قائمة الموقع

مقال: ذر الرماد في العيون

2011-02-17T09:54:00+02:00

بقلم: أ. وائل عبد الرزاق المناعمة

إن دعوة حركة فتح لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإعادة تكليف سلام فياض بتشكيل حكومة ترضي أبناء فتح لهي محاولات لذر الرماد في العيون والالتفاف على مطالب الشعب الفلسطيني الذي سئم هذه السلطة ومل تلك الوجوه التي تصدرت العمل السياسي لأكثر من عشرين عاماً والنتيجة كانت انحدار غير مسبوق في المطالب الفلسطينية بل لا أبالغ إذا ما قلت استجداء ممقوت للمحتل مقابل خدمات مجانية لا متناهية يرفضها كل فلسطيني.

والأولى بهذه القيادة المزعومة أن تتخلى عن دورها الآن للأحرار من أبناء شعبنا ليصححوا المسار من جديد وحينها ستنتهي الخلافات ويذوب الانقسام ولن تكون هناك مشكلة فيمن يحكم أو من يتولى القيادة طالما أنه يعبر عن وجدان كل فلسطيني ويحمل هموم وطنه وأبناء شعبه.

إن من ينظر لما يجري في الضفة الفلسطينية المحتلة من هجمة غير مسبوقة تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة فتح ضد أبناء ومناصري حركة حماس، وضد جميع المقاومين من مختلف الفصائل, ليدرك مستوى الانحطاط الذي وصلت إليه هذه الأجهزة، والتي باتت تنسق مع قوات الاحتلال الصهيوني بشكل فاضح لم نشهد له مثيل، حتى أثناء سيطرة هذه الأجهزة على قطاع غزة بعد قيام السلطة الفلسطينية على إثر اتفاق أوسلو في العام 1993م. وباعتراف من الصهاينة أنفسهم, ويبقى السؤال قائماً في هذا الجانب وهو: ما هدف هذه الحملة الشرسة التي تقوم بها تلك الأجهزة على حركة حماس وعلى فصائل المقاومة؟  من الوهلة الأولى وكما يصرح بعض قادة أجهزة الأمن في الضفة أنهم يسعون إلى القضاء على حركة حماس وإنهاء وجودها في الضفة، بعد أن تم حظرها قانونياً، حيث بدأت الحملة بالسيطرة القهرية علي المجالس والبلديات التي فازت بها حركة حماس, وإغلاق الجمعيات والمؤسسات الإسلامية سواء جمعيات الإغاثة أم رعاية الأيتام والفقراء، وحتى مؤسسات تعليم أحكام القرآن الكريم، والمؤسسات التعليمية المتنوعة.

ثم اعتقال القائمين عليها، واعتقال المئات من أئمة وخطباء المساجد، ومدرسي الجامعات والطلبة، وغيرهم من المناصرين لحركة حماس، ثم القيام بفصل المئات من الموظفين في مختلف الدوائر الحكومية بحجة تأييدهم للحركة، عدا عن التعذيب الوحشي الذي يمارس على مدار الساعة بحق هؤلاء المجاهدين والمناضلين دون أي جريمة اقترفوها ضد السلطة أو أجهزتها في الضفة، حتى تطور الأمر بعد ذلك ليصل إلى اعتقال النساء وتعذيبهن داخل أقبية التحقيق.

 إن هذه الأفعال والممارسات التي تقوم بها أجهزة ( دايتون, مولر ) لا يمكن أن تصل إلا إلى شئ واحد فقط، وهو إنهاء وجود هذه الأجهزة وسلطتها على الضفة الغربية، و في المقابل تزايد شعبية وجماهيرية حركة حماس، وهذا ما صرح به بعض العقلاء من قادة حركة فتح حينما أكدوا أن ما تقوم به هذه الأجهزة تحت رعاية ووصاية إسرائيلية لهو أمر يسيء لحركة فتح ويصب في صالح حركة حماس.

ونقول أن هذه الأجهزة بقادتها وأفرادها يبدو أنهم لم يأخذوا العبرة مما حدث في قطاع غزة، فعلى الرغم من أن الأجهزة في قطاع غزة كانت أكثر عدداً وعدة وتنظيماً وتمويلاً من مثيلاتها في الضفة، إلا أنها انهارت كحبات العقد المنفرط بسبب ممارساتها التي لم يرض عنها الشعب الفلسطيني المجاهد صاحب الحق المسلوب، فخسرت احترام وتأييد الشارع الذي لم يقبل لهذه الأجهزة الاستمرار في عملها الذي يتعارض مع مصالح وطموح الشعب الفلسطيني.

فاستمرار هذه الأعمال والممارسات بحق المجاهدين في الضفة سيعجل بزوال هذه الأجهزة ومن يقف وراءها، وحينها لن ينفعها من يحرضها على أعمالها من اليهود ومواليهم، وسيتخلون عنكم كما تخلوا عنكم في قطاع غزة.

 

 

اخبار ذات صلة