قائمة الموقع

مقال: الثأر والانتقام لحرائر فلسطين

2023-09-05T15:56:00+03:00
بقلم/ ماهر سامي الحلبي

شاء القدر أن تعيش المرأة الفلسطينية عِيشة الرجال... تتحمل الشدائد والصعاب، وتُقدم روحها في طريق التحرير، فهي لم تسلم من بطش الاحتلال الصهيوني، إذ أصيب واستشهد العديد منهن، كما تم اعتقالهن وأصبحن ضحية لهجمات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، هن من تركن ملذات الحياة وربطن مصيرهن بمصير  فلسطين والعمل على تحريرها.
 
إن ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية في تحقيق لمنظمة "بتسيلم" الذي كشفت فيه أنه بتاريخ 10 تموز/يوليو 2023م، وفي ساعة متأخرة من الليل، قامت مجندتان إسرائيليتان مدججتا بالسلاح ومعهما كلباً مهاجماً، قد أجبرتا خمسة فلسطينيات من مدينة الخليل على خلع جميع ملابسهن والتجول أمامهن عاريات تحت تهديد إطلاق الكلب عليهن إن لم يستجبن لهن ويخلعن ملابسهن.
 
أن تُعرى المرأة الفلسطينية، فهذا يُظهر الوجه القبيح للاحتلال الصهيوني، إذ يُعد هذا الحدث أمراً خطيراً فيه تجاوز لجميع الخطوط الحمراء التي لا تقبلها القوانين والأعراف الدولية، ولا يقبلها أحرار فلسطين، ولكن ما كان هذا ليحدث؛ إلا نتيجة تواطؤ وتخاذل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تكيل بمكيالين، فهي لم تحرك يوماً ساكناً تجاه الجرائم الصهيونية المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، والاعتداءات المتكررة عليهن في القدس والمسجد الأقصى، وأمام هذه الجرائم البشعة بحق الحرائر الفلسطينيات؛ يجب عليها أن تتحرك لمحاسبة ومحاكمة قادة الاحتلال على أفعالهم الإجرامية.
 
على فصائل المقاومة الفلسطينية القيام بواجبها المنوط بها وتلقين العدو الصهيوني درساً لا ينساه أبداً حتى لا يتجرأ ويُقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة بحق حرائرنا الفلسطينيات، وألا تدع هذه الحادثة تمر مرور الكرام، وفي حال لم يكن هناك رداً ورادعاً من قِبل المقاومة الفلسطينية؛ فإن العدو سيتمادى في ارتكاب المزيد من جرائمه بحقهن، وعلى رجال الضفة ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام بشاعة هذه الجريمة، وألا يعطوا الاحتلال مجالاً لفرض سياسة جديدة وقودها الاعتداء على الحرائر. ومن هنا لا بد من مواصلة العمليات الفدائية ضد الاحتلال المجرم في جميع أماكن تواجده، وصولاً لاستعادة كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية المسلوبة والدفاع عن كرامة شعبنا الفلسطيني.

اخبار ذات صلة