قائد الطوفان قائد الطوفان

‏(الزيت عماد البيت).. ماهي كمياته لهذا العام؟ ‏

الرسالة نت - رزان الحاج

أهازيج ومواويل ودبكةٌ شعبية، هكذا تسير أجواء جني ثمار الزيتون بداية موسمه في فلسطين. يبدأ ‏الحصاد مع ساعات الصباح الأولى، تخرج العائلة والمزارعون لأراضيهم بعد أن يتناولوا الإفطار ‏الذي عادةً ما يعدونه على الحطب برفقة إبريق الشاي ثم ينطلقون لقطف الزيتون وهم يدندنون ‏أهازيج "على دلعونا على دلعونا.. زيتون بلادي أجمل ما يكونا".‏

وتعد شجرة الزيتون أحد الثوابت والرموز التي تُعبر عن حق الفلسطيني بالعودة لجذوره الضاربة ‏في الأرض، والتي تمثل تشبث الفلسطيني بأرضه فلقبت فلسطين "بعروس الزيتون".‏

كما يعتبر موسم الزيتون موسم رزق لعدد كبير من العائلات التي تنتظره بشغف لتوفر مصروف ‏العام بعد بيع كميات الزيتون والزيت الموجود بأراضيهم.‏

‏(الرسالة) تواصلت مع مزارعين ومسؤولين لمعرفة كميات الزيت والزيتون المتوفرة لهذا العام.‏

طقوس القطف ‏

المزارع صبري الفليت وصف موسم قطف الزيتون "بالعرس المنتظر"، فهو باب الرزق الذي يفتح له ‏ولأبنائه، مشيرا أن لهم طقوسا عائلية مميزة في هذا الموسم حيث يلتفون جميعا حول أشجار ‏الزيتون ويجنون ثمارها.

وقال (للرسالة) إن أبناء عائلته يتقاسمون المهام فبعضهم يقطف الثمار من فوق الشجر ‏وبعضهم الآخر يضع الكميات في صناديق ويجهزها لمرحلة العصر أما نساؤهم وأطفالهم فيفرزون ‏الثمار إما للعَصر وإما سيتجه للأسواق للكبيس.‏

ويضيف الفليت: "نعتمد على هذا الموسم لتأمين قوتنا السنوي، فيعد بيع الزيتون والزيت مصدر ‏رزق، فنسعى طوال العام للاهتمام بهذا الشجر لنجني أكبر قدر من الثمار.  ‏

ويؤكد أن حِمل الأشجار من الثمار لهذا العام أقل بكثير من العام الماضي، مبينا أن هناك أشجارا ‏حملت كميات كبيرة من ثمرة الزيتون فيما لم تحمل أخرى أي حبات، لذلك من الطبيعي أن تشهد الأسعار‏ ارتفاعا ملحوظا؛ لأن العرض قليل والطلب كبير.‏

ويعود السبب في قلة المحاصيل لهذا العام لظاهرة "المعاومة" وهي تبادل الحمل حيث يكون ‏المحصول غزيرا في عام وخفيفا أو معدوما في العام التالي، وهو ما يتسبب بخسائر للمزارعين في ‏العام قليل الحمل.

الوزارة تتجهز ‏

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة عن افتتاح موسم قطف الزيتون في الأول من أكتوبر، مبينة ‏أنه يمكن للمزارعين البدء بقطف الزيتون من نوع "الشملاني" و"السري" أما "النبالي" و "‏k18‏" ‏فيستحسن تأجيل قطفه إلى ما بعد الثلث الأخير من أكتوبر.‏

ونصحت الوزارة المزارعين بالتأخر بالقطف وخاصة للزيتون المخصص للعَصر لضمان نضج ‏الحبة وزيادة معدل السيولة. ‏

وتتجهز الزراعة لهذا الموسم بالفِرق الميدانية وفرق الإشراف ومختصين لضبط الأسعار نظرًا ‏لأهمية هذا الموسم وإستراتيجيته على مستوى الوطن.  ‏

أقل من المتوسط ‏

وحول الكميات قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة محمد أبو عودة " للرسالة نت" إن ‏موسم الزيتون لهذا العام يشهد تراجعا في الكميات إلى أقل من النصف مقارنة بالعام الماضي، ‏حيث شهد العام الماضي موسما تاريخيا لم يشهده منذ أعوام طويلة، فتجاوز الإنتاج 40 ألف طن ‏من الزيتون. ‏

كسابقه، يفسر أبو عودة تراجع الإنتاج هذا العام إلى ظاهرة "تبادل الحِمل" أو "المعاومة" التي تسير على ‏ثمار الزيتون إضافة للتغيرات المناخية التي يمر فيها قطاع غزة والتي أثرت بالسلب على هذا ‏الموسم.‏

ويتوقع المتحدث أن يكون إنتاج القطاع من الزيتون هذا العام ما بين 9 آلاف إلى 10 آلاف طن، ‏من المساحة المزروعة والتي تصل إلى 50 ألف دونم.‏

 

البث المباشر