الضفة: الشتاء والبنية التحتية في "تنافر"!

تساقط الثلوج في الضفة
تساقط الثلوج في الضفة

رام الله- الرسالة نت

ما زالت صور الضحايا الذين جرفتهم مياه الأمطار في الشتاء الماضي ماثلة لا تغيب عن أذهان أهالي الضفة المحتلة كلما سقطت قطرات المطر، ومع دخول المنخفض الجوي يومه الثاني تتعاظم التخوفات لديهم بتكرار تلك المشاهد خاصة مع بنية تحتية سيئة.

ومع بدء تساقط الأمطار غرقت بعض المنازل في الضفة تحديدا في مدن طولكرم وقلقيلية وجنين ونابلس التي تعتبر منخفضة نسبيا عن بقية المدن، ثم تواردت أنباء سقوط لوحات إعلانية ضخمة وتضرر سكان الخيام والبدو جنوب الخليل.

يد الاحتلال

وتحديدا شرق بلدة يطا جنوب الخليل تضررت خيام ومساكن للفلسطينيين لأسباب عدة، أبرزها: الاحتلال الذي هدم مساكن المواطنين وشردهم خلال فترات معينة في السنة الحالية.

ويقول منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور شرق يطا لـ"الرسالة نت": إن الاحتلال تسبب بأضرار عديدة لسكان المناطق الشرقية من بلدة يطا عبر تكرار هدم منازلهم وعدم السماح لهم بتشييد منازل من الحجارة؛ فاضطروا للسكن في الخيام مما أدى إلى تمزقها وتهدم بعضها فوق سكانها.

ويشير الجبور إلى أن الأهالي في خربة أم الخير مثلا تعرضوا للتشريد عدة مرات بعد هدم مساكنهم من قبل الاحتلال وسكنوا في خيام وبركسات تعرضت لأضرار جسيمة خلال المنخفض الجوي، إضافة إلى أن الاحتلال يمنع عنهم الخدمات الأساسية ويخطر بإزالة شبكات الكهرباء أو الخلايا الشمسية التي تولد لهم بعضا من الطاقة الكهربائية بين الفينة والأخرى.

ويضيف:" لا توجد بنية تحتية تقاوم مثل هذه الظروف الجوية بسبب مضايقات الاحتلال في تلك القرى والمناطق، فهو يسعى إلى ترحيل السكان باستخدام أساليب مباشرة وغير مباشرة تتمثل في تنغيص حياتهم".

الإهمال

وليس الاحتلال الوحيد في إحداث الضرر للفلسطينيين؛ حيث تبرز أسباب عدة في ضعف البنى التحتية للعديد من المدن الرئيسية ولعل أبرزها الإهمال.

ويقول التاجر زاهر الشخشير من مدينة نابلس لـ"الرسالة نت" إن المياه غمرت أراضي سوق الخان التجاري في البلدة القديمة مع تساقط أول قطرات مياه خلال المنخفض الحالي،

وبين الشخشير أن السبب يعود إلى إهمال بعض المصارف في المكان وعدم إزالة الأوساخ العالقة فيها، ولكن المشكلة تم حلها في اليوم ذاته.

بدوره، يقول المواطن صبحي عودة من مدينة طولكرم إن عدة أحياء في المدينة غرقت بسبب تكرار الخطأ ذاته بعدم إيجاد مصارف تعمل بشكل جيد للمياه، حيث ملأت منازل بعض المواطنين واضطروا لإخلائها لكونها منخفضة ولكن السبب الرئيسي يكمن في ضرورة إيجاد بنية تحتية حقيقية تحمي المدينة من الغرق.

ويعزو الكثير من المواطنين في الضفة حال البنى التحتية السيء في مدن عدة إلى الفساد الذي يشوب بعض البلديات بصرف أموال أقل من التي يتم تحديدها على المشاريع التي تخدم البنية التحتية واستخدام أدوات ومواد أقل جودة من التي يجب استخدامها واستغلال بقية الأموال لمصالح شخصية.

القدس

أما القدس المحتلة فتعيش واقعا آخر لا يخفى على أحد؛ فتحول فصل الشتاء إلى فرصة للتنغيص على أهاليها من قبل الاحتلال.

ويقول مدير مركز وادي حلوة جواد صيام إن مياه الأمطار تحول بلدة سلوان كل شتاء إلى موقع انهيارات أرضية وتشققات بفعل الحفريات التي تنفذها المنظمات الاستيطانية أسفلها، حيث يخشى الأهالي من استمرار تساقط الأمطار لما قد تسببه من انهيارات في منازلهم.

ويوضح بأن مشاكل أخرى تنتج عن إهمال بلدية الاحتلال وعدم توفيرها بنى تحتية مناسبة تخدم المقدسيين لأهداف بعيدة المدى ينتج عنها تهجيرهم عن أراضيهم، حيث أن منازل البلدة تملأها المياه العادمة أحيانا وتتسلل إليها مياه الأمطار دون السماح بترميم المنازل أو إصلاحها إلا بمبالغ مالية ضخمة.

وتتكرر تلك المشاهد في معظم أحياء القدس خاصة في البلدة القديمة بسبب سياسات الاحتلال التهجيرية.

وتعرضت فلسطين خلال الأيام الماضية لمنخفض جوي قطبي، استمر منذ الثلاثاء الماضي حتى مساء أمس السبت.

البث المباشر