قائد الطوفان قائد الطوفان

عقبات أخرى دخلت على خط المصالحة

أين "الورقة المصرية" بعد خلع راعيها؟

فايز أيوب الشيخ                                             

لاشك أن التعاطي مع "الورقة المصرية" قبل الثورة في مصر يختلف عنه بعد الثورة، بعد غياب راعيها عن المشهد السياسي لسقوط نظامه، الأمر الذي يضع طرفيها الرئيسيين حركتي حماس وفتح في موقع الانتظار لما ستئول إليه الأوضاع في المستقبل..؟.

ويبدو أن حركة حماس اتخذت موقفاً حاسماً من "الورقة المصرية" يجعلها جاهزة للرد في حال فتحها من جديد، فقد اعتبر الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن ورقة المصالحة " لم يعد لها أي موقع، وأن التعامل مع الورقة تغير بعد الإطاحة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك".

فيما رأى القيادي بحركة حماس الدكتور محمود الزهار، أن الحديث عن الورقة المصرية "لا بد أن يؤجل إلى ما بعد استقرار الأوضاع من حولنا حتى نعرف إلى أين نسير".

زيارة شعث لغزة

ومن وجهة النظر الفتحاوية، فقد قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث " أن الورقة المصرية مازالت قائمة، ونحن ملزمون بتكميلها"، نافيا سقوط الورقة بغياب النظام المصري السابق، حيث يلزم الانتظار حتى يتعافى القادة المصريون من أزمتهم  الداخلية ويتفرغون لنا، على حد تعبيره.

ويرى شعث في حديثه لـ"الرسالة نت" "أن الأجواء العامة مناسبة لإنجاح وتحقيق المصالحة الفلسطينية"، كاشفاً عن زيارة مرتقبة له الى قطاع غزة خلال الأسبوعين القادمين.

ولم يرغب شعث في الإفصاح عن طبيعة الاتصالات الجارية بينه وبين حركة حماس بهذا الخصوص والتي قال "أنها لم تنقطع"، كما رفض الحديث عن التفاصيل المتعلقة بالمقترحات التي يحملها خلال لقائه بقيادة حركة حماس في القطاع.

وقال :"هناك الكثير من المقترحات ستكون مطروحة على طاولة البحث لكيفية الخروج من حالة الانقسام والاتفاق حول مجمل النقاط العالقة".

وأشار شعث إلى أنه ينطلق في الجهود الجديدة للمصالحة بدعم من عباس وحركته التي يعبر عن موقفها الرسمي والجاد في إعادة كل الجهود اللازمة لإحياء موضوع المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية".

تعبير منطقي وموضوعي

المستشار السياسي لرئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقة، اعتبر هو الآخر أن "الورقة المصرية لم تعد قائمة لأن راعيها لم يعد موجوداً على طاولة الحوار".

وعبر رزقة في حديثه لـ"الرسالة نت" عن اعتقاده بأن جزءا كبيرا من الورقة المصرية "كان يمثل الرؤية المصرية أكثر مما يمثل الرؤية الفلسطينية.

وبالرغم من أن رزقة اعتبر اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية المباشرة أقرب للوصول إلى المصالحة، إلا أنه أكد في نفس الوقت أن هذه اللقاءات برزت أمامها عقبات جديدة تحول دون انعقادها .

وبين أن أهم هذه العقبات "الوثائق التي كشفت عنها الجزيرة وأثبت مصداقيتها وصحتها صائب عريقات حينما قدم استقالته"، موضحاً  أن "وثائق الجزيرة" لا تمثل عريقات فقط إنما تمثل حركة فتح واللجنة التنفيذية للمنظمة والمفاوض الفلسطيني ومحمود عباس و(..) ولذلك المطلوب ممن يمثلون حركة فتح أن يقدموا موقفاً واضحاً مما ورد في هذه الوثائق حتى يلتقوا مع حركة حماس.

ولم يستبعد رزقة أن تكون مبادرة نبيل شعث لزيارة غزة ولقائه قادة حركة حماس "رغبة شخصية منه لا تمثل الرغبة الحقيقية لفتح في المصالحة"، لافتاً –حسب معلوماته-أنه ليس هناك اتصالات رسمية بين شعث و قادة حركة حماس بهذا الخصوص.

وعاد رزقة ليشدد على أن بدء الحوار الفلسطيني الفلسطيني مشروط بأمرين "أولاً, إعلان موقف رسمي واضح من وثائق الجزيرة، وثانياً, وقف الممارسات القمعية لأجهزة فتح بحق أهالي الضفة الغربية".

 

البث المباشر