الفحص المبكر للسمع ضروري للطفل (الجزء الثاني)

(الجزء الثاني)

ماذا يحصل في حال جاءت نتائج الفحص سلبية؟

في الإجمال، يتم إعادة إجراء الفحص للتأكد من النتائج، فإذا جاءت متطابقة، وجب عندها إخضاعه لتقويم طبي قبل بلوغه سن الثلاثة أشهر، من أجل تحديد نوع فقدان السمع وأسبابه، بالتالي اختيار العلاج المناسب. لكن، النتائج الإيجابية قد لا تعني بالضرورة أنّ الطفل أصبح في منأى عن خطر فقدان سمعه. إذ ثمّة عوامل لا تُحدث أذىً فورياً للسمع، فيظهر الخلل لاحقاً أثناء نمو الطفل.

- الأطفال الأكبر سناً:

يُجري فحص السمع للأطفال في سن السبعة شهور والسنتين، في حال وجود أحد عوامل خطر الإصابة بفقدان السمع أو عند الحاجة أو بناء على طلب الطبيب. أمّا الأطفال الرضّع الذين لم يجروا فحص السمع عند الولادة، وجب خضوعهم له قبل بلوغهم الثلاثة أشهر. يجب إجراء هذا الفحص حتى لو نجح الطفل في الاختبارات الأوّلية، لأنّ بعض العوامل ممكن أن تسبب الصّمم في وقت لاحق. في المقابل، يحتاج الأطفال المعرَّضون للإصابة بخطر فقدان السمع، إلى إجراء فحص دوري كل ستة شهور إلى حين بلوغهم سن الثلاث سنوات.

- تقنيات اختبارات سمع الأطفال الأكبر سناً:

هناك نوعان من الاختبارات الفاعلة في الكشف عن أي خلل، يتطلّب كلاهما مشاركة الطفل وتعاونه:

* اختبار السمع عن طريق التعزيز البصري (Visual reinforcement audiometry):

يناسب الأطفال بين سن الستة شهور والسنتين. إذ يعتمد على رد فعل الطفل تجاه مصدر الصوت. عادة تحمل الأُم طفلها في حضنها وسط غرفة معزولة عن الضوضاء، وإلى جوارها لعبة تُصدر صوتاً، فإذا التفت الطفل إلى مصدر الصوت، هذا دليل على نجاحه.

* اختبار السمع باللعب المشروط (conditioned play cudiometry): يناسب الأطفال بين سن السنتين والثلاث سنوات. يطلب الطبيب من الطفل، بعد وضع السمّاعات على أذنيه، القيام بحركة ما، عند سماعه صوتاً مثل وضع كرة في صندوق أو إدخال حلقات ملونة في عصا صغيرة.

يقوم الطبيب، في الإختبارين، وبواسطة جهاز خاص بإصدار موجات صوتية بترددات مختلفة، يستطيع صاحب السمع الطبيعي سماعها. تُتيح السمّاعات التي تُوضَع على أذني الطفل تقويم كل أذن بمفردها. في حال تعذُّر استخدام السمّاعات، يتم بث الموجات الصوتية عبر مكبرات الصوت داخل غرفة العزل. لكن، هذه الطريقة تمنع الحصول على معلومات مُحدَّدة ومُفصَّلة، وقد لا يلاحظ الطبيب ما إذا كان الطفل مصاباً بفقدان سمع أحادي، أي في أذن واحدة.

- الأطفال في سن ما قبل المدرسة:

الهدف من فحص سمع الأطفال بين سن الثلاث والخمس سنوات، هو الكشف عن أي خلل في السمع، قد يؤثر في نموهم وأدائهم الأكاديمي وعملية تواصلهم مع الآخرين لاحقاً. إضافة إلى ذلك، يتم إخضاع أولئك الأطفال لفحص الأذن الوسطى والأذن الخارجية لاستبعاد أي انسداد فيهما، ففقدان السمع في هذه المرحلة العمرية غالباً ما يكون مرتبطاً بأمراض الأذن الوسطى.

يعتبر اختبار السمع باللعب المشروط، من أكثر الفحوص المعتمدة للكشف عن فقدان السمع عند هذه الفئة، كما يُجرى لهم اختبار حركة الطبلة، من خلال توليد ضغط هوائي في قناة الأذن، ما يؤدي إلى اهتزام طبلتها، بعدم يقوم جهاز خاص بقياس حركة الطبلة وإعطاء النتائج على شكل رسم بياني

- الأطفال في سن المدرسة:

يجب إجراء فحص السمع للأطفال بين سن الخمس والثماني سنوات، في حال توافر أحد عوامل زيادة خطر الإصابة بفقدان السمع. يساعد الفحص على الكشف عن أي إعاقة سمعية تؤثر في نموهم وقدرتهم على التواصُل والتعلُّم. ينصح الأطباء بإخضاعهم لفحوص سمع دورية، لاسيّما أنهم أصبحوا أكثر عرضة للعوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بفقدان السمع.

 

البث المباشر