قائد الطوفان قائد الطوفان

عائلة الفسفوس.. خمسة أبناء في الاعتقال الإداري

الرسالة نت - رشا فرحات

للأسير كايد الفسفوس سيرة طويلة مع الاعتقال الإداري والإضراب عن الطعام، ففي نهاية عام 2021 أفرج عنه بعد إضرابه عن الطعام لـــ131 يوما، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله في مايو 2023. فبدأ من جديد قصة أخرى في الإضراب عن الطعام منذ 47 يوما رفضا لإعادة الاعتقال الإداري، ولكنه ليس وحده الذي يعاني مرارة هذه الحياة، فأربعة أشقاء له يناطحون ظلم الاعتقال الإداري.

خمسة أشقاء من عائلة الفسفوس من مدينة دورا/الخليل، معتقلون ومضربون وهم: حسن (37 عامًا)، وخالد (35 عامًا)، وأكرم (39 عامًا)، ومحمود (40 عامًا)، بالإضافة إلى شقيقهم كايد (34 عامًا) وقد توفي والدهم وكانوا جميهم بالمعتقل.

عائلة كاملة تعيش كابوسا في حياة معلقة نتيجة اعتقال خمسة من أبنائها، وكحلم تشرح أمهم وضع أبنائها المجهول بالنسبة لها قائلة: "محمود مضرب عن الطعام ولكنه لسوء حالته الصحية وبسبب ضعف في عضلة قلبه علق إضرابه، بالإضافة إلى إصابته بقرحة في المعدة وضعف شديد في النظر، وهو متزوج منذ خمس سنوات، فقدت زوجته جنينها مرتين بسبب هجوم المجندات على المنزل لاعتقال زوجها.

أكرم أب لأربعة أبناء ومضرب عن الطعام منذ عشرين يوما تضامنا مع شقيقه كايد الذي ينتظر اليوم جلسة حكم جديدة، بالإضافة إلى الشقيقين حسن الأب لطفل واحد، وخالد الأب لثلاثة أطفال.

ابنة كايد الوحيدة تنظر إلى وجه جدتها في كل اعتصام للأسرى وتقول: "أنا لا أريد أن يحدث لأبي كما حدث للشيخ خضر عدنان، بينما تضيف الأم "من سنة 2000 لم أجتمع مع ابنائي على مائدة طعام، وأنا أتنقل بين السجون، ومنذ عامين لا أعرف عنهم شيئا، فالأسرى المضربون ممنوعون من الزيارة، وأنا لم يعد بمقدوري بالتنقل بين السجون ولا صحتي تسمح بذلك.

وتضيف الأم: "أريد أن أعرف شيئا عنهم، لم يبلغني الصليب الأحمر بأي خبر عن ابني منذ إضرابه، ومنعت من الزيارة، وأعرف أن ابني نُقل من السجن إلى زنزانة انفرادية، وأريد أن أعرف ما الذي حدث لابني كايد، فقد تجاوز الإضراب أربعين يوما".

وتتابع: "حياتنا أصبحت صعبة منذ سنوات طويلة، لم يكن يمر شهر دون أن تمر علينا قوات الاحتلال، يفجرون الأبواب التي تركتها للآن مكسرة، ويعتقلون أبنائي، ويأتون بعد كل إضراب للتخريب واعتقال المزيد من الأولاد، واليوم هم يعتقلون كل أولادي.

حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى قال إنّ عائلة الفسفوس واحدة من عائلات كثيرة يستهدفها الاحتلال يوميا بالاعتقال، بل ويعتقل كل أبنائها كعقاب جماعي للعائلة.

وأوضح أن الأسير كايد الفسفوس يتعرض للعزل والمضايقات اليومية والتفتيش المستمر لزنزانته، وتم سحب كامل الأجهزة الكهربائية والملابس، ووضع في زنزانة مزودة بالكاميرات.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين بأن وضعه الصحي في تدهور سريع، حيث يعاني من إرهاق شديد وضعف عام نتيجة استمراره في الإضراب، علما أن إدارة السجون تتعمد إهماله طبيا دون إجراء الفحوصات اللازمة له ولمتابعة حالته الصحية".

المعتقل الفسفوس يعاني من التعب والإرهاق الشديدين لطول فترة الإضراب، وأصبحت حركته صعبة للغاية، ولا يستطيع المشي والحركة، ويعاني أوجاعا في كافة أنحاء الجسد، ودوخة ومشكلة في التوازن والنسيان.

وبيّن نادي الأسيـر أن إدارة سجون الاحتلال تمارس ضغوطًا كبيرة عليه، كما يتم تقييده وإهانته من قبل السجّانين، الذين يسحبونه حتى ينهض ويتحرك، كما سحبت "إدارة السجن" منذ خمسة أيام الفرشة التي ينام عليها.

البث المباشر