قال رامي الشياح مسؤول قسم الاسعاف والطوارئ بمستشفى العودة تل الزعتر شمالي قطاع غزه إن طواقمهم الطبية تواجه صعوبة شديدة في التعامل مع الكثير من الإصابات والتي كانت الأخطر والأكثر تعقيدا مقارنة بالحروب السابقة.
وأوضح أن الإصابات تحتاج لطاقم طبي كامل ولتعامل خاص لكونها تضم حروقا وتهتكا وبترا وتحتاج لاستئصال بعض الأعضاء الداخلية في ذات الوقت، وهو ما يستغرق ساعات من العمل.
ووفق الشياح فإن بعض الحالات تسببت بوضع نفسي صعب للأطباء لاحتياجها لبتر الأطراف الأربعة لذا مثلت هذه الحرب علامة فارقة في تاريخ الأطباء الطبي في صعوبة التعامل مع الحالات.
وبين أن الطواقم الطبية اضطرت في بعض الحالات للعمل على مدار الساعة لتغطية العجز وبسبب الغارات الكثيفة، لافتا إلى أن المستشفى عانى لأشهر من عدم القدرة على تحريك سيارات الاسعاف لجلب أو نقل المرضى لمستشفيات أخرى بسبب كثافة النيران وهو ما سبب حالة صعبة عاشتها الطواقم الطبية والمرضى في ذات الوقت.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية حملت عبء الشمال كاملا بعدد محدود من الأطباء وبإمكانيات قليلة، مبينا أن الإسعاف والطوارئ في مستشفى العودة كان يضم 7 أطباء في حين أنه لا يوجد لديه الآن سوى طبيبين فقط، كما كان عدد أطباء النساء والولادة 9 فتبقى منهم 3 أطباء فقط، ويضم المشفى جراح عظام واحد.
وأكد الشياح أن المنظومة الصحية في شمال القطاع منهكة وحملت عبءا كبيرا بسبب عدم وجود أي بديل، وفي ظل النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية فالمستشفيات تعمل فوق طاقتها بكثير.
ويعد مستشفى العودة المستشفى الوحيد القادر حاليا على إجراء عمليات العظام الجراحية للجرحى من العدوان في شمال قطاع غزة بسبب خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة.
ويجري المشفى حاليا ما بين 12 إلى 15 عملية يوميا في الجراحات المختلفة، كما أنه ينفذ 120 عملية ولادة قيصرية شهريا.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عمد جيش الاحتلال إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.