تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة القريبة من محور نتساريم، مخلفةً أكثر من 60 شهيدًا معظمهم من العائلات.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال تراجعت من محيط منطقة الصناعة والجامعات ومستشفى أصدقاء المريض إلى داخل منطقة تل الهوى جنوباً، لكن المنطقة ما زالت خطيرة للغاية.
وذكر الشهود أن جيش الاحتلال شنّ، قبل ساعات من تراجعه، عشرات الغارات على المنطقة، كما أحرق وخرّب ما تبقى من منازل وعمارات في المنطقة السكنية التي كانت قبل الحرب أرقى منطقة في قطاع غزة.
وقال مسؤولون محليون إن جثامين الشهداء ملقاة في الشوارع، وبعضها بدأ بالتحلل نتيجة منع الاحتلال انتشالها أثناء العملية العسكرية الواسعة.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني إن المشهد الآن في منطقة الصناعة في مدينة غزة صعب ومأساوي للغاية بعد انسحاب جيش الاحتلال منها، فهناك العشرات من جثامين الشهداء المتناثرة في الأزقة وداخل المنازل المدمرة، إضافة إلى احتراق العديد من المنازل التي أضرم فيها جيش الاحتلال النيران قبل الانسحاب، حيث تعمل طواقمها بالشراكة مع مقدمي الخدمات على انتشال هذه الجثامين.
كما أحرقت قوات الاحتلال واستهدفت بالصواريخ أجزاء من مبنى مستشفى أصدقاء المريض الصغير الذي أعيد ترميمه قبل أكثر من شهر لتقديم خدماته للفلسطينيين في ظل الإغلاق التام لمجمع الشفاء الطبي المدمر.
وفي الساعات التي أعقبت الانسحاب، ناشد فلسطينيون عبر وسائل التواصل الجهات المعنية البحث عن أقاربهم المفقودين وإجلاء الشهداء والجرحى من المنطقة التي تبدو وكأنها تعرضت لزلزال.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى انتشال جثامين 18 شهيداً على الأقل من منطقة الصناعة وتل الهوى. ويوم الاثنين الماضي، شنّ جيش الاحتلال عملية عسكرية مباغتة على المنطقة وصولاً إلى المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ولم يمهل السكان كثيراً للخروج من منازلهم، بل أخرجهم تحت نظر قواته ومراقبتها.