قائد الطوفان قائد الطوفان

تحدى تجويع السجان

همام حنتش.. الأسير الذي صام طوال فترة اعتقاله

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

في كل يوم يخرج أسير من خلف القضبان، يحكي عن سياسة الاعتقال التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بكل وحشيته على الأسرى منذ السابع من أكتوبر المنصرم.
يعيش الأسرى ظروفا معيشية صعبة، محرومين من العلاج والنظافة ونور الشمس، وزيارة عائلاتهم، حتى لا يعلم عنهم أحد خبرا، ولا يسمحون لهم برؤية أي محام لنقل أخبارهم إلى عائلاتهم أو الدفاع عنهم أو حتى النظر في أسباب اعتقالهم.
مؤخرا، أفرج الاحتلال عن الأسير همام حنتش، المعتقل منذ عشرة أشهر، وكان نهاره الأول الذي يشرب فيه الماء، أمام رفاقه ارتشف رشفة الإفطار، بعد صيامه لعشرة أشهر، حيث قرر أن يعاند السجان بإيمانه، فصام كل الأشهر العشرة التي قضاها في المعتقل تعبيرا عن رفضه سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال من خلال حرمان الأسرى من الطعام الكافي.

يقول تعليقا على الافراج عنه:"  ولادة جديدة، من الظلمات إلى النور، من الموت إلى الحياة، معتقل من بداية الحرب ولا أعلم عن العالم الخارجي شيئا".
ويضيف واصفا وضع الأسرى داخل السجون:"الوضع هناك كارثي، ولا يوجد طعام مطلقا، فقررت الصيام، منذ بداية الاعتقال، وكثير من الأسرى مثلي، عملنا على تحدي التجويع بالصوم".
ويصف حال الأسرى وحاله قائلا:"  خسرنا الكثير من أوزاننا، الأسرى يريدون الحرية والأمور لا تحتمل الكثير من الكلام، سياسة الاعتقال قاسية، أمراض جلدية، وجروح في المعاصم والأقدام بسبب التكبيل لأشهر، ظروف صحية صعبة، تعذيب وتنكيل".

ويتكلم الأسير الذي تغير شكله كليا مع نقصان أكثر من عشرين كيلو من وزنه عن حالته الصحية:" لم أسلم على أهلي ولا عائلتي ولا زوجتي ووالداي، لأنني لا أريد أ أنقل لهم العدوى، فأنا أعتقد أنني مصاب بالكثير من الأمراض خاصة الأمراض الجلدية."

الأسير همام حنتش هو صحافي سابق من مدينة دورا، اعتقل قبل سنوات لمدة عامين بتهمة التحريض، ومن ثم فصل من عمله، وتفرغ للعمل الحر، وعاد الاحتلال لاعتقاله بعد السابع من أكتوبر.
ويعاني الأسرى من ظروف اعتقال صعبة والوجبات الثلاث الشحيحة التي تقدم لهم لا تعادل وجبة واحدة، خالية من التنويع وتقتصر على البقوليات والمعلبات بل ويكون الطعام نيئا وفي كثير من المرات فاسد أو متعفن وهذا ما يفسر نحالة أجسام الأسرى المفرج عنهم.
وأفرج عن حنتش ضمن أربعين أسيرا أطلق سراحهم في الثاني والعشرين من هذا الشهر، وقال نادي الأسير تعليقا على وضع الأسرى أنهم جميعا يعانون من نقص في الوزن وترد في الوضع الصحي حيث اختلفت أشكالهم وهيئتهم عن الشكل الذي كانوا عليه قبل الاعتقال، بسبب ما تعرضوا له من إجرام داخل السجون خاصة معتقلي سجن النقب، حيث يعتبر من أكثر السجون التي تمارس التنكيل وجرائم التعذيب والحرمان من العلاج والطعام بحق الأسرى.
وأشار في بيان له  أن معظم الأسرى المفرج عنهم تم تحويلهم للمستشفيات بسبب سوء أوضاعهم الصحية بسبب الجرائم الممنهجة التي مورست بحقهم داخل الاعتقال.
واعتقلت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر أكثر من عشرة آلاف أسير من غزة والضفة يعيشون في ظروف أسر صعبة، ولا يعلم عنهم ذووهم أو المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى شيئا، حيث تمنع عنهم الزيارة والاتصال بالمحامين والمدافعين عنهم، ولا زالت عملية الاعتقال تمارس بحق المواطنين يوميا.

البث المباشر