تشهد مدينة "طولكرم" شمال الضفة الغربية المحتلة، إضرابا شاملا، احتجاجا على عملية الاغتيال الإسرائيلية التي نفذتها قوة خاصة فجر الاثنين/الثلاثاء، وأسفرت عن استشهاد أربعة شبان فلسطينيين.
وقال مراسل "قدس برس" إن المحال التجارية في المدينة أغلقت أبوابها، وأعلن عن تعليق الدوام في المدارس، فيما أغلقت المؤسسات العامة والخاصة أبوابها، وسط مسيرات غاضبة في "طولكرم" ومخيمها المجاور لها.
وأصيب 6 فلسطينيين بينهم سيدة خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم "طولكرم" فجر اليوم.
وقالت مصادر طبية في المدينة إن شابين أصيبا بشظايا صاروخ أطلقته طائرة مسيرة للاحتلال، كما أصيبت سيدة بعيار ناري في الكتف، وهي والدة الشهيد عز الدين عواد، الذي اغتالته قوات الاحتلال مساء أمس، وشاب برصاصة في الفخذ، وآخر برصاصة في الصدر، ووصفت إصابته بالخطيرة، وإصابة شاب في الأطراف السفلية، ونُقِل المصابين إلى مستشفى "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر اليوم الثلاثاء، ترافقها جرافتان مجنزرتان عدة مناطق في مخيم "طولكرم"، ونشرت القناصة على أسطح عدة عمارات محيطة بالمخيم، وسط تحليق لطائرة استطلاع، وشددت من حصارها عليه من كافة جهاته، وداهمت عددا من منازل الفلسطينيين، وأجرت عملية تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
كما اقتحمت منزلي الشهيد قاسم محمد رجب، وعز الدين عواد، اللذين اغتالتهما قوات الاحتلال إلى جانب شابين آخرين يوم أمس.
وقامت جرافات الاحتلال بتجريف الشارع الرئيسي لمدخل المخيم وبعض الشوارع الجانبية، وتخريب البنى التحتية فيها، بما فيها أعمدة الكهرباء وعددا من المحال التجارية، وأطلقت النار على محول الكهرباء، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم.
وأطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها على منازل ومركبات المواطنين، وفجرت طائرة مسيرة على سطح منزل عائلة البنا، مما أدى إلى احتراق جزء من المنزل وإصابة اثنين من سكانه بإصابات طفيفة.
وتصدى مقاومون فلسطينيون في المخيم لقوات الاحتلال، حيث دارت اشتباكات مسلحة عنيفة تخللها إلقاء عبوات ناسفة شديدة باتجاه آليات الاحتلال.
واستشهد فجر الثلاثاء، أربعة فلسطينيين من سكان مخيم "طولكرم" داخل سيارة، في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال في "الحي الشرقي" من مدينة "طولكرم".
وأعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أن 163 شهيداً في الضفة ارتقوا برصاص الاحتلال منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأضافت أن عدد الشهداء في الضفة منذ بداية العام الجاري بلغ 371 شهيداً.
وتصعد قوات الاحتلال من اقتحاماتها في مدن الضفة الغربية منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، خوفا من تصاعد أعمال المقامة في الضفة ردا على عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.