قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد 300 يومًا من حرب الإبادة

الدفاع المدني للرسالة: نعمل بظروف قاسية ولدينا خطة لانتشال المفقودين بـ 100 يوم

الرسالة نت - محمد العرابيد

قال الرائد محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة: "طواقم الدفاع المدني تعمل في ظروف صعبة بسبب عدم وجود الإمكانيات والمعدات، ولدينا خطط للتعامل مع ملف المفقودين في حال توفر المعدات".


 ولفت الرائد بصل إلى أن قدرات الدفاع المدني قبل السابع من أكتوبر الماضي كانت بحاجة إلى كثير من الإمكانيات والمعدات لتصبح قادرة على العمل في وضعها الطبيعي، لكننا كنا نعول على الكادر البشري بشكل رئيسي في خدمة الإسعاف والإنقاذ".


وتابع في حوار خاص بـ"الرسالة"، :" بعد شن الاحتلال حربًا على غزة، تفاقم الوضع وأصبح العبء تقيلًا جدًا، وأصبحنا نعمل على مدار الساعة في ظل عدم وجود إمكانيات أساسية، ناهيك عن الاستهدافات لطواقمنا ومعدات ومراكز الدفاع المدني بشكل مباشر".

نعمل بظروف قاسية

وأوضح أن جهاز الدفاع المدني يعمل بعد 300 يوم من حرب الإبادة على قطاع غزة في ظروف صعبة وقاسية، بسبب الاستهدافات المتزامنة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا بشكل مباشر لبيوت المدنيين وأماكن نزوحهم في الشمال وجنوب قطاع غزة.


وأكد الرائد بصل أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر أكثر من 80 % من مقدرات الدفاع المدني في قطاع غزة، حتى وصلنا لمرحلة الانعدام التام في المعدات، وأصبح عملنا يرتكز بشكل أساسي على الكادر البشري. 


وأشار إلى أنه في محافظة الشمال ومدينة غزة، وصلنا لمرحلة صعبة جدا في قدرة الدفاع المدني بالتعامل مع الاستهدافات وارتكاب الاحتلال للكثير من المجازر في وقت واحد ومتزامن، كذلك استهداف طواقم الدفاع المدني. 
ولفت الرائد بصل إلى أن عدد شهداء الدفاع المدني وصل إلى 79 شهيدًا، وأكثر من 200 إصابة، واعتقال الاحتلال للعشرات منهم.

 المقدرات خرجت عن الخدمة

وأكد الرائد بصل أن مقدرات الدفاع المدني خرجت عن الخدمة، لعدة أسباب، منها أنها قديمة ولا تصلح للعمل، وجراء الاستهدافات المتكررة للاحتلال، وعمل هذه المعدات على مدار الساعة. 


وأضاف "نعمل بالحد الأدنى، ويوجد مهام لا نستطيع أن نذهب إليها ونقدم الدعم للمدنيين..  يوجد الكثير من الشهداء تحت ركام المنازل ولا نستطيع أن نخرجهم، وننتظر دخول الإمكانيات للتعامل مع هذا الملف". 


وأشار الرائد بصل إلى أن جهاز الدفاع المدني يعاني من أزمة في المعدات والوقود وهي صعبة وقاسية، مؤكدًا أنهم لم يتلقوا خلال الحرب أي لتر وقود بسبب تعنت الاحتلال ومنع إدخال الوقود لطواقم الإسعاف والدفاع المدني. 


وأضاف:" منذ بداية الحرب اعتمدنا على مخزون بسيط لدينا، لكن المخزون نفد واليوم لا يوجد لدينا أي لتر من الوقود، وتعمل فرق الدفاع المدني وسياراتها على الوقود المتبرع من المواطنين وبعض الجمعيات الخيرية.


وقال بصل: "لذلك الطواقم لا تستطيع أن تخرج لكل المهمات من أجل الحفاظ على الوقود، ونعمل على قاعدة (الأولى فأولى) وهذا الأمر يضعنا في ظروف صعبة وقاسية".


وتابع:" نتعامل في حالة نفسية صعبة جراء المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين وطواقم الدفاع المدني واستهداف عوائل رجال الدفاع المدني". 

 خطط لإنجاز ملف المفقودين 

وكشف المتحدث باسم الدفاع المدني، أن الجهاز وضع خطة من 100 يوم لإنجاز ملف الفقودين تحت الأنقاض، في حال دخلت المعدات اللازمة لهذا الأمر، وأوقفت الحرب أولاً بشكل كامل".


وقال: "إذا توفر الإمكانيات والمعدات الثقيلة يمكن خلال 100 يوم إنجاز ملف المفقودين وإخراجهم من تحت الأنقاض بشكل نهائي في قطاع غزة، وهذا يحتاج إلى جهد وإمكانيات عالية لإنجاز الملف بكل سهولة".


وأكد الرائد بصل أن جهاز الدفاع المدني بحاجة إلى معدات ثقيلة، من شاحنات وجرافات ورافعات وبواقر حتى نبدأ بإزالة الركام وإخراج جثث الشهداء، مشيرًا إلى أن كثيرا من جثث الشهداء تحللت تحت الأنقاض وهي الآن تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين.


وأضاف "لذلك أي عمل لإخراج الجثث فهو بحاجة لفرق إسعاف ودفاع مدني وسيارات خاصة وزي وفق بروتكول صحي لنقل الجثث، كذلك نحتاج إلى فرق من هندسة المتفجرات لوجود عشرات القذائف تحت ركام المنازل لم تنفجر ويجب أن تتعامل معها طواقم خاصة حتى لا تسبب خطرا على طواقم الدفاع المدني".


وأوضح الرائد بصل أنه يوجد تحت الأنقاض أكثر من 10 آلاف شهيد، وهذا العدد يزيد أو ينقص بسبب الاستهدافات المتكررة للاحتلال، وينقص بسبب اجتهاد المواطنين على إخراج ذويهم من تحت الأنقاض.


وختم المتحدث باسم الدفاع المدني حديثة لـ"الرسالة" قائلًا "ملف المفقودين تحت الأنقاض خطير وشائك على كل المستويات، لذلك نحن بحاجة لتوفر الإمكانيات من جميع الجهات.. المطلوب الآن في ظل استمرار العدوان وحرب الإبادة على غزة هو تقديم الإمكانيات والأجهزة والمعدات والسيارات لطواقم الدفاع المدني، وإلا سنصبح في لحظة ما عاجزين عن تقديم الخدمة لأبناء شعبنا".

البث المباشر