لقد بلغت القذارة التي يمارسها جيش العدو الساقط أخلاقيا في غزة أبعد مدى.
ما يحدث في شمال غزة من استفراد بالعائلات والأطفال والنساء والشيوخ، وصب الحمم وجام الغضب والحقد على رؤوسهم بهذه الطريقة الوحشية لا يمكن أن يكون لأسباب سياسية أو أمنية أو عسكرية؛ بل لأسباب عنصرية عرقية دينية!!
ما يحدث في شمال غزة من تجويع وتعطيش ومنع لكل أسباب الحياة، هدفه التهجير والتطهير العرقي، وفق خطة معدة سلفا ومعروفة سلفا للعالم، وللعالم العربي والإسلامي، ولجيران غزة على وجه الخصوص.
يمارس هذا الجيش الساقط أخلاقيا أكثر أدوات الحرب قذارة والتي اعتقد “العالم المتحضر” أنها باتت في الخلف بعد عشرات الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لكن هذا الجيش الذي يستمد الدعم من ذات “العالم المتحضر” أعاد عقارب الزمن إلى عهود البشرية المظلمة، وإلى الحروب التي لا تعرف أي قواعد على الإطلاق.
لا يتورع هذا الجيش من استخدام أقوى القنابل ليدك عمارة من طوب تؤوي العشرات من النساء والأطفال، ولا يرف له جفن وهو يرى نتيجة فعلته أشلاء لا يمكن تمييز إنسان من آخر إلا من حجم أصبعه أو قدمه؛ أهو كبير أم صغير!!
آلاف المجازر والمذابح التي راح ضحيتها أكثر من 155 ألف إنسان بين شهيد وجريح ومفقود، لم تفلح حتى الآن بإرواء ظمأ الوحوش الذين يرتدون ربطات العنق الأنيقة القابعة في الكيان!! لم يرو ظمأ إدارة الرئيس بايدن التي وصلت الحضيض الأخلاقي والقيمي، لم يرو ظمأ الغرب الذي أغلق عينيه لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يضطر أن ينظر إلى الشعارات الأخلاقية الرنانة التي يرفعها.
على أن تقريع الغرب على موقفه لا يجب أن ينسينا موقف الإخوة والأشقاء، وللطرافة فكلهم يريد من الغرب “المتحضر” أن يتحمل مسؤوليته ويوقف تلك المذابح والفظاعات وكأن الأمر لا يعنيهم!!
هذا هو الجيش الذي يحمي كيانا يريد أن يتربع على عرش الشرق الأوسط الجديد، هذه عقيدته وهذه أخلاقه.
ننتظر القمة العربية الإسلامية التي ستنعقد على بعد أقل من 1500 كم عن غزة، لكن ليس بفارغ الصبر، فحبر سيل القرارات التي اتخذها العرب والمسلمون كان يمكن يغرق الكيان!!