قائد الطوفان قائد الطوفان

بالأرقام: واقع مرضى السرطان بغزة

الرسالة نت - غزة

قال رئيس مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني المخصص لعلاج مرضى السرطان بغزة، صبحي سكيك، إنّ عدد المصابين بمرض السرطان في القطاع يبلغ 12 ألف إصابة.

وسنويًا، يُصاب ما بين 2000 لـ 2500 شخص من سكان قطاع غزة بأمراض السرطان، فيما ارتفعت نسبة مرضى السرطان من 60 مريضا في كل 100 ألف نسمة، إلى 93.1 بين كل 100 ألف نسمة، أكثرها شيوعًا سرطان الثدي.

ويزور مستشفى "الصداقة" التركي، 9 آلاف مريض سرطان، وما لا يقل عن 500 مريض يتلقون العلاج يوميًّا في عياداته، كما يمكث في المستشفى 100 مريض يحتاجون إلى تحضيرات علاجات كيميائية.

ولفت سكيك إلى أنّ نسبة الإصابة بالسرطان ارتفعت 33% منذ العام 2000، وسط تحذيرات دولية من ارتفاع النسبة أكثر بحلول العام 2040.

أما عدد مرضى السرطان الذين يموتون سنويًا في قطاع غزة، قبل تلقيهم العلاج الكافي يتراوح من 80 لـ 120 حالة؛ استنادًا لمعطيات منظمة الصحة العالمية، وفق ما ذكره رئيس مستشفى "الصداقة" التركي.

ويعزو الارتفاع في نسب الوفيات؛ إلى عدم تلقي المريض العلاج أو تأخره في الحصول عليه، ما يعني تفشي المرض بطريقة بشعة في جسد المريض، موضحًا أنّ السرطان هو المسببّ الثاني للوفيات بعد أمراض القلب في قطاع غزة، بنسبة 15.4% من إجمالي الوفيات في القطاع.

وإلى جانب نقص الأدوية والأجهزة التشخيصية اللازمة لمرضى السرطان، حذر سكيك من التداعيات الخطيرة المترتبة على منع المرضى من السفر؛ لتلقي العلاج، لذرائع وحجج أمنية واهية.

وأفاد أنّ من بين 10 آلاف حالة تحوّل سنويًا من قطاع غزة للعلاج في الخارج، يرفض الاحتلال من 40 لـ 50% منهم، منوهًا إلى أنّ المنع يطال مرضى على أسرّة العناية المكثفة، ومنهم على مشارف الموت.

واعتبر سكيك هذا المنع غير المبرر، "جرائم مركبة يرتكبها الاحتلال بحق المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة وتعني قتلهم ببطء".

ويعتمد الكثير من مرضى قطاع غزة على المستشفيات بالقدس والضفة الغربية، لتلقّي العلاج وإجراء العمليات غير المتوفرة في القطاع؛ لكنّ تقارير حقوقية وشهادات حيّة تؤكد أن الاحتلال يستغل التحويلات الطبية، كأسلوب عقاب وابتزاز للمرضى وذويهم.

وفي معرض حديثه، نوّه سكيك إلى أن نسبة الشفاء من المرض في غزة أقل منها في المستشفيات الإسرائيلية، عازيًا ذلك إلى "الفرق الكبير في نوعية وكمية العلاج التي يتلقاها المريض هناك، ويُحرم منها لو كان متواجدًا في غزة".

وضرب مثالًا على نسبة الشفاء من مرض سرطان الثدي، قائلًا: "نسبة الشفاء بغزة تصل لنحو 60%، فيما تتجاوز نسبة الشفاء من ذات المرض في المستشفيات الإسرائيلية الـ 96%، وهنا يُمكنكم معرفة حجم التداعيات الخطيرة لعدم توفر الأجهزة والأدوية اللازمة للمرضى في القطاع، أو المماطلة بإدخالها".

وبعد أمراض القلب، يعد مرض السرطان المسبب الثاني للوفيات في قطاع غزة، في ظل شحّ الإمكانيات العلاجية، وإطباق الحصار المستمر للعام الـ17 على التوالي، حتى على المرضى وهم يصارعون الحياة في أيامهم الأخيرة.

ويفتقد مريض السرطان في قطاع غزة لمنظومة علاجية متكاملة، تبدأ من غياب المراكز المتخصصة للعلاج، مرورًا بالنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وليس انتهاءً بفرض شروطٍ إسرائيلية على المريض ليُسمح له بالسفر للعلاج في مشافي الداخل المحتل والضفة الغربية، ما يجعله رهينة افتراس المرض.

 

البث المباشر