الشباب الثائر نجح في فرض ساحة قتالية يومية بوسائل بدائية أوجعت مضاجع قيادة جيش العدو وأفشلت تقديرات منظومته الاستخباراتية حيث صار الشباب الثائر يجتاز الحدود غير مهتما للعوائق الأرضية والجدار الالكتروني من حيث الخطورة أو في تفكيرٍ بعودةً سليما او مصابا او شهيدا، وفي رسالة واضحة للاحتلال إحنا لسنا الهنود الحُمُر، بل إحنا شباب الشعب الفلسطيني، فلا يوجد أي سلام، وأرضنا مغتصبة وحقنا مسلوب وشعبنا مضطهد ومشتت مغتربا ومهجرا، الشباب الثائر يُصعد حالة المقاومة في جميع نقاط التماس مع العدو، تأكيداً لعدم تمرير عدوان الاحتلال على الأسرى و المسرى، وتثبيته فرض معادلة وحدة الساحات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال من جنين شمالاً حتى غزة جنوباً، الشباب الثائر يقوم بواجبه الوطني تجاه القضايا الرئيسية والثوابت الوطنية التي يواصل الاحتلال انتهاكها.
شعبنا الفلسطيني لن يقف صامتاً أمام عدوان الاحتلال المتواصل بحق مقدساتنا، وعلينا مواجهة الحكومة المتطرفة وسياساتها الفاشية حول الأقصى والأسرى، فنحن في معركة مفتوحة مع العدو و حالة اشتباك دائمة حتى التحرير والعودة، ومن حقنا كفلسطينيين أن نقاوم المُحتل بكل الوسائل لردع عدوانه ضدنا، فالمواجهات التي يخوضها الشباب الثائر على السلك الزائل تدل على حالة الغضب في ظل العدوان المتصاعد على الأقصى منذ الانتفاضة الثانية والحصار المفروض على غزة منذ عقدٍ ونيف، هنا يذهب الشباب الثائر على حدود قطاع غزة مطالبا بحقوقه المشروعة لانتزاعها بدمائهم الزكية، فإما شهادة تُغيظ العدا وإما حياة تُسر الأهل والأحبة، فقد قيل ادعاءً بأن الشباب يهاجرون من غزة للبحث عن عيش كريم، فمن يبحث عن العيش الكريم يراه بأجساد الشباب الثائر على السلك الفاصل بالحجر والمقلاع والأدوات الخشنة التي يفهمها جيش الاحتلال حتى لا يتجرأ أن ينزل من عرباته العسكرية المصفحة خوفا من رصاصة أو عبوة من هؤلاء الشبان الأحرار بغزة.
الأحداث تتشابه والتاريخ يعيد نفسه، ما بين متابعة كواليس الأحداث الميدانية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يسعى الاحتلال لتخفيف وطأة استنزافه من خلال الانتشار المكثف على حدود قطاع غزة، والذي شكل استنزافاً مرهقاً لجيش الاحتلال الذي ينشر 50% من قواته في مناطق الضفة المحتلة وقرابة 25% على حدود الجبهة الشمالية، الأمر الذي لا ترغب به قيادة الاحتلال وهي تضغط لإيجاد أي حل يوقف ما يجري على حدود غزة.
لا سيما الضغط الذي يمارسه الشباب الثائر على السلك الفاصل لحدود قطاع غزة ينتقل إلى نقطة جديدة تمثلت في جرأة الاشتباك مع الاحتلال من مسافة قصيرة، تتجلى بعودة العبوات التفجيرية والبالونات الحارقة التي تعتبر من الأدوات الخشنة، فيما تعد عمليات إطلاق النار دليلا على حجم الضغط لدى الشباب الغاضب من اقتحام الأقصى وتهديد الأسرى وتطور الأحداث على حدود قطاع غزة تزامنا مع الأعياد اليهودية المزعومة.
ومن زاوية أخرى، هناك انتقاد كبير موجه من المستوطنين في غلاف غزة و الاعلام العبري للحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال حول طبيعة الرد وحجم الهجوم مقارنة بالانفجارات المزعجة والبلالين الحارقة والمسلسل اليومي نتيجة الأحداث على الحدود ووفق ما ورد على لسان بن غفير في رسالة تهديد لنتنياهو بالانسحاب من الحكومة قائلاً: "أي تنازل للفلسطينيين سنسقط الحكومة"، وكذلك ادعاء أمير بوخبوط: "رد الجيش الإسرائيلي على الخروقات التي جرت أمس على حدود قطاع غزة كان ضعيفًا جدًا"، فيما تحدثت قناة كان العبرية: أن "جيش الاحتلال يستعد لاحتمالية التصعيد مع قطاع غزة وربما إطلاق الصواريخ، في أعقاب الأحداث الأخيرة"، وقال اليؤور ليفي: "لقد نفد الصبر، ولكن بطريقة محسوبة في اشارة لهجوم خفيف الليلة الماضية" والسؤال هو ما إذا كانت العقوبات المدنية ستثقل كاهلكم أيضًا في نهاية عيد الغفران.