أكدّت قوى وفصائل فلسطينية، أنّ مواقف الإدارة الامريكية التي يبديها وزير خارجيتها انتوني بلينكن، حيال مفاوضات إنهاء الحرب بغزة، تمثلّ انقلابا على مبادرة بايدن التي وافقت عليها الفصائل في الثاني من تموز الماضي، وعلى قرار مجلس الأمن الذي تبنى مبادرة بايدن، كما وتمثلّ تأييدًا لحرب الإبادة.
وقالت قوى في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، إنّ بلينكن منح حكومة الاحتلال والتطرف، الإذن بالإحلال والاحتلال والاستيطان والقتل والدمار في غزة، والعمل على استمرار حرب الإبادة، التي تشترك فيها الولايات المتحدة بشكل رئيسي.
حماس
حركة حماس أكدّت عبر المتحدث باسمها جهاد طه، أن الموقف الأمريكي يمثل انقلابًا على الورقة التي وضعها بايدن، وأعلن في وقت سابق أنها تمثل رؤية دولة الاحتلال؛ ثم تراجع عن رئيس وزراء الكيان بينامين نتنياهو.
وقال طه لـ"الرسالة نت" إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يتصرف من موقعه كوزير حرب وليس وزير خارجية، ويعمل كوزير لدولة الاحتلال.
وبين طه أن هذا الانقلاب يأتي استجابة لضغوط وشروط واملاءات حكومة اليمين المتطرفة، التي يقودها نتنياهو ومجموعة من المتطرفين، ممن يرغبون باستباحة الدماء والمقدسات، ونسف كل الجهود المؤدية لإنهاء العدوان وحرب الإبادة.
وشددّ على أن حركته أبدت كل المرونة المطلوبة منها في سياق وقف اطلاق النار؛ لكن دولة الاحتلال قرأت سطور هذا الموقف بشكل خاطئ، وتعاملت معه بصلف وعدوان، في ظل دعم وتأييد أمريكي أعمى لدولة الاحتلال.
وعدّ الموقف الأمريكي إيذان بتفجير الأوضاع في المنطقة، وتصاعدها، واتخاذ قضية المفاوضات كورقة انتخابية على حساب الدم الفلسطيني والعربي، الذي يراق بإبادة تقودها واشنطن، وتوفر لها كامل الغطاء لاستمرارها.
حركة فتح
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وصف بدوره، الموقف الأمريكي الذي يبديه بايدن، تأكيد على السياسة الأمريكية القديمة الجديدة، وهي دعم دولة الاحتلال في حرب ابادته للشعب الفلسطيني.
وأضاف زكي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، "هذا الموقف يثبت بأن هناك رغبة باستمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني بكل وجوده، ومنح حكومة الإعدام اليمينية المتطرفة، الضوء الأخضر لمواصلة إبادة شعبنا في مختلف مواقع وجوده".
وذكر أنّ واشنطن تريد منح الاحتلال فرصة لتحقيق أهدافه العدوانية، عبر المفاوضات، بما فشل في تحقيقه من خلال حرب الإبادة، معتبرا أن الموقف الأمريكي "مضلل ومخادع"، ويريد فقط منح الوقت لحكومة اليمين المتطرف لممارسة المزيد من الجرائم، وفقا لتعبيره.
وشددّ على أنه لا يمكن فلسطينيا الموافقة على شروط نتنياهو وحكومته، وإبقاء احتلال قطاع غزة وحصاره، كما شددّ على أن المقاومة ستنجح في نهاية الطريق انتزاع حقوق شعبها وإقامة دولته المستقلة، "رغم النفق المظلم؛ لكن ثمة بصيص أمل سيبزغ مهما اشتد الظلام"، والقول لزكي.
الجهاد الإسلامي
من جهته، أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا، أنّ الموقف الأمريكي مثّل حالة غطاء كامل لحرب الإبادة، وأن واشنطن تمارس الخداع والتضليل، في ظل تبنيها الكامل لهذا الاحتلال في حربه الإجرامية.
وقال عطايا لـ"الرسالة نت" إن واشنطن في الوقت الذي تتحدث فيه عن رغبتها بوقف الحرب، واصلت استئناف الدعم العسكري بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليًا، والتي تسببت لهذه اللحظة بتبخير آلاف جثامين الشهداء، من الأطفال والنساء، كما أنّها تمنح الضوء الأخضر لهذا الاحتلال بشنّ عدوانه في دول المنطقة وليس فقط في القطاع.
وذكر أن أمريكا وفرّت كل أنواع الدعم، وتجاوزت بوصفها شريكًا، "بل أصبحت هي من تقود عمليا الحرب مستخدمة دولة الاحتلال كأداة للتنفيذ والقتل".
وبين عطايا أنّ الموقف الأمريكي السياسي لم يكن سوى محاولة لتحقيق أهداف الاحتلال فيما عجز عن تحقيقه عسكريا.
وشددّ على أن المقاومة لا يمكنها أن تمنح هذا المحتل حق البقاء في غزة والاستيطان في أرضها، و"لن تكون له إلّا مقبرة، ولا خيار لديه سوى الانسحاب من القطاع بشكل كامل، وإنهاء حرب الإبادة ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ عقدين، وإلبدء في اعمار ما دمره المحتل، واغاثة المنكوبين، ثم الوصول لصفقة الأسرى".
وحذر من أن الموقف الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال، سيمثل صاعق انفجار كبير في المنطقة، وربما تمتد تداعياته لدول العالم، وهذا دليل على رغبة واشنطن اشعال المزيد من النيران في المنطقة.
الجبهة الشعبية
من جهته، أكدّ عمر مراد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن الموقف الأمريكي يمثل انحيازا كاملا لدولة الاحتلال في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطينية، ويعبر عن حالة من الخداع والتضليل تجاه حديثها عن رغبتها في وقف حرب الإبادة.
وقال مراد لـ"الرسالة نت" إن واشنطن هي رأس الحربة في حرب الإبادة ضد القطاع، وأن مواقف وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، تنطلق من وصف واشنطن الشريك الرئيسي في هذه الجرائم، وأنها لا ترغب بوقف سيل النزيف المتدفق في القطاع.
وذكر مراد أن شعبنا الفلسطيني لن يتوقف ابدا عن حقه في المقاومة والدفاع عن نفسه، وانهاء العدوان المفروض عليه، وإزالة العدوان بشكل كامل عن القطاع، ولا يمكن لفصائل المقاومة ان توافق على أي خيار يبقي دولة الاحتلال في القطاع.
وشددّ على ضرورة تجاوز الموقف العربي لحالة التوسط والمراقبة، وأن تستخدم الأطراف أوراق القوة التي من شأنها أن تنادي بوقف حرب الإبادة.