ادعى وزير الأمن (الإسرائيلي)، يوآف غالانت، مساء الأربعاء، أن سلطات الاحتلال "لا تريد التصعيد ولا تطمح للقتال" في غزة، ملوحا باستخدام القوة "إذا تعرض مواطنون (إسرائيليون) أو جنود الجيش (الإسرائيلي) للأذى"، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات غالانت، خلال مراسم إحياء الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، فيما يكثف وسطاء دوليون جهودهم لمنع اندلاع جولة تصعد جديدة تشمل مواجهات مسلحة بين الاحتلال (الإسرائيلي) وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وتصاعدت وتيرة الأحداث التي تشهدها الحدود الشرقية لقطاع غزة مع مناطق الـ48، بعدما تزايدت حدة التظاهرات التي تنظمها بشكل يومي وحدات "الشباب الثائر"، وهي مجموعات شبابية محسوبة على الفصائل الفلسطينية.
نتنياهو يجري مداولات أمنية
وأفادت تقارير (إسرائيلية) بأن رئيس الحكومة (الإسرائيلية)، بنيامين نتنياهو، عقد جلسة مداولات أمنية، في وقت سابق، الأربعاء، بمشاركة غالانت ورئيس أركان الجيش (الإسرائيلي)، هرتسي هليفي، لبحث تصاعد الاحتجاجات شرقي غزة.
وبحث نتنياهو في هذه المداولات، التي شارك بها كذلك رئيس الشاباك، رونين بار، السيناريوهات المتوقعة لتطور الاحتجاجات في غزة.
وأشارت التقارير إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية التي تم استعراضها خلال الجلسة أن حركة حماس "غير معنية بالتصعيد"، غير أن تصاعد الاحتجاجات يزيد من احتمال "ارتكاب خطأ يؤدي إلى جولة تصعيدية قد تكون عنيفة".
وشدد مسؤولو الأجهزة الأمنية على ضرورة "الاستعداد لتصعيد محتمل".
من جانبه، قال غالانت: "في هذا المساء، من المهم أن نذكر العناصر الإرهابية في غزة (وفقا لتعبيره)، بعلاقات القوة الحقيقية بين الجيش الإسرائيلي وبين حماس وشركائها".
وأضاف "لا نريد التصعيد ولا نطمح للقتال، ولكن إذا وصلنا إلى وضع يجب فيه التحرك، فإن عملية ‘الدرع والسهم‘ (العدوان على غزة في أيار/ مايو الماضي، ستكون بمثابة تذكير لكل عنصر إرهابي بقدرات المنظومة الأمنية" (الإسرائيلية).
وتابع "إذا تعرض مواطنون إسرائيليون أو جنود في جيش الإسرائيلي للأذى، فلن نتردد في استخدام القوة الكاملة المتاحة لنا، لضمان سلامة المواطنين، واستعادة الهدوء للقطاع".
مساع "لاستعادة الهدوء"
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، تور وينسلاند، على منصة إكس (تويتر سابقا)، اليوم، إن "الأمم المتحدة تتحدث مع جميع المعنيين وتعمل معهم لتحسين حياة الناس في غزة، لا سيما الفئات المستضعفة".
وأضاف، بعد يوم من اجتماعه مع مسؤولي حركة حماس في غزة، أن "الوضع صعب داخل القطاع ويتعين علينا أن نتجنب صراعا آخر ستكون له عواقب وخيمة على الجميع. سكان غزة عانوا بما يكفي ويستحقون أكثر من عودة الهدوء".
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي إقليمي قوله إن "مصر كثفت جهودها أيضا لمنع الانزلاق إلى حرب أخرى".
وأعلنت وزارة الصحة في ِقطاع غزة، مساء الأربعاء، وقوع "إصابتين في صفوف الشبان الفلسطينيين برصاص الجيش (الإسرائيلي)" قرب السياج الفاصل شرق غزة، دون توضيح طبيعتهما.
وكان المتحث باسم الجيش (الإسرائيلي)، دانيال هغاري، قد صرح بأن الاحتجاجات المتواصلة منذ نحو أسبوعين شرقي قطاع غزة، لن تؤدي لأي تنازلات من قبل سلطات الاحتلال.
وأغلقت (إسرائيل) المعابر ومنعت العمال من دخول أراضيها منذ أوائل الأسبوع الماضي. وقالت إن إعادة فتحها "سيخضع لتقييم مستمر لتطورات الوضع في المنطقة".
وتشهد التظاهرات شرقي قطاع غزة، إشعال الإطارات المطاطية قرب السياج الحدودي الذي يفصل المناطق الشرقية للقطاع عن مناطق الـ48، فضلاً عن تفجير عبوات ناسفة قرب السياج وتنفيذ عمليات إطلاق نار.
في المقابل، تقوم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي والغاز السام المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين في التظاهرات، الأمر الذي أسفر عن استشهاد شاب وإصابة عشرات آخرين.
كما استشهد 6 شبان بانفجار عبوة ناسفة في منطقة "ملكة". وذكر بيان "الشباب الثائر" أن عددا من الشبان حاولوا تفجير عبوة ناسفة "فقام الاحتلال بإطلاق النار على مكان وجودهم لزرع العبوة، ولم يتمكنوا من الانسحاب ما أدّى لانفجار العبوة".
وخلال الأيام الأخيرة، أعادت هذه الوحدات تفعيل أشكال احتجاجية أخرى، وأطلاق البالونات الحارقة تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، وفي كل مرة تندلع فيها حريق في المناطق (الإسرائيلي)، يقصف جيش الاحتلال مواقع رصد تابعة لفصائل المقاومة.