بعد اجتياح مخيم جنين في يوليو/تموز 2023، أعلنت وزارة الأوقاف الفلسطينية عن حملة تبرعات في مساجد الضفة المحتلة، لصالح مخيم جنين، وبلغت قيمة ما جمعته نهاية الحملة مليوني شاقل.
في منتصف سبتمبر/أيلول الحالي، أي بعد نحو شهرين ونصف من الاجتياح، صرفت لجنة الإعمار في المخيم الدفعة الأولى تبرعات الفلسطينيين من تبرعات وزارة الأوقاف، وشملت 1170 عائلة مستفيدة بمبلغ 1640 شاقل لكل عائلة.
وبعد انتشار قائمة التبرعات، علمت شبكة قدس من مصادر متطابقة أن عددًا من الأسماء الواردة في كشوفات الدفعة الأولى من غير المتضررين في الاجتياح الأخير للمخيم، ومنهم من خارج المخيم، وفي قرى محافظة جنين.
وعلمت شبكة قدس من مصادرها حدوث استقالاتٍ في لجنة إعمار مخيم جنين، رفضًا للخلل وورود أسماء غير مستحقة في كشوفات منتفعي تبرعات الأوقاف، وهو ما أكده أحد أعضاء اللجنة للشبكة، الذي رفض الكشف عن اسمه.
حول ذلك، يقول رئيس اللجنة الشعبية في مخيم جنين محمد الصباغ إن خللًا حدث أثناء إدخال بيانات المتضررين، فأدرجت أسماءٌ غير مستحقة للتبرعات في الكشوفات، إلا أن نسبة الخطأ لا تتعدى 1%، ولا تُذكر.
ويضيف الصباغ في حديثه لـ "شبكة قدس": "من الطبيعي في أي عمل أن تحدث نسبة خطأ معقولة، كانت هناك بعض الأسماء، جزء منها من غير متضرري اجتياح يوليو\تموز الماضي، ولم نعلم بها كلجنة، وأُدخلت بطريقة غير صحيحة، من خلال اجتهادات بعض الشباب"، كما يقول.
ويتابع: "هذا الأمر أحدث ضجة، لكن واقع عمل المخيمات يفرض ضغطًا وتوترًا، وتحدث تدخلات تؤثر بعض الشيء، والمعيار الذي وضع كان لمتضرري 3 و4 يوليو\تموز، وحدثت تجاوزات، وأنا أعلنت ذلك بشكل شخصي، وأنه أُدخلت بعض الأسماء من غير معرفتنا."
ويقول: " الخطأ كان في مبالغ صغيرة وليست كبيرة، ونحن نعمل في عملية إعادة الاعمار تكلف نحو 60 مليون شاقل، ومبلغ الأوقاف توزع على العائلات التي تضررت، قد يكون حصل إخفاق، لكن 1640 شاقل ليست بالمبلغ الكبير، ومن رضي على نفسه أن يأخذ مبلغًا دون أن يكون مستحقًا له، فهذا بينه وبين ربه."
في سياق متصل، يشير إلى أن اللجنة وقعت عقودًا مع 3 مقاولين لهدم البيوت الواجب هدمها لإعادة بنائها، ومن المفترض أن تبدأ اللجنة العمل هذه الأيام، وسيستمر العمل فيها لـ 90 يومًا، حيث تحتاج بعض البيوت للهدم اليدوي.
في الأثناء، اطلعت "شبكة قدس" على رواية أحد الأسماء الواردة في قوائم الدفعة الأولى من منتفعي تبرعات الفلسطينيين لوزارة الأوقاف، وهو من سكان إحدى قرى جنين، حيث أعلن أنه تفاجأ بوجود اسمه في الكشوفات، وأنه غير مستحق للمبلغ، وسيضعه في أحد المساجد ليكون من نصيب أحد المستحقين.
وحول دور وزارة الأوقاف من توزيع التبرعات ووضع الكشوفات، يقول وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري لـ "شبكة قدس": إن الوزارة لم يكن لها أي دور في اختيار أي اسم، وأنها لم تقدم تزكية بأي اسمٍ في قوائم التبرعات، بل صرفت للقوائم التي وصلتها من لجنة إعمار مخيم جنين.
بدوره، يؤكد نائب رئيس لجنة طوارئ إعمار مخيم جنين شامي الشامي، أن اللجنة صرفت الدفعة الأولى للمتضررين، وأن جميع الأسماء الواردة في الكشوفات هي لمتضررين سواء من المخيم أو على أطرافه، تضررت منازلهم ومحالهم.
ويضيف الشامي في حديثه لـ "شبكة قدس" إن اللجنة تعمل حاليًا على كشوفات الدفعة الثانية من منتفعي تبرعات الفلسطينيين لوزارة الأوقاف، وهي مخصصة لمن تضررت مركباتهم من سكان مخيم جنين والمدينة.
ويشير إلى أنه تم اعتماد رخصة المركبة في عملية حصر الأضرار، فمن المتوقع أن تجد من كشوفات الدفعة الثانية منتفعين من محافظاتٍ مختلفة في الضفة، لكنهم، وفق الشامي، من سكان مخيم ومدينة جنين.
ويقول الشامي إن الناس تحاول أن تجد دومًا تبريرًا، ومع ذلك، فتبرعات الأوقاف هي مساعدات بسيطة، لكن تعويض الأضرار الحقيقة تتكفل بها الوكالة التي تجهز نفسها لعمليات الهدم الكلي لأجل الإعمار، والحكومة التي ستتكفل ببناء المنازل وتعويض متضرري السيارات.
أما عن المبالغ المقدّمة لإعادة إعمار مخيم جنين، فأعلنت الجزائر تقديم 30 مليون دولار، والإمارات 15 مليون دولار (عبر وكالة الغوث) وتركيا 150 ألف دولار، ومؤسسة أنيرا 200 ألف دولار، وكلاهما موجّه لوزارة الصحة لتوفير مستلزمات طبية.
وأعلنت الحكومة صرفها عبر وزارة المالية 7 ملايين شاقل، فيما خصص الرئيس مبلغ 500 ألف شاقل من موازنة مكتبه، بينما بلغت حصيلة تبرعات الفلسطينيين في الحملة التي دعت لها وزارة الأوقاف لصالح جنين، مليوني شاقل.
