مع اقتراب الأعياد الدينية، تزداد عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى التي يرتكبها المستوطنون تحت حماية الشرطة (الإسرائيلية) مع تأدية طقوس تلمودية من صلوات ونفخ بالبوق والدخول عبر السجود الملحمي، وذلك لاستفزاز مشاعر المقدسيين.
وتتزامن اقتحامات المستوطنين، مع دعوات متواصلة لنصرة المسجد الأقصى المبارك والتصدي لانتهاكات الاحتلال والمستوطنين المستمرة، ومخططات التهويد الكبيرة، ودعوات الاقتحامات واسعة للمسجد خلال الأعياد اليهودية.
وتتجهّز جماعات الهيكل المزعوم لأكبر حشدٍ للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية الذي سينطلق منتصف سبتمبر/ أيلول الحالي.
ويحتفل المستوطنون بـ (رأس السنة العبرية) في الخامس عشر من سبتمبر الحالي ويستمرُ يومين، يليه (عيد الغفران) في الرابع والعشرين من سبتمبر، ويستمرُ أسبوعا، ثمّ (عيد العرش) في التاسع والعشرين من سبتمبر ويستمر يومين.
للسيطرة وقهر المقدسيين
يؤكد المختص في الشأن المقدسي جمال عمرو أن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية لشن أوسع اعتداء على الأقصى ولفرض وقائع جديدة على الأرض، مشيرا إلى أن الأذرع الشرطية والأمنية والسياسية تتوحد خلال الأعياد التي صنعوها منذ عقود من أجل إرضاء شهوة المتطرفين والسعي وراء دعاية انتخابية كتنظيم يريد الحكم.
ويشير إلى أن عملية الاقتحام التي تنفذها مجموعات تتشابك في المصالح السياسية والمالية، لكسب المزيد من الأصوات وقت انتخابات الكنيست.
ولفت عمرو لـ (الرسالة نت) أن ارتفاع وتيرة الاقتحامات وقت الأعياد يأتي لقهر المقدسيين على مسجدهم.
وفي ذات السياق يقول حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي إن اقتحامات الأقصى وزيادتها مألوف على مدار تاريخ العدوان على الأقصى، موضحا أن هذه الاقتحامات أصبحت لها أهداف جديدة وهي الاستحواذ على المسجد عبر مشاريع تضييق الخناق عليه خاصة في ظل وجود البقرات الخمسة والإشراف عليها قرب الأقصى.
وبين أن وجود البقرات الخمسة قرب الأقصى يعتبر الخطوة الأخيرة لكسر الحاجز بين اليهود والمسجد عند ذبحها وتطهير اليهود برمادها ودمائها.
وأكد لـ (الرسالة نت) أن الأمر يزداد تعقيدا لاسيما أن هناك مشاريع في الكنيست لتقسيم الأقصى وضمه لوزارة الأديان (الإسرائيلية) ونزع الوصاية الأردنية عنه، بالإضافة إلى أن هناك مشاريع لتحويل محيط الأقصى لحدائق توراتية للاستيلاء على أجزاء من الأقصى لاسيما مصلى باب الرحمة الذي يتم اقتحامه يوميا.
ولفت خاطر إلى أن ما يزيد الموضوع خطورة في زيادة الاقتحامات للأقصى وقت الأعياد، هي منظمات الهيكل التي زاد عددها ليصل إلى 64 وتنافس على الهجوم على المسجد وكل ذلك ينعكس بشكل مباشر على حاضر الأقصى.
وتجدر الإشارة إلى أن جماعات الهيكل تحاول خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس، من خلال أداء المستوطنين طقوسًا تلمودية، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها.
ويقودُ هذه الأعياد حاخامات يمينيون متطرفون في تصعيد كبير للحرب الدينية على أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين، بدعم غير مسبوق من حكومة الاحتلال.
وتأتي هذه الأعياد في ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل التي تشكل واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى.