أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت (مينوش) شفيق استقالتها، أمس الأربعاء، وذلك بعد أربعة أشهر من انتقاد كلا الجانبين المؤيد لإسرائيل والمناصر للفلسطينيين لطريقة تعامل الجامعة مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
وقالت نعمت شفيق في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين والطلاب “كانت أيضا فترة من الاضطرابات، إذ كان من الصعب التغلب على تباين وجهات النظر في مجتمعنا. لقد كان لهذه الفترة أثر سلبي في أسرتي، كما كان الأمر بالنسبة لآخرين في مجتمعنا”.
وأضافت “هذه المرحلة من شأنها تمكين جامعة كولومبيا بالشكل الأفضل من اجتياز التحديات التي تنتظرها”. وقالت إنها أعلنت عن هذا حتى يتسنى للقيادة الجديدة أن تكون في مكانها قبل بدء الفصل الدراسي الجديد.
ونشر الحساب الرسمي للجامعة على منصة إكس خبر استقالة مينوش، التي أكملت عامًا واحدًا فقط في رئاسة الجامعة، بشكل مقتضب قائلا: “مينوش شفيق تتنحى عن رئاسة جامعة كولومبيا”، وأرفق ذلك برابط نص الاستقالة على الموقع الرسمي للجامعة.
في إبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين شهدت الجامعة أزمة كبيرة عندما اعتصم متظاهرون في أجزاء من الحرم الجامعي في منطقة مانهاتن العليا للاحتجاج على قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة؛ مما ترتب عليه اعتقال مئات من المعتصمين.
نصب المتظاهرون عشرات من الخيام وطالبوا الجامعة ببيع أصولها الإسرائيلية، وحاول مسؤولون بالجامعة التفاوض مع المتظاهرين بشأن تفكيك المخيمات. ومع فشل المحادثات، اتخذت نعمت شفيق في 18 إبريل/نيسان خطوة غير معتادة بمطالبة شرطة نيويورك بدخول الحرم الجامعي؛ مما أثار غضب الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجماعات حقوق الإنسان.
وجرى اعتقال أكثر من 100 شخص وإزالة الخيام من الحديقة الرئيسية، لكن في غضون أيام قليلة، تم نصب المخيم في نفس المكان مجددا.
واستدعت الجامعة الشرطة مرة أخرى في 30 إبريل/نيسان، فألقت القبض على 300 شخص في جامعة كولومبيا وسيتي كوليدج في نيويورك.
وطلبت نعمت شفيق من الشرطة بعد ذلك البقاء حتى 17 مايو/أيار على الأقل، أي بعد يومين من تخريج دفعة هذا العام “للحفاظ على النظام وضمان عدم إقامة المخيمات من جديد”.
وندد المتظاهرون برئيسة الجامعة لاستدعائها الشرطة إلى الحرم الجامعي لوقف المظاهرات، في حين انتقدها المؤيدون لإسرائيل لفشلها في اتباع ما يكفي من إجراءات لقمع التظاهرات.
وكانت شفيق -وهي خبيرة اقتصادية مصرية الأصل تحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية- نائبة محافظ بنك إنجلترا سابقا، ورأست كلية لندن للاقتصاد وشغلت منصب نائب مدير صندوق النقد الدولي. وأصبحت في يوليو/تموز 2023 الرئيس العشرين لجامعة كولومبيا.