هدمت جرافات الاحتلال (الإسرائيلي)، نهاية الأسبوع الماضي مباني ومنشآت في حي البقعان ببلدة عناتا شرق مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية في البلدة، إن جرافات برفقة قوات الاحتلال اقتحمت القرية عند الساعة الخامسة فجرا، وشرعت بهدم منزل ومنشآت تجارية ومتجر لقطع المركبات.
ويهدم الاحتلال هذه المنشآت لتخصيص مسافة أمنية بين بيوت المواطنين والجدار، فيصادر الأرض القريبة والملاصقة له.
يقول طه النعمان رئيس بلدية عناتا إن المشهد الذي تتعرض له عناتا كل شهر ظالم، جرافات دخلت معززة بقوات كبيرة وبدأت بالهدم بشكل مفاجئ، من الساعة الثانية ما قبل الفجر وذلك بذريعة اقترابها من جدار الفصل العنصري.
وأضاف النعمان (للرسالة): هذه المنشئات الصناعية تعود للمواطن أشرف أبو عودة ولم يسمح له بإخلاء محتوياتها وهي مغسلة سيارات ومحل قطع غيار وكماليات، وثماني منشآت حدادة وبيع قطع غيار، بالإضافة إلى خمسة منازل لعائلة غيث قيد الانشاء، وبيت مكون من طابقين للسيد محمد حمدان، وقد شرد هو وعائلته بعد الهدم.
ويتابع النعمان: يعطي الاحتلال إخطارا، والقضية لا زالت معلقة بالمحاكم، وقبل أن يبت فيها تباغت سيارات الهدم ممتلكات المواطنين وتهدم البيوت والمنشآت التي يعتاش منها أربع عوائل فلسطينية من سكان عناتا وقد خسر بضائعه ومنشآته.
وقالت محافظة القدس في تصريح مقتضب إن قوات الاحتلال انسحبت من بلدة عناتا بعد 9 ساعات من عمليات الهدم والتجريف أسفرت عن هدم 13 منشأة تجارية وحيوانية وسكنية منها 9 محال تجارية ومزرعة حيوانات ومنزل قيد الإنشاء ومنزل آخر قديم لنفس العائلة وقاعة وديوان لعائلة غيث.
ووفق محافظة القدس تقدر خسائر الفلسطينيين بملايين الشواقل، حيث بلغت تكلفة المنزل المدمر وحده مليون شيقل إضافة لباقي الخسائر المادية الأخرى.
وليد أبو محسن المختص بالاستيطان علق (للرسالة) على مأساة واقع عناتا شرق القدس وقرى أخرى مجاورة لها قائلا: "المنطقة محاصرة بجدران الفصل وأصبح فيها ضغط سكاني كبير بالإضافة إلى عمليات الهدم المستمرة بالقرب من الجدار، وهو ما تهتم به سلطة الاحتلال بالدرجة الأولى ولأجل الجدار لا يسمح بالبناء على تلك الأرض التي يمتلكها المواطن.
ويضيف أبو محسن: "مع بداية احتلال الضفة الغربية ضمت (إسرائيل) 72 كيلومتر من حدود 67 منها بلدة عناتا ثم تم إخراجها بعد بناء الجدار ولكنها بقيت داخل حدود البلدية، وتدفع ضريبة الأرونونا ولا تأخذ خدمات في المقابل، وتحاصر اليوم بجدران أربعة ولم يبق منها سوى ألفي دونم لا يسمح إلا بالبناء على ألف منها ومن بنى في الألف الأخرى يهدم بناؤه.
وتقع قرية عناتا في الشمال الشرقي لمدينة القدس وتتبع محافظة القدس، وتعتبر مساحة أراضي القرية من الأكبر على مستوى الضفة الغربية إلا أن معظمها صودر لبناء مستعمرة عناتوت ومعسكر عناتوت الاحتلالي. يحدها من الشمال قرية حزما ومن الجنوب قرية العيسوية ومن الغرب شعفاط ومن الشرق قرية النبي موسى.
يمتلك أهالي عناتا 35 ألف دونم والمسموح البناء عليه أقل من ثلاثة آلاف فقط، يعيش فيها أكثر من ثمانين ألف نسمة، ويبني الاحتلال الآن شارعا استيطانيا جديدا يأكل جزءا آخر من أراضي البلدة. ليسهل مرور المستوطنين إلى مستوطنات شرق القدس.
وقالت محافظة القدس إنها على تواصل مع المتضررين من هذه العملية لحصر الأضرار والعمل مع المؤسسات المعنية فورا من أجل جبر الضرر وتقديم المساعدات القانونية والمادية اللازمة.