في الليالي الماضية وقت احتفال اليهود بأعيادهم التوراتية، علقت مخابرات الاحتلال منشورات تهديد باللغة العربية، في شوارع أحياء القدس المحتلة، منها بلدتي العيساوية وجبل المكبر.
وتضمنت المنشورات آيات قرآنية، وحسابات وأرقاما للتواصل مع ضباط المخابرات؛ الكابتن قادوش وبشير (أسماء وهمية)، وعبارات شديدة اللهجة حذرت الشبان المقدسيين من "الاشتراك في أعمال الشغب والعنف في الحرم الشريف" -وفق المنشور.
وذكر المنشور المقدسيين بالمواجهات في المسجد الأقصى خلال رمضان الماضي، ووجه رسالة مباشرة إلى الأهالي بضرورة ردع أبنائهم، تزامنا مع انطلاق موسم الاقتحامات.
ويبدو أن مخابرات الاحتلال تناست أن ما حصل رمضان الماضي لم يكن إلا رد فعل على اقتحام الأقصى وانتهاك حرمته في أقدس أشهر المسلمين، وأن الرباط والاعتكاف الذي يحاول الاحتلال شيطنته وتجريمه ما هو إلا حق مشروع وواجب وطني وديني.
يعلق أحد الشباب المقدسيين – يرفض ذكر اسمه خشية الملاحقة- بالقول: "وقت ذهابي للعمل صباحا شاهدت تلك المنشورات معلقة على الجدران، وتحت أبواب البيوت، انتابني الضحك والاستهزاء من هذا العمل".
ويذكر لـ(الرسالة نت) أنه وشباب القدس لا يكترثون لتلك التهديدات كونها لا تردعهم عند الرد على أي اعتداء على المسجد الأقصى، مؤكدا أن الاحتلال يدرك ذلك أيضا لكنه يحاول استفزازهم عبر التهديد والوعيد الذي يزيدهم عنادا للتصدي لاي محاولة استفزاز من المستوطنين.
وفي هذا السياق يقول محمد هلسة المختص في الشأن المقدسي، إن هذا الأسلوب قديم جديد يتبعه الاحتلال مع العمل الوطني الفلسطيني على صعيد الأفراد أو المنظمات أو البلدات، معتبرا أن توزيع المنشورات وتهديد أهالي العيساوية وجبل المكبر على المشاركة في المواجهات يأتي في سبيل تخويفهم.
ويرى هلسة أن (إسرائيل) تحاول ردع الشباب المقدسي كونها تدرك أنهم السند الأساسي للمقاومة والحاضنة الشعبية التي تلتف حولها.
وذكر لـ "الرسالة نت" أن التهديد عبر المنشورات التي توزع في الشوارع لن يردع الشباب أو يمنعهم من المواجهة حال اشتدت الاقتحامات، فلم يثبت يوما أن سلوك الاحتلال في التعامل مع المقدسيين قد آتى أكله في ترهيبهم وردعهم.
وأوضح هلسة أن تهديد الشباب المقدسيين وملاحقتهم واعتقالهم يتم يومياً، ومنشورات التهديد تأتي في سياق يأس الاحتلال وإفلاسه في السيطرة على مقاومة المقدسيين لمحاولات تهويد البلدة القديمة والمسجد الأقصى.