قائد الطوفان قائد الطوفان

المحرر نصاصرة يروي للرسالة رحلة العذاب في معتقلات الاحتلال 

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

لم يكن سهلا أن نقنع الأسير المحرر محمد نصاصرة (28 عاما)، بالحديث عن تفاصيل أسره والتي وصفها لنا بأنها رحلة من العذاب.
كان الأسير المحرر نصاصرة متخوفا من الحديث، فالتهديدات والتعذيب الجسدي والنفسي خلال فترة أسره لم تكن شيئا سهلا.
ويصف المحرر نصاصرة عملية تحرره في منتصف يونيو الماضي، بالميلاد الجديد له، بعد 4 أشهر من الاعتقال والتعذيب.
رحلة عذاب
ويروي المحرر نصاصرة بداية رحلته مع العذاب حينما أسرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على الطريق الواصل بين شمال غزة وجنوبه، قرب محررة نتساريم، نهاية نوفمبر الماضي مؤكدا أن الكذبة الكبيرة هي تسمية هذا الطريق بالممر الآمن.
ويؤكد أن هذا الطريق هو ممر للموت والاعتقال، مشيرا إلى أن نزوحه من مسقط رأسه في قرية أم النصر شمال مدينة غزة، كان الخطأ الأكبر في حياته.
ويوضح أنه مع اعتقاله تعرض للتعذيب الشديد والتنكيل، دون معرفته لسبب هذا الضرب، منوّها إلى أن بشاعة الاعتقال والضرب جعلتنا نسمع أصوات صراخ من كل مكان، تعبّر عن حجم الألم والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى.
ويقول نصاصرة: "طوال الوقت كنا معصوبي الأعين، لم نكن نعرف في أي مكان نحن، تنقلت لثلاثة أماكن وفي جميعها كنت معصوب العينين".
ويضيف: "مكثت لقرابة 7 أشهر في السجون، كنت أسمع عن استشهاد أسرى بسبب كثرة التعذيب، تعرضت للشبح مرتين، كنت أشعر كأن عظامي تنسلخ عن جلدي".
وفي تفاصيل إطلاق سراحه، يقول نصاصرة: "بتاريخ 16 يونيو 2024، وعندما نادوا على اسمي، ظننت نفسي أنني ذاهب لجولة جديدة من التعذيب، لم أصدق نفسي حينما قالوا لي أنهم سيطلقون سراحي، كنت مغمض العينين وقتها، فكوا العصبة عن عيني وفكوا وثاقي في محيط منطقة زيكيم أقصى شمال غزة، وقال لنا أحد الجنود إن أمامنا 4 دقائق فقط لنختفي عن الأنظار، وأنه بعد ذلك سيعدم من يراه".
بدأنا بالجري وكنا قرابة الثلاثين شخصا، كنا متعبين جدا، ولم نصدق أنفسنا حتى وجدنا أنفسنا وسط أهلنا في بلدة بيت لاهيا.
في هذه اللحظات، تيقّنت أن الله كتب لنا عمرا جديدا، بعد أيام مظلمة ذقنا فيها الويلات.
ويشير نصاصرة إلى أن أوضاع الأسرى المأساوية لا تخفى على أحد، وأن الانتهاكات التي يتعرضون لها لا يمكن وصفها من شدتها.
ويتساءل نصاصرة عن العالم العربي والإسلامي، ومن يدعون الإنسانية، وعن الدور الذي تقوم به مؤسسات حقوق الإنسان حول العالم؟ مؤكدا أن العالم أعور ويكيل بمكيالين.

البث المباشر