أثارت الضربة التي وجهتها القوات الأوكرانية، إلى مقر قيادة البحرية الروسية، في شبه جزيرة القرم، بصاروخ من طراز "ستورم شادو" والتي زعمت أنها قتلت قائد أسطول البحر الأسود الروسي، تساؤلات حول هذا الطراز من الأسلحة الفتاكة.
ويعد هذا الصاروخ، نتاج مشروع بريطاني فرنسي، جرى الاتفاق عليه بين مجمع الصناعات الفرنسي "مارتا" وهيئة الصناعات الدفاعية البريطانية "بريتيش إيروسبيس"، منذ عام 1994.
وقدمت خطط إنتاج الصاروخ، وهو من فئة كروز بعيد المدى، لشركة "أم بي دي إيه"، ومقرها فرنسا، لعمل مخططات للإنتاج، والبدء في التصنيع والتجارب منذ العام 1997.
يمتاز صاروخ ستورم شادو، بالقدرة على الاشتباك مع الأهداف بدقة، في الظروف الجوية المختلفة، وخلال الليل والنهار، كذلك يمتلك مدى طويلا، وسرعة عالية دون خرق حاجز الصوت، مما يجعل حركته خفية إلى حد كبير.
صمم الصاروخ كذلك، من أجل اختراق الأهداف المنشأة من الأسمنت المسلح، والمواقع المبنية داخل الصخور، ويعتمد على نظام توجيه ذاتي بالكامل، وفقا لتقنية "أطلق وانس".
ويبلغ طوله 5.1 متر، وطول الجناحين 3 أمتار، وبقطر جسم يبلغ 0.84 متر، ووزن 1300 كيلوغرام، أما المدى، فهو قادر على ضرب أهداف على بعد 250 كيلومترا من منصة أو جسم الإطلاق.
وأدمج في الصاروخ نظام توجيه وملاحة بواسطة الأقمار الصناعية، فضلا عن تعزيزه بتقنيات وأنظمة ملاحية مختلفة متطورة، مثبتة داخل بنيته الإلكترونية، من أجل إصابة أكثر دقة للأهداف المبرمجة له.
ويتضمن نظام ملاحقة بالقصور الذاتي "آي أن أس"، ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس"، ونظام ملاحة للتضاريس، من أجل التحكم في مسار طيرانه وتفادي العوائق الطبيعية، فضلا عن باحث عن الأهداف بنظام الأشعة تحت الحمراء.
تقنية فائقة
ومن ضمن التقنيات الفائقة التي يمتلكها، وجود برمجية حول تفاصيل الهدف، والمسار المرسوم للطيران، للبحث عن الموقع المستهدف قبل الإطلاق، وفور إطلاقه، تبدأ برمجيات الصاروخ بمراجعة البيانات والاتصال بنظام الملاحة المرتبط بالطائرة من أجل مقارنة الهدف المخزن داخله مع المنطقة التي يحلق فوقها، بصورة متكررة، لحين الوصول إلى الهدف والانفجار بداخله.
رأس حربي مزدوج
ووفقا للشركة المصنعة، فقد تم تجهيز الصاروخ، بقنبلة من مرحلتين، عبارة عن رأس حربي لخرق الأهداف شديدة الصلابة، مثل القواعد المسلحة بالأسمنت، والملاجئ ومقرات القيادة، والثاني ذخيرة شديدة الانفجار لحداث أكبر قدر تدميري داخل الهدف المخترق.
وتبلغ قدرة نظام الدفع المصممة للصاروخ، 5.4 كيلونيوتن، ونظام دفع نفاث بمحرك من طراز Turbomeca Microturbo TRI 60-30.
دول الخدمة
المملكة المتحدة:
يمتلك سلاح الجو الملكي البريطاني، قرابة ألف صاروخ من هذا الطراز من الصواريخ، وهو مهيأ للعمل على طائرات تايفون البريطانية.
مصر:
تمتلك القوات الجوية المصرية، أكثر من 100 صاروخ، كجزء من صفقة مقاتلات رافال، والصاروخ الذي بحوزة المصريين، مداه أقل من 300 كيلومتر.
فرنسا:
حصلت فرنسا منذ العام 1998 على أكثر من 500 صاروخ من ستورم شادو، كما تقدمت بطلبات لاحقا للحصول على أكثر من 200 صاروخ حتى العام 2009، لتزويد القوات الجوية والبحرية الفرنسية، لإطلاقه من المدمرات البحرية.
اليونان:
حصلت اليونان على 90 صاروخا لصالح القوات الجوية، بين عامي 2000 و2003، وكانت جزءا من صفقة الحصول على مقاتلات الرافال التي وصلت إليها بحلول عام 2022.
إيطاليا:
تمتلك إيطاليا 200 صاروخ من ستورم شادو، حصلت عليها بحلول عام 1999.
الهند:
حصلت القوات الجوية الهندية على عدد كبير، لم يتم الإفصاح عنه، من صواريخ ستورم شادو، كجزء من صفقة مقاتلات رافال مع فرنسا، عام 2016.
قطر:
طلبت قطر الحصول على 140 صاروخا من هذا الطراز، في عام 2015.
السعودية:
تمتلك السعودية عددا غير معروف من هذه الصواريخ، رغم عدم امتلاكها مقاتلات رافال الفرنسية والتي تسعى إلى إبرام صفقة لشراء قرابة 100 منها، لكن الصاروخ مهيأ لتركيبه على المقاتلات البريطانية من طراز تايفون، والتي تمتلكها السعودية.
أوكرانيا:
حصلت القوات المسلحة الأوكرانية، في أيار/ مايو الماضي، على دفعات من صواريخ ستورم شادو، لمواجهة القوات الروسية، ضمن حزم المساعدات العسكرية من فرنسا وبريطانيا والتي أعلنت عنها الحكومتان الغربيتان، وجرى استخدامه في عدة مناسبات.
الإمارات:
حصلت الإمارات على عدد لم يتم الإفصاح عنه، من هذا الصاروخ، في ظل امتلاكها لمقاتلات رافال الفرنسية، ضمن صفقة أبرمت عام 2021، وأطلقت الإمارات عليه اسم "بلاك شاهين".