عن ظروف القهر في السجون.. ما خفي أعظم!

غزة - خاص الرسالة نت

تجمع هيئات الأسرى على أن ما ينشر ويسرب "إسرائيليا" حول ظروف الأسرى، تخفي خلفها ألوانًا وصنوفًا من العذاب والقهر والاذلال الذي يتعرض له الأسرى، بشكل أكبر بكثير مما يتم الإفصاح عنه.
لا يتاح الإفصاح بشكل مباشر عن أشكال المعاناة، وما يرصد من تعذيب وتنكيل يصل حد القتل، يفصح عنه القليل، لأن الأسرى أساسا يعيشون في حالة إخفاء قسري، تحديدا أسرى غزة، تبعا لحسن عبد ربه مستشار هيئة شؤون الأسرى.
ويضيف عبد ربه لـ"الرسالة نت"، أنّ الإفصاح عن معاناة الأسرى يتم فقط من خلال رصد بعض الشهادات، كما أنّها ترصد من خلال بعض المحامين، في زيارات أصبحت تعدّ كابوسًا لهؤلاء الأسرى.
يتعمد الاحتلال اذلالهم والتفنن في ايذائهم معنويا وجسديا، والقائهم على بطونهم مقيدي الأطراف لساعات طويلة، بانتظار دورهم في اللقاء مع المحامي، بحسب عبد ربه.
ويتابع عبد ربه: "نحن أمام عملية تنكيل غير مسبوقة في تاريخ السجون بالعالم، وما يحدث في سجون الاحتلال يتجاوز في بشاعته ما جرى في غوانتنامو وأبو غريب وغيرها من السجون سيئة الصيت".
ويؤكد أن سجون الاحتلال جميعها أصبحت مراكز ومسالخ تعذيب، في ترجمة لقرار رسمي يتعمد اذلال الأسرى واهانتهم.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس الجمعة، حول تعرّض عشرات الأسرى في سجن مجدو لانتهاكات جسيمة وإذلال على يد حرّاس إدارة السجون، حيث تم تقييدهم بأصفاد بلاستيكية وأُجبروا على الاستلقاء على بطونهم بينما نبح كلب حراسة فوق رؤوسهم.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها "هآرتس" أن عددًا من الأسرى كانوا بدون الملابس العلوية أثناء تقييدهم في مشهدٍ يوصف بأنه محاولة لإهانتهم جسديًا ونفسيًا، وسط تأكيدات من أسرى داخل سجن مجدو أنهم يتعرضون لانتهاكات يومية من هذا القبيل.
وأكدّ عبد ربه، أنّ الاحتلال دأب على ارتكاب جرائم وحشية وعنصرية بشكل واضح دون أن يخشى أحدا من خلال اطلاق النار على الأسرى بعد الافراج عنهم.
وأوضح عبد ربه بأن الأسرى يتعرضون لسياسة تعذيب ممنهجة نفسيا وجسديا مورست بحقهم.
وذكر أن جميع الأجهزة لدى الاحتلال، تشارك في جريمة الإعدام، بسبب عدم ملاحقتها وامانها من أي محاسبة دولية.
وبين أن جرائم القتل والاعدام بحق الأسرى هي جزء من مسلسل اعدامات وقتل بوسائل وأساليب مختلفة، وضمن منهجية تتضمن سياسات الإهمال الطبي والتجويع والحرمان ومنع الدواء.
** ظروف قاسية
ويعلق القيادي الفلسطيني عمر عساف، عن ظروف الاعتقال الذي جربها وخاضها بعدما أمضى ستة أشهر في السجون، يقول إنّ الأسرى يتعرضون في كل لحظة لشبح القتل والموت، وأن الهدف الرئيسي هو القضاء عليهم.
وأوضح عساف لـ"الرسالة نت" أن الإجراءات الإسرائيلية غير مسبوقة تجاه الأسرى، ويمارس بحقهم إجراءات إجرامية منقطعة النظير، من تجويع وقتل وتهديد وتنكيل وتعذيب وكل ما يمكن أن يلحق بهم أذى نفسيا ومعنويا دائما".
ويضيف "رغم أنني ذقت مرارة السجن أكثر من مرة خلال سنوات مضت، إلا أن ما عايشته في هذا الاعتقال غير مسبوق".
وتابع "الأسرى الفلسطينيون يعيشون يوميا شعور التهديد بالقتل ويمكن بأي لحظة أن يكون أي منهم ضحية اعتداء إجرامي بدون أي سبب، وكنت شاهدا على مشاهد قمع وضرب إجرامي لا يوصف ".

البث المباشر