهد الانقلابات والفوضى والفوضى الخلاقة قد انتهى" وأن من أراد أن يصل الى كرسي السلطة فعليه أن يعبر عن طريق صناديق الاقتراع فهي المخرج الوحيد وليس الفوضى والتعبئة الخاطئة والألفاظ غير المسؤولة عبر وسائل الاعلام وعبر الأنترنت والتلفونات وبعض القنوات الفضائية.
وأضاف صالح خلال حديثه مع اعضاء مجلسي النواب والشورى والأعيان في محافظة حجة غرب اليمن ان التعبئة الخاطئة وكل كلام سيئ مردود على صاحبه "وعهد الانقلابات انتهى .. ومن يرد التعبير عن رأيه فليعبر عنه بالوسائل السلمية والديمقراطية وليس بالقفز على الواقع".
وأكد صالح أن زمن الوصاية ولى الى غير رجعة ..فأبناء اليمن ومنهم أبناء حجة أحرار مناضلين ناضلوا مع الثورة والجمهورية ودافعوا في المناطق الوسطى وقدموا أغلى رجالهم أيام حرب الجبهة في المناطق الوسطى ودفاعا عن الوحدة في حرب صيف 94 كما قدموا خيرة رجالهم دفاعا عن الثورة والجمهورية في صعدة في ستة حروب".
يشار الى ان الرئيس اليمني يواصل اللقاء بممثلي المحافظات اليمنية لحشد التأييد لمبادرته التي تهدف الى انهاء حالة الاحتقان السياسي في اليمن والتي تعهد فيها بعدم ترشيح نفسه لولاية رئاسية قادمة وتأجيل اجراء الانتخابات النيابية حتى يتم انهاء الحوار مع احزاب اللقاء المشترك المعارض والاتفاق على اجراء حوار سياسي لاصلاح النظام السياسي في اليمن.
وتشهد عدة مدن يمنية احتجاجات تطالب بالتغيير واصلاح النظام السياسي رفع المتظاهرين خلالها شعارات تطالب بتنحي الرئيس صالح عن الحكم. فقد قتل متظاهر ثان في اليمن متاثرًا بجروحه، وذلك بعدما أصيب برصاص الشرطة اليمنية أثناء تظاهرات مناهضة للحكومة الأربعاء في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، كما أعلن مسؤول امني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "ياسين عسكر، احد الجرحى الثلاثة الذين كانوا يعالجون في مستشفى نقيب توفي ونقلت جثته الى مشرحة مستشفى الجمهورية". وكانت مصادر استشفائية أعلنت سابقًا عن مقتل متظاهر وإصابة ثلاثة بجروح في مواجهات في عدن بين القوى الامنية ومئات المتظاهرين ضد الحكومة.
وأصيب المتظاهر محمد علي علواني بجروح خطرة نتيجة اطلاق قوى مكافحة الشغب النار لمحاولة تفريق مئات الشباب الذين تجمعوا في احدى الساحات. وتوفي متأثرا بجروحه في المستشفى. وهاجم المتظاهرون مقر بلدية حي منصورة في عدن واضرموا النار في اربع سيارات. واطلقت قوى الامن النار لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشق الشرطة بالحجارة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
واصيب ثلاثة متظاهرين بالرصاص في الصدامات بحسب مسؤول في مستشفى نقيب الذي نقلوا اليه. وتوفي احدهم لاحقا. وهتف المتظاهرون مطالبين برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عامًا. وقعت هذه الصدامات في اليوم الرابع على مواجهات بين الطلاب المطالبين بسقوط النظام وانصار السلطة في صنعاء. كما واصل مئات الموظفين الرسميين حركة اضراب في عدن مطالبين برحيل مدرائهم وبزيادة الاجور، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وقد اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والحجارة في حي المنصورة في عدن (جنوب) بين قوات الأمن ومئات الشبان المتظاهرين، ما اسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى، حسبما افادت مصادر محلية وطبية وشهود.
وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان اشتباكات عنيفة دارت في محيطة مبنى السلطة المحلية في حي المنصورة. وكان مئات الشباب تجمعوا في ساحة هذا الحي مطالبين برحيل الرئيس اليمني ومحاربة الفساد، كما اقتحموا مبنى للسطلة المحلية، واحرقوا اربع سيارات، ما اسفر عن اشتباكات مع قوى الامن
وتجمع الشباب في موقف حافلات الرويشات، وافترشوا الارض، رافعين شعارات، مثل "ارحل يا علي" و"لا فساد"، و"لا خوف بعد اليوم". واطلقت قوات مكافحة الشغب اعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع، فرد المتظاهرون برشق بالحجارة، ثم انسحب الامن من الساحة. وسقط جريح في هذه الاشتباكات بحسب شهود عيان.
في وقت لاحق، اقتحم المتظاهرون مبنى المجلس المحلي للمنصورة، واحرقوا اربع سيارات، يعتقد انها تابعة للحكومة. وتدخلت قوى الامن لحماية المبنى، واندلعت اشتباكات قوية بين الطرفين بحسب شهود عيان. وذكرت مصادر طبية ان متظاهرين اصيبا بجروح، احدهما اصابته خطرة، وهما يتلقيان العلاج في مستشفى النقيب في عدن.
اضافة الى الجرحى، تم الاعتداء بالضرب على ثلاثة صحافيين خلال المواجهات التي اندلعت امام مبنى جامعة صنعاء الذي بات يشكل معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح.
واتهم متظاهرون معارضون "بلطجية" تابعين للحزب الحاكم بالاعتداء "بشكل وحشي" عليهم، كما اكدوا وجود شرطيين بثياب مدنية بين المعتدين. وقال رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود لوكالة فرانس برس ان "بلطجية وانصار الحزب الحاكم يريدون من طلاب الجامعة الخروج الى امام الجامعة لكي تحصل مجزرة، لكن الطلاب لن يثنيهم اي عمل يقوم به الحزب الحاكم عن مواصلة ثورتهم".
وتسلح بعض الموالين للنظام بالعصي والحجارة والجنبيات (الخناجز التقليدية). وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر الرئاسة، الا ان المئات من مناصري صالح صدوهم على الفور. وتجددت في وقت لاحق المواجهات داخل مبنى الجامعة، فاطلقت الشرطة عيارات تحذيرية في الهواء.
واندلعت مواجهات مشابهة في الايام الاخيرة منذ الاحد، خصوصًا ان مئات من مناصري الحزب الحاكم يعتصمون في ميدان التحرير القريب من الجامعة. وكانت المواجهات بين المعسكرين اسفرت امس الثلاثاء عن اصابة ثلاثة جرحى بعدما وصل المتظاهرون الى مسافة لا تتعدى 1.5 كيلومتر عن ميدان السبعين. كما سجلت مواجهات بين المعسكرين في مدينة تعز (جنوب صنعاء) خلال اليومين الماضيين.
الى ذلك، ينفذ مئات القضاة اليمنيين اعتصاما امام مبنى وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء وباقالة مجلس القضاء الاعلى. بدأ الاعتصام منذ الثلاثاء، الا ان اعداد المعتصمين ازدادت بشكل كبير اليوم الاربعاء، فيما قدم بعض القضاة من مناطق اخرى في اليمن.
واكد المعتصمون انهم يطالبون "باقالة مجلس القضاء الاعلى بجميع اعضائه، بمن فيهم وزير العدل". كما يطالبون "باشراك السلطة القضائية في درس مشروع قانون السلطة القضائية" وبـ"تطبيق استراتيجية الكادر القضائي" لضمان ضمان استقلالية القضاء، وبرفع رواتب القضاة "بما يتناسب مع التطورات الاقتصادية".
من جهة اخرى، اعتصم موظفون حكوميون في عدن للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية ووضع حد "للفساد" وبرحيل مدرائهم والمحسوبين عليهم مرددين هتافات مثل "ارحلوا قبل ان ترحلوا".
وتجمع المئات من الموظفين امام مقار عملهم في مستشفى الجمهورية التعليمي والمؤسسة العامة للمياه والكهرباء ومؤسسة موانئ خليج عدن ومؤسسة الأثاث والتجهيزات والشركة اليمنية للنفط، رافعين لافتات كتب عليها "ارحل يا مدير"، و"يكفي فساد".
وقال المحتجون لوكالة فرانس برس، "استلهمنا من ثورة مصر وتونس اشياء كثيرة تمكننا من انتزاع حقوقنا بالقوة، ومن عدن ستنطلق ثورة عمالية، ثورة حقوق". وذكر متظاهر يدعى حسن بدر، ويعمل في شركة النفط "كفى ظلمًا وفسادًا بأقواتنا. جاء اليوم الذي كنا بانتظاره، لنقول لمسؤولينا لا وألف لا، وحان وقت رحيلكم".