رؤساء أميركا اللاتينية يستخدمون منصة الأمم المتحدة للدعوة لإنهاء الإبادة في غزة

الرسالة نت - وكالات

استخدم رؤساء دول أميركا اللاتينية منصتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان عن حقوق الشعب الفلسطيني والدعوة إلى إنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

فقد دعا رؤساء تشيلي وكوبا والبرازيل وبوليفيا والسلفادور وكولومبيا في خطاباتهم خلال الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة "الأمم المتحدة إلى إدانة الاضطهاد" الذي يتعرض له الفلسطينيون.

وبدأ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كلمته بالترحيب بالوفد الفلسطيني الذي شارك في الجلسة الافتتاحية بصفته عضوا مراقبا في الأمم المتحدة للمرة الأولى.

وقال لولا: "أود أن أتوجه بالحديث إلى الوفد الفلسطيني على وجه الخصوص"، في إشارة إلى الحق الذي حصلت عليه فلسطين مؤخرا في الجلوس بين الدول الأعضاء. واستشهد لولا بالأزمة الإنسانية والأمنية في غزة والمطالبات بإنهاء الإبادة الجماعية.

وأضاف "إننا نشهد في غزة والضفة الغربية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وهي الآن تمتد بشكل خطير إلى لبنان. لقد تحول ما بدأ كـ "دفاع عن النفس" إلى عقاب جماعي للفلسطينيين"،

وأشار الرئيس البرازيلي "لقد أصبح "حق الدفاع عن النفس" بمثابة "حق الانتقام"، الأمر الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ويؤخر وقف إطلاق النار".

وكان الرئيس البرازيلي قد تحدث في وقت سابق علناً عن المجازر الإسرائيلية في غزة ودعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، على الرغم من إعلانه شخصاً غير مرغوب فيه من قبل تل أبيب.

دق ناقوس الخطر

ولم يكن لولا الرئيس الوحيد في أميركا اللاتينية الذي أثار قضية محنة الفلسطينيين. فقد قال الرئيس التشيلي غابرييل بوريك: "ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص" .

ودق بوريك، أصغر رئيس دولة في العالم، ناقوس الخطر بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وأكد على أن "(إسرائيل) يجب أن تحترم القانون الدولي، وتوقف إقامة وتوسيع المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنهي المذبحة في غزة والهجمات العشوائية التي تنفذها على السكان المدنيين".

ومن المعروف عن رئيس تشيلي أنه من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية والمدافعين عن حقوق الإنسان، ودعا العالم إلى احترام حقوق الفلسطينيين، بل وجميع البشر.

وقال "كرئيس شاب من أميركا اللاتينية ومن اليسار، أقول بصوت عال وواضح أن حقوق الإنسان يجب أن تُحترم دائمًا في كل مكان، ويجب أن نطالب بهذا الاحترام بغض النظر عن اللون السياسي للديكتاتور أو الرئيس في السلطة الذي ينتهك هذه الحقوق"، أوضح. "نحن نصر مرة أخرى على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967".

جرائم الاحتلال أولوية

حصل الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو على 15 دقيقة لتناول مشاكل بلاده، لكنه بدلا من ذلك كرس معظم وقته للتأكيد على أن إبادة جماعية ترتكب في غزة وتسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واستنكر بيترو الدول التي تمتلك "القوة لتدمير الإنسانية" و"وقف الحرب على غزة في نفس الوقت" ولكنها لا تستمع إلى أغلبية رؤساء الدول الآخرين الذين يدعون إلى إنهاء الإبادة الجماعية.

وقال: "إنهم لا يستمعون إلينا عندما نصوت لوقف الإبادة الجماعية في غزة، على الرغم من أننا أغلبية رؤساء العالم وممثلون لأغلبية البشرية. إن رؤساء الدول القادرة على تدمير الإنسانية لا يستمعون إلينا".

وذهب الزعيم الكولومبي إلى أبعد من ذلك، فقال إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ذي معنى لوقف الحروب.

وأضاف: "إذا طلبنا منهم وقف الحروب والتركيز على التحول السريع للاقتصاد العالمي لإنقاذ الأرواح والجنس البشري، فلن يستمعوا إلينا. عندما تموت غزة، ستموت البشرية جمعاء. واليوم لدينا 20 ألف طفل ميت".

وذكر بيترو ساخرا أن الرؤساء يضحكون من هذا الوضع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال الرئيس الكولومبي في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة: "لم يعد هناك وقت، والحكومات غير قادرة على وقف انقراض الحياة. واليوم يتعين علينا أن نختار ما إذا كان الأمر يتعلق بالحياة أو الجشع، وما إذا كان يتعلق بالإنسانية أو رأس المال".

وتابع "وفي ظل هذا التفاوت... نجد منطق الدمار الشامل الذي أطلقته أزمة المناخ ومنطق القنابل التي ألقاها مجرم مثل [بنيامين] نتنياهو على غزة، نتنياهو بطل بالنسبة لأغنى واحد في المائة من البشرية، لأنه قادر على إظهار أن الناس يدمرون أنفسهم تحت القنابل".

وقطع الرئيس بيترو العلاقات الدبلوماسية بين كولومبيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي.

البث المباشر