قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد أسبوع من التوغل البري

خسائر فادحة بالمساكن والبنية التحتية خلفها الاحتلال بدير البلح

محمد العرابيد- الرسالة نت

منذ انسحاب جيش الاحتلال (الإسرائيلي) من المناطق الشرقية لمحافظة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أسبوع من توغله ضمن حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تكشفت المنطقة على دمار واسع وكبير في منازل المواطنين وممتلكاتهم بالإضافة إلى البنية التحتية. 

وصباح الجمعة الفائتة، أعلن جيش الاختلال، أن الفرقة 98 أنهت مهمتها في خان يونس ودير البلح، مخلفة خلفها العشرات من الشهداء والمئات من الإصابات في صفوف المدنيين العزل. 

وعلى مدار أسبوع كامل من توغل جيش الاحتلال، المناطق الشرقية لدير البلح، حوّل منازل المواطنين وشوارع المحافظة إلى ركام ودمار ضمن حرب الإبادة التي يشنها على منازل الفلسطينيين العزل، وهجّرت عشرات الآلاف من السكان باتجاه وسط المدينة التي باتت تؤوي نحو مليون شخص.

 دمار وخراب كبير

وشكل حجم الدمار والخراب في هذه المناطق صدمة كبيرة للمواطنين الذين كانوا يقطنون هذه الأحياء الآمنة.

الشاب عبد الله سلامة الذي يقف على ركام منزله في منطقة تعرف بـ"المحطة" يقول: "تفاجأنا من حجم الدمار والخراب الذي حل في هذا المربع بعد انسحاب قوات الاحتلال".

ويضيف سلامة الذي يحاول البحث عما تبقى من أثاث لمنزله المدمر في حديث لـ"الرسالة": "المنطقة مسحت عن بكرة أبيها دون أن نعلم ما الذنب الذي اقترفناه.. جميع هذه المنازل تتبع لمدنيين عزل ولا يوجد بها مواقع عسكرية ولا شي حتى يتم تدميرها". 

ويتابع:" لكن نحن أمام عدو مجرم لا يفرق بين الفلسطينيين، وهو فقط يريد أن ينتقم من المدنيين، كونه فشل في مواجه المقاومة". 

وبسبب توغل الاحتلال خرج ما يقارب 25 مركزاً للإيواء وعدد من المنشآت المائية عن الخدمة، إثر إخلاء الاحتلال للأحياء واسعة من مناطق دير البلح خلال الأسابيع الماضية. 

 هدم الأبراج السكنية

وفي المناطق الشرقية لدير البلح يوجد عدد من الأبراج السكنية في حي القسطل، التي كانت تعد مركزاً حضاريا للمدينة ورمزاً تجاريًا في هذه المناطق.

إلا أن آلة الاحتلال حولت هذه الأبراج إلى خراب ودمار ضمن سياسة التدمير الممنهج التي ينتهجها الجيش (الإسرائيلي) في حرب الإبادة على قطاع غزة. 

إذ سارع المواطنون إلى الذهاب لحي القسطل والأبراج السكنية من أجل تفقد شققهم ومنازلهم في هذا الحي، إلا أنهم تفاجأوا بحجم الدمار الذي حل بها.

ما جرى في حي القسطل يشابه تماما ما جرى في جميع المناطق التي توغل بها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في قطاع غزة، بتدمير المنازل والبنية التحتية، وذلك بهدف تهجير المواطنين.

أحلامنا تحولت لركام

الحاج سعيد الرواغ الذي يبلغ من العمر (61 عامًا)، والذي يقطن في أحد الأبراج السكنية التي تعرف بأبراج القسطل، يروي تفاصيل الدمار الذي شاهدة قائلًا:" أنا كمثل باقي المواطنين الذين كنا نقطن هنا في هذا الحي صعقنا من شدة الدمار الذي حل بهذه المنطقة، فلم نعد نعرف أين تقع الأبراج ولم تعد لها معالم".

ويضيف الرواغ الذي أصيب في بداية حرب الإبادة على قطاع غزة،:"جميع المنازل والشوارع والحي الجميل تحول إلى ركام فقط خلال أسبوع من توغل الاحتلال لهذه المناطق".

ويوضح أن الأبراج السكنية في هذا الحي كانت تأوي المئات من المدنيين، كذلك النازحين الذي لجأوا لهذه المناطق، لكن آلة الخراب (الإسرائيلية) حولت هذا المكان إلى دمار وفساد.

ويستكمل حديثه وهو يتكئ على عكازة بسبب الإصابة لـ"الرسالة"،:"الاحتلال يريد تركيع هذا الشعب الصامد الذي يواجه أعتى جيوش العالم التي تقف خلف (إسرائيل).. لكنه واهم بأن الدمار والقتل والقصف قد يضعفنا".

 تدمير البنية التحتية

وعلى إثر تدمير الاحتلال البنية التحتية للمناطق الشرقية لدير البلح، والقصف المتواصل على المدنية، فإنه جرى فقدان 10 آبار وخزانين (القسطل والبركة)، وأصبحوا خارج الخدمة ما يضع حياة النازحين في خطر.

بدوره، قال دياب الجرو رئيس بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، :" إن الاحتلال عمل على تدمير معظم الأحياء السكنية في المناطق الشرقية لمحافظة الدير، إضافة لتدمير البنية التحتية والشوارع العامة".

وأضاف الجرو في حديث لـ"الرسالة" أن خسائر المواطنين في المناطق التي دخلتها آلة الخراب (الإسرائيلية) فادحة وكبيرة جدًا، ونسف الاحتلال منازل المواطنين والأبراج السكنية. 

وأكد أن 10 آبار للمياه تعرضت لدمار وأوقفت عن العمل جراء تعرضها لقصف مباشر أو ثم تجريفها من قبل آليات الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذه الآبار كانت ركيزة أساسية للمحافظة الوسطى، حيث كانت تمد معظم مناطق المحافظة بالمياه. 

ولفت رئيس بلدية دير البلح، إلى أن طواقم البلدية باشرت فور انسحاب الاحتلال من المناطق الشرقية، إلى ترميم بعض الآبار من أجل عودتها للعمل، كذلك العمل على حصر الأضرار وإصلاح البنية التحتية.

البث المباشر