قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال| (إسرائيل) أمام الشهر الـ10 من الطوفان                                         

الرسالة نت

 بقلم: د.عبد اللطيف القانوع

(١) دولة مأزومة 

لا تزال دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل)  تعيش الأزمة الكبيرة والمتجددة  والتخبط المتصاعد  بسبب ضربة السابع من أكتوبر وما أحدثت من ارتدادات عليها سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وخاضت حرباً مدعية ً وكاذبة على مجتمعها أنها حرب وجودية في المنطقة وهي تفشل في تحقيق أهدافها الثلاثة رغم حجم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع بحق شعبنا وجاءت تصريحات هغاري  وغانتس وغيرهم من  القيادات العسكرية التي أقروا فيها باستحالة القضاء على حماس وأنها فكرة مغروسة في قلوب الناس ليبرهن على عمق الأزمة التي يمرون بها والفشل الذي يتلبسهم فالمقاومة تتجدد وتعيد التصنيع وتواصل ضرباتها صاروخياً وميدانياً في عمليات منظمة وكمائن محكمة حيث أصبح الاحتلال وجيشه مأزومين وغارقين في جحيم غزة ومنهم من يرفض العودة لعمله أو تجديد عقده والحريديم يرفضون الانضمام للجيش الذي تطالب قيادته بحاجتها لآلاف المجندين وما يبرهن صحة ذلك ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن عدد من كبار جنرالات الجيش أن الجيش منهك وبحاجة لقسط من الراحة والتعافي من الأزمة بل ويجدون أن الهدنة أفضل طريقة لتحرير الرهائن ويريدون بدء وقف إطلاق النار حتى لو بقيت حماس في الحكم   

 (٢)دولة منبوذة

وإلى جانب أن (إسرائيل) دولة مأزومة فأنها أيضاً تمر في أوسع عزلة دولية منذ نشأتها وتتزايد عزلتها يوما ً بعد يوم بسبب حربها وسلوكها النازي الإجرامي الأمر الذي حولها لدول منبوذة عالمياً ومصنفة في الأمم المتحدة قاتلة للأطفال وفي محكمة العدل الدولية مرتكبة لإبادة جماعية بحق شعبنا في المحكمة الجنائية الدولية قادتها مجرمي حرب وملاحقون وهناك دول عديدة منها من سحبت وطردت واستدعت سفراء ومنها من قاطعت بضائع ومنتوجات وأوقفت الاستيراد ومنها منعت تصدير السلاح ومنها لاحقت وانضمت لدعوة جنوب إفريقيا  في المحكمة الدولية  في حين أن مساحات التضامن مع شعبنا والتأييد لقضيته العادلة تتوسع وتتزايد  ونجد دولة عديدة تعترف بالدولة الفلسطينية وآخرها أرمينيا الدولة الخامسة وكذلك التضامن الشعبي في الساحات والجامعات العالمية وأصبحت قضية فلسطين هي الأولوية على طاولة العالم وصناع القرار وتتربع في أوساط الملايين ولا عجب أن ترى آخر استطلاع رأي في الحزب الديمقراطي قبل شهور في أمريكيا أظهر أن نسبة ٧٠٪ من الشباب دون سن ٣٥ عام يؤيدون حق شعبنا في تقرير مصيره   لهذا أصبحت روايتنا حاضرة    وقوية  وإسرائيل الأوسع في نفوذها الإعلامي منبوذة وسرديتها في تراجع كبير  بل وتشكل عبئاً على أمريكيا ودول العالم 

  (٣) دولة منقسمة

وعلاوة على أن (إسرائيل) دولة مأزومة ومنبوذة فإنها منقسمة داخلياً وتكاد تكون مفككة مجتمعياً حيث كان لمعركة طوفان الأقصى وصمود المقاومة 9 شهور متواصل  أثراً بالغاً في تزايد حالة التشرذم والتشظي والانقسام السياسي والتجاذب الحزبي والاختلاف البيني ما بين المعارضة والحكومة و السياسي والعسكري والديني والعلماني  ولأول مرة منذ عقود من الزمن  تشتد حالة التلاسن والتلاوم والتراشق الإعلامي بين قادة الجيش أنفسهم وبين نتنياهو أيضاً الذي هاجمهم ووبخهم ويحملهم  مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر والإخفاق في العمليات وشدة الخلافات بينهم دفعت غانتس وأيزنكوت للانسحاب من مجلس الحرب وتفككه بعد ذلك ولا زالت حالة الانقسام تشتد وتتزايد وتتوسع في فقدان الثقة وتبادل الاتهامات وتنازع في الصلاحيات وحتى في إصدار القرارات منها قرار الهدنة التكتيكية جنوب غزة والإفراج عن عزيز دويك ومحمد أبو سلمية وغير ذلك من حالة التضارب والتراشق والتلاوم العلني والصراع الداخلي المتفاقم في الغرف المغلقة  ومظاهر الانقسام الحاصلة والمتصاعدة

  ( ٤) دولة محاصرة 
                                
 مع إنطلاق معركة طوفان الأقصى أضحت (إسرائيل) محاطة ومحاصرة من جبهات الإسناد حيث ارتبطت جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق مع قطاع غزة ارتباطا وثيقا والتحاماً مصيرياً لا سيما حزب الله الذي يصر على ترابط المصير بين الجبهتين ويرفض أي تسوية أو هدوء إلا بالمرور الإجباري بوقف إطلاق نار دائم في غزة وهي الرسالة التي وصلت أوكشتين مبعوث بايدن لدولة لبنان قبل فترة  فإسرائيل اليوم تم تضييق الخناق عليها من جبهات المقاومة وتمر بعجز غير مسبوق في إدارة الحرب عبر الجبهات المختلفة   

   (٥) دولة زائلة
                       
 شكلت معركة طوفان الأقصى أحد وأهم مؤشرات إمكانية زوال إسرائيل عن أرضنا واندحارها بعد أن ظهرت هشاشتها وتبددت أحلامها للسيطرة على المنطقة وسقطت فكرتها لئن تتحول إسرائيل الكبرى فهي ضعيفة بذاتها ومنهكة بجيشها ومفككة مجتمعياً من داخلها وشعبها المجمع من مختلف دول العالم يؤمن بهذه الحقيقة أنه لا مستقبل له على أرضنا  فلا ضير أن ٥٠٠ ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل

منذ ٧ أكتوبر وتزداد الهجرة العكسية  للصهاينة المحتلين وهم فاقدين للأمن وفارين من ضربات جبهات المقاومة التي أنهكت جيش إسرائيل وأضعفت قوة الردع لديه تحديداً بعد  عملية ٧ أكتوبر غير المسبوقة في تاريخ الصراع وما تلاها من أسطرة للمقاومة في الأداء وإقدام وشموخ لأبطالها القساميين وبسالة لشعبنا العظيم٠
الـخـلاصــة:
(دولــة إسرائيــل)
✔️ مأزومـة عسكرياً
✔️ ومنبــوذة عالمياً
 ✔️  ومنقسمة داخلياً
✔️ ومخنوقة خارجياً
✔️ وحتماً زائلـة وجوديـاً

البث المباشر