مقال: العوامل التي ضربت البنية التحتية لجيش الكيان

د. خالد النجار
د. خالد النجار

د.خالد النجار

يواصل العدو استهداف المدنيين في ظل ذروة الصدمة التي يتعرض لها الكيان يوميًا على إثر الخسائر التي لحقت به في غلاف غزة والعمق المحتل الذي يتم استهدافه بصواريخ متوسطة المدى، والاشتباكات المتواصلة من نقطة صفر في إطار معركة طوفان الأقصى.

إمكانات المقاومة ومقدراتها التي سحقت فرقة الجيش الصهيوني المنتشر في غلاف غزة لم تكن هي فقط العامل الرئيس الذي عزز استبسال المقاومين ومنحهم هذا الانتصار العظيم، لأن الكثير من العوامل الأخرى شكلت قوة داعمة ومركزة للوصول إلى التفوق الكبير وضرب البنية التحتية لجيش الكيان في الغلاف، ومن بين تلك العوامل ما يلي:

أولاً: استثمرت المقاومة عوامل تراجع أداء الجيش الصهيوني في ظل التغييرات الجوهرية التي طرأت على حكومة اليمين، وما أحدثته من انعكاسات طالت البنية التحتية للجيش، في سياق فقدان الحكومة لحالة الاتزان أمام الاحتجاجات التي طرأت على خلفية قوانين الحكومة الصهيونية الجديدة، ومنها قوانين تمس بشكل أساسي القضاء الصهيوني.

ثانيًا: تقديرات العدو الاستراتيجية الفاشلة، بعد فقدان المنظومة الأمنية الصهيونية لمعلومات دقيقة حول نوايا المقاومة في هذه المرحلة، وهو ما يُحسب لقيادة المقاومة التي عملت بصمت وذكاء عالي المستوى، وجندت كافة المعطيات السياسية والميدانية والأمنية لتنفيذ الضربة الاستباقية التي قسمت ظهر العدو، ومسحت فرقة غزة في الجيش بأكملها وأخرجتها عن الخدمة.

ثالثًا: الدعم الشعبي الذي تحظى به المقاومة بالرغم من حالة الاستنزاف التي تتعرض له الحاضنة الشعبية في ظل المجازر الصهيونية الدموية أمام صمت مخجل للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إذ إن الحالة الشعبية تمثل امتدادًا رئيسًا لمشروع المقاومة، ومحورًا مهمًا في تاريخ الصراع.

وفي هذا الإطار يواصل العدو الضغط النفسي على أبناء شعبنا، لأنه فشل عمليًا في مواجهة جيش المقاومة بغلاف غزة،ولم يستطع أن يكشف عن العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الجيش والمستوطنين، وأعداد الذين وقعوا أسرى في قبضة كتائب القسام وسرايا القدس، لأن هذا الأمر بالتحديد مرتبط تمامًا بمستقبل الكيان ويشكل خطرًا وجوديًا عليه، ويعرضه للانهيار الكبير في هذه المعركة وما بعدها، لذا يحاول جيش الاحتلال عملياتيًا مسح لوحة الانتصار والشرف التي رُسمت بدماء المقاومين وغيرت مسار التاريخ.

البث المباشر