بعد 15 يومًا، انسحب جيش الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به واتجهت قواته جنوبًا، وذلك بعد نحو أسبوعين من الحصار والقتل والتدمير الذي ارتكبه الاحتلال، وكشف انسحاب الاحتلال من الشفاء عن مئات جثث الشهداء بالشوارع، ومنازل مفحمة ودمار هائل.
وعندما تكشف الصباح، عثر الأهالي على مئات من جثث الشهداء في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة، "إعدامات ميدانية" بحق المصابين والمرضى والكوادر الطبية، إلى جانب دفن العشرات منهم هم أحياء، وفق شهادات من كانوا محاصرين في المشفى.
جرائم وحشية
وأدلى شهود عيان من مستشفى الشفاء بغزة بشهادات مروعة، كشفوا فيها عن إعدام عشرات المعتقلين من النازحين والجرحى، في أروقة وأقسام المستشفى المدمر، في أعقاب حصار وعدوان استمر أسبوعين.
وقال الشهود، إن عشرات الشهداء عثر عليهم داخل المستشفى، بعضهم مكبلو الأيدي ويظهر عليهم آثار إطلاق نار من مسافات قريبة، مؤكدين أن رائحة الموت تفوح من كل ركن ومكان في المستشفى.
ولفتوا إلى أن قوات الاحتلال حاولت إخفاء جريمتها قبل الانسحاب بدفن عشرات الجثث تحت الأرض، بعد أن عاثت خرابا وتدميرا في المستشفى وأحالت أجزاء من الأقسام الرئيسية إلى ركام، باستخدام الجرافات العسكرية، والقنابل المدمرة،
وقال أحد الشهود، إنه أمكن رؤية آثار تعذيب على بعض جثث الشهداء، خاصة أولئك الذي يعتقد أنهم أعدموا خلال الساعات القليلة الماضية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الشهداء أعدموا خلال الأيام الأولى من اقتحام المستشفى، وبدأت جثثهم بالتحلل.
وشدد الشاهد على، أن بعض الشهداء يعتقد أنهم من الجرحى إذ تظهر جبائر وأقمشة طبية على أطرافهم، ما يعني أن قوات الاحتلال أعدمت جرحى كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.
وأضاف أنه جاء ليبحث عن جثة أخيه ليواريها الثرى، بعد أن وصله خبر استشهاده في الأيام الأولى من اقتحام المستشفى، حيث إنه كان يرافق أحد الجرحى النزلاء داخل المستشفى ويقوم على رعايته.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي انسحب من المجمع الطبي الذي يضم مستشفى الشفاء في القطاع المحاصر، بعد أيام من شنه عملية عسكرية واسعة النطاق في الموقع.
وقالت الوزارة إنه جرى انتشال عشرات الجثث من داخل المجمع الطبي ومحيطه، حيث شوهدت دبابات ومركبات عسكرية تنسحب منه.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال انسحبت بشكل كامل من داخل مستشفى الشفاء والأحياء السكنية المحيطة بها، فجر اليوم الاثنين، باتجاه مناطق جنوب حي تل الهوى، جنوبي غرب مدينة غزة.
وذكر الشهود أن الانسحاب كشف عن إحراق قوات الاحتلال لجميع مباني مستشفى الشفاء وخروجها بالكامل عن الخدمة.
وأوضحت مصادر طبية، أن الجيش دمر طوابق بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، وأحرق بقية المبنى فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه، كذلك أحرق مباني الكلى والولادة وثلاجات دفن الموتى والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية.
وتم العثور على عشرات الشهداء في مجمع الشفاء الطبي وفي شوارع عمر المختار وعز الدين القسام وأبو حصيرة وبكر وحبوش وجميعها محيطة بالمستشفى.
ودمر الجيش المقبرة المؤقتة التي كان قد أقامها المواطنون في مجمع الشفاء الطبي وأخرج جثامين الشهداء والموتى منها وألقاهم في مناطق متفرقة بالمستشفى.
مشاهد قاسية توثق دهس آليات الاحتلال لجثامين شهداء في محيط مجمع الشفاء الطبي بغزة pic.twitter.com/hmZqd0Caxf
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 1, 2024
وذكر الشهود، أن قوات الاحتلال أحرقت أو دمرت العديد من المنازل والبنايات السكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي والتي تضم الآلاف من الوحدات السكنية.
وقبل 14 يوما اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به ونفذ عملية عسكرية واسعة فيه، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى ومئات حالات الاعتقال.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال المستشفى منذ بداية العداون على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ اقتحمته في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.