غزة- خاص الرسالة نت
قال الدكتور سعيد صلاح المدير الطبي لجمعية مستشفى أصدقاء المريض الخيرية إن الاحتلال استهدف الجمعية مرتين خلال أشهر الحرب ليحرم المواطنين في مدينة غزة من العلاج والتداوي، خاصة بعد أن خرجت مستشفيات المدينة عن الخدمة.
وأوضح صلاح لـ(الرسالة نت)، أن الاستهداف الأول كان في 28 من يناير والذي طال غالبية أقسام المستشفى وأخرجته عن الخدمة، مشيرا إلى أن الجمعية أعادت ترميم أقسامها بتمويل من مؤسسة العروة الوثقى من الأردن وأصبحت تقدم خدمات الولادة ووطب الأطفال والاستقبال والعمليات الجراحية.
ووفق الدكتور صلاح والمتخصص في طب الأطفال فإن المستشفى أهّل قسما خاصا بالأطفال كواجب وطني وأخلاقي بعد خروج كل مستشفيات الأطفال في مدينة غزة عن الخدمة، مشيرا إلى أنهم افتتحوا قسما لطب الأطفال العام وآخر لعلاج سوء التغذية بالإضافة لقسم للعناية المركزة بهدف تقديم خدمة صحية متكاملة لفئة الأطفال.
وذكر أن الاحتلال أعاد استهداف الجمعية بعد أسبوع واحد من الترميم وإعادة العمل في المشفى ما أدى لخروج العديد من الأقسام الهامة عن الخدمة، وخاصة قسمي الولادة والجراحة العامة.
ويشار إلى أن جمعية أصدقاء المريض أعلنت افتتاح أقسامها بعد الترميم في الأول من يوليو الجاري، فيما أعلن الاحتلال منطقة المشفى منطقة عمليات يجب إخلاؤها في السابع من الشهر ذاته.
وأكد صلاح أنهم رغم صعوبة الأوضاع داخل المشفى إلا أن الواجب يحتم عليهم استئناف العمل حتى بأقل الإمكانيات، مشددا على أنهم لن يملوا ترميم المبنى حتى لو استهدفه الاحتلال مجددا.
وذكر أن الجمعية أعادت العمل في خدمة الإسعاف الطوارئ وعلاج الأطفال والمختبر بعد الترميم العاجل لتلك الأقسام، وخلال أيام ستعيد خدمات المبيت للمرضى.
ودعا صلاح لتمويل عاجل لاستعادة العمل في باقي الأقسام لأن معظم مستشفيات وزارة الصحة في مدينة غزة خرجت عن العمل في ظل الحصار والعدوان، كما أن مراكز الرعاة الأولية البالغ عددها 53 خرج معظمها عن الخدمة، مبينا أن ترميم أصدقاء المريض سيساهم في إنقاذ حياة الكثير من المرضى.
ولفت إلى أن قسم الأطفال بوضعه الحالي وفي ظل العمل الجزئي يستقبل 80 حالة يوميا، منوها إلى ضرورة ترميم قسم الولادة وجهاز التخدير لاستئناف العمل في العمليات الجراحية.
وحول توفر الوقود قال صلاح إن منظمة الصحة العالمية تزود الجمعية بكميات قليلة من الوقود يجري العمل بها، موضحا أن توقف الوقود يعني خروج الجمعية عن العمل خاصة بعد تدمير مشروع الطاقة الشمسية الخاص بالجمعية وتحول طاقته من 40 كيلو إلا 4 كيلو فقط.
وعن تقيميه للوضع الصحي للأطفال في مدينة غزة ذكر المدير الطبي إن كل سكان شمال القطاع ومدينة يعانون من سوء التغذية بدرجات متفاوتة لفقدان العناصر الغذائية اللازم، فيما يعد الأطفال الأكثر تضررا لأن سوء التغذية يؤثر على نموهم وحياتهم.
ولفت إلى أن فترة الطفولة ما دون الخمس سنوات من أهم المراحل في نمو الأطفال وتكوين المناعة وبناء الذاكرة استعدادا لفترة الشباب، مبينا أنهم يعملون على استقبال الأطفال في تلك الفترة العمرية لتشخيص درجة سوء التغذية لديهم وتنويمهم للمتابعة في حالات سوء التغذية الحاد.
ووفق صلاح فإن المرضى خرجوا تحت القصف وإطلاق النار من الجمعية وقت اجتياح المنطقة منذ أيام وهو ما يمثل حرمان من الحق في العلاج وترويع للأطفال والمرضى.