بواسطة توكتوك

خاص| أبو مراد.. متطوع يخاطر بحياته لإغاثة مخيم جنين

الرسالة نت- خاص

محمد أبو مراد، متطوع في منظمة أطباء بلا حدود، وضمن طاقم مسعفي أهالي جنين، يدخل إلى الأزقة الضيقة المحاصرة، أحيانا يساعده الصليب الأحمر للتنسيق والغطاء عند دخوله الأماكن المستهدفة، وأحيانا يكون الأمر عاجلا فلا ينتظر محمد أي تنسيق.

يتعرض لعمليات إطلاق مباشرة، وللضرب في كثير من المرات، لكنه يخجل من الحديث عن أوجاعه، وأوجاع المخيم، يسير في طريقه داخلا جنين، على مركبة توكتوك يردد وهو يسير بين حجارة الردم والمخيم المدمر:" هذه الأيام لا تشكل أي شيء في الدمار الذي يعيشه أهالي غزة، ومن يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، وبالنسبة للشهداء هم من فاز في كل هذه القصة".

يتواجد أبو مراد منذ عشرة أيام داخل المخيم، يخرج وقد غطى الأحداث كلها وهو ينقل الصحافيين على التوكتوك، يوزع الأدوية والمؤن على الناس المرابطين، في ظل اجتياح هو الأصعب والذي تتعرض له المدينة منذ عشرة أيام.

المخيم محاصر، والناس ينقصهم الدواء والماء والطعام، يقول محمد:" وفرنا الماء والطعام، تنقلنا بين البيوت لتوفير ونقل الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، سكر وضغط ومرضى القلب، كنا نذهب لمنزل أحدالمواطنين الذي تطوع بإرسال علاج لأحد المرضى في منزل ثان، نذهب هناك، ونعود إلى هنا، بواسطة التوكتوك، أنا ورفاق آخرين معي نعمل على خدمة سكان المخيم المرابطين".

في حارة الدمج، إحدى حارات المخيم، يبدو المشهد مشابها لذلك الذي في غزة، دمار كامل، لا مجال لدخول السيارات والطرقات كلها مكسرة، والحجارة ملقاة، والردم ثقيل وكثير، ولا زال مراد مصرا على الذهاب صباحا وأحيانا ليلا، وشعاره في عمله:" هذا لا يشكل شيء مما رأوه أهل غزة".

يتحدث وهو ينقل أحد الصحافيين: "من لحظة الاقتحام ونحن نركض بين الأزقة، نواجه الخطر، ولا نريد أن نقصر، هذا الاجتياح صعب، لأن الجيش منعنا أكثر من مرة، وتعرضنا للضرب كثيرا، واجهنا مشكلة إخلاء كبار السن ونقلهم من بيوتهم، واسعاف مرضى القلب مع قلة الأدوية".

الصعوبات تزداد في مخيم جنين كثيرا، ويحاول مراد أن يتعامل مع حالات كثيرة، يقول:" الله يعين الناس التي بقيت مرابطة داخل المخيم، ضرب خط الماء الرئيسي والرصاص أتلف براميل وخزانات المياه، والطعام مقطوع تماما ".

ويخبرنا الصحافي خالد بدير الذي أوصله أبو مراد إلى داخل الحارة هذا الصباح " ينقلنا محمد أبو مراد عبر سيارته التوكتوك دائما، يحتاج كثيرا لاتصالات مع الصليب الأحمر، وكثير من المرات يدخل دون إذن وغطاء، عمله معقد، وصعب، وفي كثير من الحالات رغم الإذن والتنسيق لكنه يتعرض دوما لإطلاق نار ".

يقول بدير: المخيم مدمر بالكامل، لكن كل مقابلة نرصدها في الحارات نرى غزة هي الجرح الأول الحاضر في أحاديث أهالي جنين، وتهون عليهم كل المشهد، ومراد هو جزء من المشهد، الذي طالما كان يردد هذه الجملة حينما يدخل ويخرج إلى المخيم، وكأنها تميمة يستمد منها القوة".

يذكر بأن العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأها الاحتلال في مخيم جنين منذ عشرة أيام خلفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية، وجرفت قوات الاحتلال عددًا من الشوارع الرئيسية ودمرت ممتلكات المواطنين وسط المدينة.

وأسفرت العملية عن استشهاد 21 فلسطينيًا في مدينة ومخيم وقرى جنين، فيما وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه العملية بأنها الأكبر منذ سنوات عديدة.

البث المباشر