قائد الطوفان قائد الطوفان

عين الحلوة.. التفاصيل الكاملة لمخطّط إزالته

الرسالة – محمود هنية

كشفت مصادر أمنية فلسطينية في لبنان، عن تفاصيل المخطط الرامي لإزالة مخيم عين الحلوة ‏وتصفية وجوده، بقرار من الموساد، وبيد أطراف بينها جهات فلسطينية.‏

يشير المخطط وفق المصادر، إلى اجتماع ضمّ مسؤول جهاز مخابرات السلطة ماجد فرج وحسين ‏الشيخ أمين سر تنفيذية المنظمة ومركزية فتح، مع مسؤول جهاز الموساد (الإسرائيلي) دافيد ‏برنياع، طلب فيه الأخير بضرورة إنهاء ملف تسليح الضفة المحتلة، ضمن خطة تستهدف المنبع، ‏خاصة في لبنان.‏

وبيّنت المصادر، أن ماجد فرج جلس في جلسة منفردة مع برنياع، وطلب منه التجهيز لخطة ‏تستهدف عملية تسليح الضفة عبر إيعاز من قطاع ‏غزة ولبنان، بوصف الأخير مستضيفا للشيخ ‏صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك للأمين العام لحركة الجهاد ‏زياد النخالة.‏

وبدأ تنفيذ الخطة باستهداف المسؤول الأمني بجهاز الأمن الوطني عرموش لبث الفوضى في ‏مخيم عين الحلوة ولتكون مدخلنا لتنفيذ المخطط، خاصة وأن القتيل كان يقل في سيارته بعض ‏المتورطين في قتل شباب من "الشباب المسلم"، لتسليمهم للجيش، وأثناء الطريق تم تصفية السيارة ‏كاملة.‏

الشباب المسلم وهي مجموعة شباب مسلحين، نفت المسؤولية عن العملية؛ لكن التقديرات أشارت ‏إلى وجود أطراف أخرى ساهمت في هذه الجريمة.‏

تؤكد المصادر أن ماجد فرج ضخّ أموالا لمجموعات في مخيمات لبنان، عبر أحد معاونيه ‏هناك ويدعى (م.ح) ويتولى منصب المسؤول المالي بحركة فتح، وهو بدوره يعمل على تشكيل ‏مجموعات بمبدأ "رشّ المال".‏

وأوضحت المصادر أن هذه المجموعات يديرها (م.ح) بمعزل عن حركة فتح وقيادتها في الساحة ‏اللبنانية، وتعمل بشكل مباشر تحت أوامره وأوامر ماجد فرج.‏

فشل الهجوم الأول، الذي أسفر عن استشهاد 14 مواطنًا، وتم التوصل لاتفاق وقف النار تحت ‏ضغط لبناني وفلسطيني مشترك.‏

لكن تجددّت الاشتباكات عندما باغتت هذه المجموعات حيّ حطين، واستهدفت فيه مجموعة من ‏المسلحين التابعين للشباب المسلم، في اختراق لاتفاق التهدئة.‏

وتبين المصادر أنّ الهدف الرئيسي في هذه المرحلة هو زج الجيش اللبناني في الأحداث، بعدما ‏فشلت المحاولة الأولى في زجّه عندما استهدفت هذه المجموعات مناطق وأحياء لبنانية محيطة ‏بالمخيم، وتم قصفها بالهاون، رغم عدم وجود اشتباكات حقيقية فيها، ليثير ذلك سؤالا حول هدف هذه ‏المجموعات ومشغلها (م.ح).‏

وكان الطلب هذه المرّة أن يتدخل الجيش اللبناني لحسم الاشتباكات، في مطلب دعا له جهاز ‏الأمن الوطني، ليرسم سؤالا آخر حول إمكانية زج الجيش للخلاف، وصولا لاشتباك فلسطيني ‏لبناني.

تكررّ اسم (م.ح) كثيرا في الأحداث والاشتباكات الدامية التي شهدها عين الحلوة مدار السنوات ‏الماضية، ويعرف بمسؤوليته المباشرة عن تمويل هذه الجماعات، التي تكشف المصادر، بأن ‏عددا منها يضم في عضويته شخصيات أجنبية.‏

تشير الفصائل الفلسطينية، إلى أن حركة فتح في لبنان لم تعد محكومة لساحة التنظيم، وأن ثمة ‏تلاعب من ماجد فرج تحديدا في هذه الساحة، التي وصلت حدّ التجسس المباشر على سرايا ‏المقاومة، وحزب الله.‏

وأشارت المصادر إلى أنّ الاشتباكات المتجددة، أدت أيضًا لنزوح المئات من منازلهم، صوب ‏المساجد والمستودعات، مردفًا أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لم تفتح المدارس حتى ‏اللحظة أمام النازحين.‏

ونوهت بأنّه يجري التواصل مع إدارة "أونروا" من أجل إعادة فتحها لاستقبال العوائل النازحة، ‏خاصة في ظل تواجد عدد من العائلات في شوارع المخيم ومحيطه؛ لعدم توفر أماكن تأويهم.‏

وتأسس مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم ‏حوالي 50 ألف لاجئ مسجلين بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد ‏سكانه يتجاوز 70 ألفًا.‏

البث المباشر