قائد الطوفان قائد الطوفان

حين يذوق القلب حلاوة السجود

في الحديث الشْريف أنْ رسَول الله صْلى الله علْيه وسْلم قالْ:( أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربهِ وهو ساجْد ..) وفي الحديث الآخر: ( واعْلم أنكَ لن تسجدَ لله سجدةً إلا رفعكَ الله بها درجْة )

وحين قالَ ربيعةُ رضيَ اللهُ عنهُ لرسولِ اللهِ صلىْ الله عليهِ وسلمَ: أسألكَ مُرافقتكَ في الجنةِ . قالْ له عليه الصْلاة والسْلام : أعني على نفسكَ بكثرةِ السجودِ ..

إن لحظاتِ السْجودِ لحظاتٌ فريدةٌ في عمرِ الإنسْانِ لأنهُ وقْتها يكونُ في مقامِ القْرب من الربّ جل جلاله .. وحْين يسْتشعرُ القلبُ هذه المعاني كلها وأمثاْلها تنفتحُ له في لحْظات السْجودِ عوالمُ وآفاق ، وتتوالد في روحه معانٍ راقية يعجزُ القلم عن تقييدها ..

قيل لبعض العارفين : أيسجد القلب؟ فقال: نعْم، سجدة لا يرفع رأسه منها أبدا..

قال الراوي : في ساعْة شفافية ، ذاق القلبُ بعْضَ معاني القرب ، فحْاول أن يسْجلها ، لكنها جاءت متعثرة على النحو التالي وإلا فالأمر أبعد وأعظم وإلى الله المشْتكى.

قال احد البلغاء: في السجْودِ.. فرحةٌ قدسيةٌ جمعتْ كلّ الحشودِ تحت راياتِ السجْودِ هذه الأعراسُ قامتْ .. في إنسجامْ فإذا بالقلبِ يحيا في هيامْ يتمطّى بانتْشاءٍ وابتسامْ كيف لا ..؟ وهْو في خيرِ مقامْ .. حينَ تبدو .. لذرا الروحِ أنسامُ الخلودِ فيضُ إكرامٍ وجودِ غيضُ فيضٍ .. من كنوز للودودِ..

تحتَ راياتِ السجودِ .. تهطلُ الأنوارُ تترى .. ويطيبُ الاغترابْ .. ينجلي كلُ حجابْ تسقطُ الهالاتُ من فوق الوجوهِ الكالحةْ, ويعرّيها العذابْ .. أو يعرّيها الثوابْ .. تحتَ آهاتِ السجودِ

حُطّمَتْ كل القيودِ ظمئتْ نفسٌ تنادي بالجحودْ.

في السجودِ .. إشراقةُ الروحِ الطليقةْ .. قد مضتْ نحو الحقيقةْ .. قد بدتْ .. تتجلى .. تتزيا .. هي في المعراجِ صُعداً في صعودِ, فإذا الأملاكُ بعضٌ من شهودِ فمضتْ تجتازُ آفاقَ الحدودِ

قد بدا سرُ العروجِ .. في مقامِ القرباتْ يطهرُ القلبُ المُعنّى ، بهطولِ العبراتْ وصدورِ الزفراتْ حرَقُ الآفاتُ حرقا ، ينجلي للقلبِ كنزُ الحسناتْ وتسيلُ العبراتْ ..فيطيلُ السجداتْ ويطيلُ السجداتْ ويطيلُ السجداتْ, قد بدا سرُ الحياةْ .

في السـجودِ .. لذةٌ قدسيةٌ ، أشجانُـها فوقَ القيودِ.

في السجودِ .. ليسَ للكبرِ مكانْ وغرورُ المرءِ يغدو كدخانْ

قد تجْلى :الكون فْان.. الكون فااان .. الكون فااااان ..!!

تـدركُ التقصيرَ أصلاً في الكيانْ فإذا بالروحِ تسمو.. ثم تسمو ..

نسيتْ كل القيودِ سبَحتْ .. في بحارِ النورِ صعْدا للخْلودِ

 

البث المباشر