قائد الطوفان قائد الطوفان

العمل المقاوم في تصاعد

العبوات الناسفة.. كابوس يلاحق الاحتلال بالضفة

الرسالة نت

الضفة المحتلة- خاص الرسالة نت 

بات من المؤكد والواضح ميدانيًا أن العمل المقاوم الفلسطيني في مدن الضفة المحتلة، بات أكثر تصاعدًا وتنظيمًا بعد استخدام العبوات المتفجرة والمصنعة محليًا في التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال للمدن الفلسطينية.

وقتل مؤخرًا عدد من جنود جيش الاحتلال، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة جراء تفجير عبوات ناسفة في آليات ومدرعات الجيش في مدن الضفة المحتلة.

فالفعل المقاومة في الضفة المحتلة تنامي منذ أواخر عام 2021 في نشاطها المقاوم ضد الاحتلال، في عمليات إطلاق نار تستهدف المستوطنات، ونقاط مراقبة جيش الاحتلال.

كابوس العبوات

وتعد العبوات الناسفة المصنعة محليا التحدي الأبرز لجيش الاحتلال في الضفة؛ وذلك بعد أن تمكنت العبوات من تحقيق إصابات قاتلة في مدرعات وآليات الاحتلال خلال اقتحام المدن الفلسطينية.

ويعد مخيم جنين أول من صنع العبوات الناسفة خلال الـ3 أعوام الماضية، واستخدمها في التصدي للاحتلال، في حين انتقلت صناعة العبوات إلى مخيمات طولكم ومخيم بلاطة شرق نابلس ومحافظة طوباس ومخيم الفارعة هناك.

فأصبحت هذه العبوات على قدرة بتعطيل آليات الاحتلال وتدميرها وقتل من فيها من جنود، وآخر هذه الحالات كانت مقتل ضابط إسرائيلي بعد استهداف مدرعة "النمر" التي يقودها قرب مخيم نور شمس بعبوةٍ ناسفة.

وعملية مشابهة في سهل مرج بن عامر قرب جنين، تم خلالها تفجير مدرتي "نمر" بعبوات ناسفة، وقُتل على إثر الانفجار مسؤول وحدة القنص في جيش الاحتلال، وأُصيب 17 جندياً.

 فشل إسرائيلي

ويصف الإعلام العبري، أن العبوات الناسفة تحولت إلى حالة في شمال الضفة، وأن جيش الاحتلال استعجل بإدخال مصفحاته إلى هذه المناطق قبل إيجاد حلول لكابوس العبوات الذي يطارد جيش الاحتلال.

وتتخوف أجهزة استخبارات الاحتلال من استخدام هذه العبوات باستهداف حافلات المستوطنين وسياراتهم الأمر الذي "سيزيد سفك الدماء" على حد تعبير إعلام الاحتلال.

تنامي العمل المقاوم

ورأى د. أمين حطيط الخبير العسكري، أن العمليات النوعية للمقاومة بالضفة في تصاعد مستمر، ما يعكس أن سياسة التنسيق الأمني والترهيب التي عمل عليها الاحتلال والسلطة أخفقت في وأد المقاومة بالضفة.

وأكد حطيط في حديث لـ"الرسالة"، أن الاحتلال بات يخشى من تطور العبوات الناسفة والمصنعة محليا في الضفة، حيث باتت تشكل خطرًا كبيرًا على جنود الاحتلال وآلياته التي تقتحم مدن الضفة.

وعد أن تصدي المقاومة المستمر لاقتحامات الاحتلال لمدن الضفة، ولا سيما "جنين نابلس طولكرم" سيدفع الجيش الإسرائيلي للتفكير ألف مرة قبل اقتحام أي مدينة فلسطينية، لا سيما بعد الخسائر التي تكبدها جراء تفجير العبوات الناسفة في آليات الاحتلال.

تطور المقاومة

الكاتب والناشط السياسي المختص في متابعة شؤون الضفة ياسين عز الدين، قال :" إن هناك تطورا كميا ونوعيا في العمل المقاوم بالضفة بالأخص في شمال الضفة".

وأضاف عز الدين في حديث لـ"الرسالة"، :"العمليات بالضفة انتقلت من العمليات الفردية بعد 2015 إلى العمل المنظم مع تركيز على استخدام البنادق بعد 2021 لنشهد انتقالاً آخر نحو العبوات الناسفة الكبيرة في الشهور الأخيرة".

وأكد أننا نشهد تمدد حالة المقاومة إلى محافظتي قلقيلية بعد السابع من أكتوبر، لتصبح جميع محافظات الشمال منخرطة في العمل المقاوم المتقدم وهي جنين ونابلس وطولكرم وطوباس وقلقيلية.

 التنسيق الأمني

وفي ذات السياق، لفت الكاتب السياسي في حديث لـ"الرسالة" إلى أن إجراءات السلطة تبطىء تصاعد العمل المقاوم بالضفة المحتلة؛ وذلك بسبب ملاحقة للمقاومين وتفكيك العبوات الناسفة ومحاولة بث الروح الانهزامية بين الناس.

ورأى أنه بعد السابع من أكتوبر مباشرة كان هنالك انتشار واسع للجيش وإجراءات أمنية مشددة وتقييد لحركة التنقل في الضفة، وهذا أدى إلى جمود مؤقت في العمل المقاوم لكن سرعان ما تكيفت فصائل المقاومة مع الوضع الجديد ومؤخرًا بدأت بالانتقال من الدفاع للهجوم.

ونوه الكاتب والناشط السياسي المختص في متابعة شؤون الضفة إلى أن المقاومة في وسط وجنوب الضفة ما زالت في مرحلة العمليات الفردية وعدد محدود من الخلايا المنظمة.

حرب أخرى تشنها حماس

ويصف الكاتب (الإسرائيلي) "جاكي حوجي" الحالة النضالية في شمال الضفة، بالحرب التي تشنها حركة حماس قرب دولة الاحتلال في ظل تغافل جيش الاحتلال عن خطورتها، ورغم تجاهل حكومة الاحتلال لها، يصف "حوجي" بأنها حرباً دموية تدور بين المقاومين وجيش الاحتلال في أزقة مخيمات جنين ونور شمس وبلاطة، خطورتها تفوق ما يُظهره الإعلام.

ووصف هذا الكاتب في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن المقاومة في تلك المناطق تزداد قوةً وعنفاً، إذ كانت المواجهة قبل نحو عام تقتصر على الاشتباكات المسلحة وإطلاق نار يتعرض له جنود الاحتلال عند اقتحامه لهذه المناطق، غير أن المشهد قد تغير لدخول العبوات الناسفة فيه.

البث المباشر