قائد الطوفان قائد الطوفان

قضية عائلة قيسية ..

استيطان جديد لأراض أثرية في بيت جالا

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

جاءوا بأسلاكهم، طرقوا ونصبوا أعمدة، مددوا الأسلاك الشائكة، أحاطوا أرضا لعائلة قيسية في بيت جالا قضاء بيت لحم، بسور طويل وعريض، وهكذا أصبحت لهم بوضع اليد في وضح النهار، وهكذا يفعلون في كل مرة.
مع نهاية الشهر الماضي هاجم مستوطنون محميين بجنود من جيش الاحتلال الأرض، ونصبوا شباكا مشكلين سورا حولها وأعلنوا أنها لبنة البدء في بناء مستوطنة جديدة!.
وفي تحد أعزل عملت العائلة منذ اليوم الأول على نصب خيمة في الأرض، الواقعة في الطريق إلى مدينة القدس، ثم تحولت الخيمة لنقطة تجمع فلسطينيين متضامنين ومؤسسات مناهضة للاستيطان، بل بمشاركة نواب وحتى حاخامات يهود مناهضين للاستيطان. 
يتناوب المتضامنون يوميا في الخيمة، ويتناولون الطعام معا، بل يتحدثون في جلسات طويلة عن اللجوء والمقاومة ويحيطون بالأرض التي تبعد عشر دقائق عن الخيمة، وهكذا تحول حقل عائلة قيسية الى مزار، حول الأرض التي تمركز فيها مستوطنون اعتباراً من 31 يوليو الماضي.

في ذلك اليوم قالت منظمة (السلام الآن) غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود، الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية، والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم، وبعد تلك المواجهة أقيمت الخيمة.

ويقول الناشطون: إن مصير هذه العائلة الفلسطينية هو مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. والخميس الماضي حاول  المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية أن يفككوا السياج، الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات، وكابلات كهربائية وضعها المستوطنون.

وهكذا وقع شجار بين المستوطنين والناشطين، كما يحدث في كثير من الأحيان، ولكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية، التي قالت إنها مصرة على البقاء حتى استعادة أرضها.  
وأضافت الشابة لميس قيسية :" أن العائلة تملك حكما من المحكمة المركزية في القدس بأن أوراق وملكية الأرض سليمة وتعود للعائلة، وما حدث هو أن المستوطنين لم يعجبهم قرار المحكمة فقرروا استخدام نفوذهم بقيادة سموتريش والحاكم العسكري للسيطرة على الأرض عنوة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض لها العائلة للعنف، ففي 2019 هدم منزل ومطعم للعائلة من قبل المستوطنين في الموقع المطل على بساتين زراعية والذي صنف كموقع أثري ضمن منظمة التراث العالمي، ويعتبر المزار المليء بالبساتين متنفسا ومزارا  لأهالي بيت لحم .
 ويقول المختص بقضايا الاستيطان عثمان أبو صبحة تعليقا في مقابلة مع الرسالة أنه ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرّعت حكومة الاحتلال وعلى يد وزير المالية الإسرائيلي سموتريش بتوسيع  عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة، كما دعمت الجماعات اليمينية المتطرفة التي تحاول طرد الفلسطينيين من أراضيهم ما يعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.
ويضيف أبو صبحة " الاستيطان هو جزء من العقيدة الإسرائيلية وهو أداة الاحتلال الأولى للسيطرة على الأراضي بقوة الأمر الواقع من خلال الاستيلاء على أكبر كمية من الأراضي ومنحها للمستوطنين بدعم من قبل جميع الحكومات الإسرائيلية والحركة الصهيونية، وتعتبر مناطق جذب للمستوطنين حيث توفر لهم جميع الرفاهيات، وهناك معسكرات تحميها، وتجعل حياة المواطن الفلسطيني أصعب ما يكون.
ويلفت أبو صبحة إلى أن الفلسطيني بات يعيش في جحيم، وهذا الجحيم يتصاعد بشكل سريع وشديد منذ السابع من أكتوبر ويدفع الفلسطينيون ثمن هذا المرار المتصاعد من قبل المستوطنين الذين يسعون لتفريغ الأرض من أهلها.
ورغم ذلك فإن المواطن الفلسطيني لا يزال متشبث بأرضه وما يجب أن يقوم به كل فلسطيني، وعلى السلطة أن يكون لديها برامج لدعم سكان مناطق ج الذين يعانون الأمرين، ويجب أن يكون هناك لجان حماية تقوم السلطة من خلالها على حماية هؤلاء المواطنين من عنف المستوطنين الممنهج، حسب قول أبو صبحة.

البث المباشر