قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد الإفراج عنه بأيام 

الصحافي أبو عرام يحكي تجربة اعتقاله الأصعب 

خاص الرسالة نت -الضفة المحتلة

فورا بادره الصحافيون حين خروجه من المعتقل وتفاجأوا بجسمه الهزيل بالتساؤل: "كام كيلو نازل" فقال لهم أربعين كيلو، ثم ابتسم، ولم تكن ابتسامة أيمن أبو عرام سوى تحد للوجع ولتلك الليالي التي عاشها في الاعتقال منذ ستة أشهر، بعد شهور قليلة من الإفراج عنه في اعتقال سابق العام الماضي.


أيمن أبو عرام لم يعتد على مرات الاعتقال الإداري التي تتكرر بين الشهر والآخر، وبين اعتقالين للاحتلال اعتقال ثالث لعناصر السلطة الفلسطينية منتصف العام الماضي، وقبل بدء الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بأشهر.


  أصبحت حياة الصحافي عبارة عن عداد من الاعتقالات لا يقدر على إحصائها، وكان آخرها اعتقاله في الخامس من نوفمبر الماضي بعد أقل من شهر على بدء عملية طوفان الأقصى، ضمن حملة اعتقال واسعة قام بها جيش الاحتلال لكوادر وصحافيين ونشطاء من الضفة الغربية .


يكتب بعد الافراج عنه بأيام واصفا تلك التجربة الأكثر مراراة في تاريخ اعتقاله: "ما زلت أعيش حالة من الذهول والصدمة ! 


ويضيف:" الافراج كان صادماً ومفاجئا وكأنه حلم بعد كل تلك المعاناة والظروف القاسية، ملابسي التي خرجت فيها هي نفسها التي اعتقلت فيها وقد رافقت جسدي طول فترة الاعتقال، ١٠ شهور بنفس الملابس.


ويضيف أبو عرام:  نعم صحيح !! .. خسرت ٤٠ كيلو من وزني نتيجة قلة الطعام !!!.. كسرت عظام صدري؟ نعم كسرت ٣ أضلع، والظروف كانت قاسية متعبة مؤلمة ويطول الحديث فيها، لكن أكثرها أهمية هو المرض.


ويتحدث أبو عرام عن  المرض الذي أصاب الأسرى وبالذات في سجن النقب ومجدو وانتشر بينهم مثل النار في الهشيم مضيفا "قد أصابني قبل ٣ شهور من الإفراج عني، وهو أصعب على النفس من الاعتقال نفسه ومؤذي نفسياً وجسدياً ويحتاج علاجا حقيقيا ومكثفا وفعالا لا يمكن أن يتم إلا خارج أسوار السجون".


ويصف المرض قائلا:" هذا المرض اسمه (سكابيوس) وتسببه طفيليات السوس التي تخترق الجلد وتضع بيضها تحته وهو مرض معدٍ ويتسبب بحرمان من النوم وأرق شديد فضلا عن الحكة التي تمزق الجسد، وينتج هذا المرض بالأصل عند اجتماع عدة أسباب وظروف أُرغمنا عليها ووضعنا فيها، محرومين من الشمس وفي زنازين أكلتها الرطوبة، والاكتظاظ والحرمان من الماء والصابون والنظافة بكل أشكالها وسوء التغذية، وما يسببه كل ذلك من نقص في المناعة في ظل انعدام الدواء والعلاج.


ويكمل أبو عارم:" من أعراض المرض ارتفاع الحرارة بالليل وظهور حبوب حمراء على كل أنحاء الجسم وقد يتفاقم إلى درجة إحداث دمامل وجروح وثقوب بالجلد والتهابات بكتيرية على الجلد !! ولا يمكن التعافي منه بدون أخذ الكورس العلاجي الخاص بالمرض ! 


ويشرح مضيفا:  وللعلم وما بعد الإفراج تنقسم فترة العلاج الى مرحلتين، الأولى مدتها ٢٤ ساعة يصبح خلالها الشخص المصاب غير معدٍ لمن حوله والمرحلة الثانية ومدتها قد تصل إلى خمسة أسابيع وأكثر لكي يتعافى الجسد من آثار المرض !! 


ويختم أبو عارم قوله: "لذلك لا نقول الا اللهم نسألك الشفاء العاجل لكل من أصيب بهذا الابتلاء وأن ينعم بالحرية على من تركناهم خلفنا وهم لا يدركون تماماً حقيقة المرض وكيفية التعامل معه والعلاج منه.


ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اعتقل الاحتلال أكثر من 9890، في الضفة، والتي شملت كل فئات المجتمع.

البث المباشر