بات تطور المقاومة في طولكرم ومخيماتها مثار قلق لمنظومة الاحتلال الأمنية، بالقدر نفسه لما كان يواجهه الاحتلال من مخيم جنين.
فقد أصبحت طولكرم أرضًا خصبًة للمقاومة المتنامية، حيث أصيب خمسة من جنود الاحتلال الذين تم إخلاؤهم وسحبهم تحت إطلاق النار، وهذا هو ما يحدث في مكان أصبح بمثابة صداع حقيقي، حسب ما عبّر عنه الاحتلال.
وبعد ساعات قليلة من العملية التي وقعت في مستوطنة أفني حيفتس، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها رسمياً عن العملية وأكدت أنه كان رداً “على العدوان المستمر بحق الأقصى ”، ونشرت صور الشهيدين وهما مسلحان وعلى جباههما عصبة حماس وهما حديفة فارس 28 عامًا وعبد الرحمن عطا 23 عامًا.
وحول محاولة مسلحي طولكرم الاستلهام مما يحدث في جنين ونقل هذا النموذج لديهم، يعتبر الاحتلال أن هذه ظاهرة مزعجة.. وسط دعوات لخوض حرب مع المقاومة الفلسطينية لا هوادة فيها.
ويرى الاحتلال أن هناك أيضًا نوع من النظام والوعي، ويخشون السقوط في طولكرم كما باتوا يخشون السقوط في جنين.
وفي نهاية شهر أيلول/سبتمبر شنت قوات الاحتلال عملية عسكرية في منطقة طولكرم، واستشهد فيها مقاومان، أظهرت أيضًا مدى خطورة الوضع في هذه المنطقة.
خلال العملية السابقة، ألقى المقاومون الفلسطينيون متفجرات وأطلقوا النار على قوات جيش العدو، التي دمرت غرفة عمليات مزودة بكاميرات وشاشات، وكشفت عن عشرات العبوات الناسفة.
في الآونة الأخيرة، بات هناك تغيرًا في أنماط المقاومة نحو ما هو أسوأ على الاحتلال في جميع أنحاء الضفة الغربية، ومع ذلك، فإن المقاومة ليس ملكاً لمنطقة طولكرم وحدها، حيث تجري المزيد والمزيد من الأحداث التي تثير مخاوف الاحتلال.
وتتصاعد عمليات المقاومة بشكل لافت في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، رداً على انتهاكات الاحتلال واعتداءات المستوطنين ضد شعبنا والأقصى والمقدسات الإسلامية.
وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام مجاهديها القساميين حذيفة فارس وعبد الرحمن عطا، منفذي عملية طولكرم، الذين ارتقيا خلال اشتباك مع جنود الاحتلال عقب هجوم على عدد من مركبات المستوطنين.
وأكّدت أن هذه العملية تأتي استكمالاً لما بدأه مجاهدو القسام في مخيم طولكرم، والذين أوقعوا قوةً صهيونيةً خاصة في كمينٍ محكم برفقة إخوانهم المجاهدين من الفصائل الأخرى فجر اليوم، إذ اعترف العدوّ بإصابة خمسةٍ من جنود نخبته بينهم ثلاثةٌ في حالة الخطر.
وأوضحت أن هذه العملية جاءت ضمن سلسلة عمليات الرد على عدوان الاحتلال المتواصل بحق أقصانا وحرائرنا وأسرانا والتي كان آخرها عمليات القسام في الخليل وحوارة والأغوار وتقوع خلال الشهور الماضية وخلفت 3 قتلى صهاينة و 5 إصابات بعضها بحال الخطر.
وشددت على أن استمرار تغوّل العدوّ وتماديه ضد مقدساتنا وأسرانا وحرائرنا سيسعر ناراً تبدد أمنه، وتزلزل أركانه.