قائمة الموقع

مسجد ابن عثمان... تحفة مملوكية في غزة

2011-02-21T11:20:00+02:00

غزة-خلود نصار

وسط سوق محلة الشجاعية شرق مدينة غزة سطع صوت أذان العصر من مئذنة مسجد الشجاعية الكبير الأثري المعروف بمسجد إبن عثمان المطل على الشارع , ليتوجه المصلون عبر بوابتي المسجد المتجاورتين للصلاة .

وينزل المصلون عبر سلمين رخاميين عريضين لصحن المسجد الواسع ذي الحجارة الرخامية الكبيرة بيضاء اللون والتي بدت لامعة إثر تنظيف المسجد بشكل مستمر والذي أحيط بمزاريب حجرية ما زالت تنقط إثر أمطار الشتاء.

 وصل المصلون بعد مرورهم بصحن المسجد للمصلى المغلق ذي القبة الكبيرة الذي يشبه التحفة الأثرية بنقوشه البارزة الواضحة, ومنبره الرخامي المرتفع الذي تميز بعمودين رخاميين و نقوش ملونة زينته من جميع الجهات و بجوار المنبر غرفة المؤذن القديمة الصغيرة التي يؤذن فيها لكل صلاة .

وتمثل المحاريب المجوفة في الحائط معلما بارزا في المسجد فتميزت أيضا بنقوش محفورة حولها باللونين الذهبي و الأسود.

وبدا تجويف القبة القديمة واضحا داخل المسجد و قد تدلت منه نجفة قديمة فضية, و تميز المسجد بسقفه المقوس (سقف العقد المتقاطع) الذي ميز معظم الأماكن الأثرية في غزة .

يذكر أن مسجد ابن عثمان يمثل نموذجا للعمارة المملوكية في غزة أنشئ على مراحل متعددة أثناء العصر المملوكي بإشراف من عدة ملوك كتبت أسماؤهم على جدران المسجد و كان أبرزهم أحمد بن عثمان الذي لم يكتب اسمه على أي من جدرانها و سمي المسجد باسمه لأنه ثابر على إصلاحه وكان صالحاً ويؤمن الناس بكراماته .

بعد أن أنهى المصلون صلاتهم خرجوا ليكملوا اعمالهم. منهم من جلس في إيوانات المسجد المحيطة بصحنه لقراءة القرآن و كون بعض الشباب حلقات ذكر وتسبيح بين اقواس الإيوانات القديمة ,والإيوان معلم معماري قديم و هو غرفة لها ثلاثة جدران رابعهما مفتوح باقواس كبيرة تطل على صحن المسجد أو فناء المنزل .

وكانت جدران المسجد المصفرة القديمة ذات الملمس الخشن بيئة مناسبة للنباتات العشبية الخضراء التي زينتها من كل جانب.

واصطحب الرسالة في جولتها حول المسجد المؤذن السبعيني سالم فرج الذي ذكر أنه كان يصلي في مسجد بن عثمان منذ كان عمره سبع سنوات حتى أصبح مؤذنا فيه.

و في الجهة الغربية للمسجد تقع غرفة مغلقة بأقواس داخلية تسمى (الفسقية) و تحوي قبر علم الدين يلخجا الذي تولى نيابة غزة سنة 849هـ/1445م، وتوفي بها سنة 850 هـ/1446م، ودفن في الجامع ويذكر كتاب (إتحاف الأعزة في تاريخ غزة) انه دفن أيضا في هذه الغرفة أربعون مجاهدا في الحروب الصليبية .

و كان من معالم المسجد التي ما زالت متواجدة ( المتوضأ) الذي بدت معالم الرطوبة عليه والذي تميز باقواسه و مقاعده الرخامية البيضاء.

وأشار فرج الذي ارتدى الحطة الفلسطينية الحمراء إلى احد الأبواب المغلقة و قال " هذا الباب يخص المئذنة فسابقا لم تكن لديهم مكبرات صوت لذلك كان يصعد المؤذن عبر هذا  الباب لأعلى و يؤذن للصلاة".

ومن خلال باب بني قديم دخل فرج إلى مكتبة المسجد ذات الأرفف المعدنية المتآكلة و التي توزعت عليها بعض الكتب القديمة والحديثة التي يستخدمها شباب المسجد للاستزادة من العلم والمعرفة.

وبهذا يكون مسجد بن عثمان تحفة أثرية لها بصمتها التي دلت على عمق وجود الفلسطينيين في أرضهم منذ مئات السنين.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00