بعد أكثر من 355 يومًا على حرب الإبادة (الإسرائيلية) على قطاع غزة، وقدرة المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" في التصدي لهذا العدوان الغاشم على الفلسطينيين.
بثت كتائب القسام الأربعاء، مقطع فيديو يظهر استهداف مقاتليها رتلاً من الآليات (الإسرائيلية) شرقي رفح جنوبي قطاع غزة، في عملية أطلقت عليها اسم "بشائر النصر".
كمين "بشائر النصر"
وأظهرت المشاهد أحد المقاتلين وهو يشرح تفاصيل تنفيذ العملية في مكان تمركز قوات الاحتلال، وتضمنت المشاهد خطوط تقدم إمداد القوات على شارع معبر رفح وباتجاه شرقي منطقة التنور.
كما أظهر مقطع الفيديو عملية رصد الآليات لمنطقة الكمين، ثم استهداف دبابة من نوع ميركافا بقذيفة " الياسين 105"، تبعها استهداف جرافة "دي 9″ الأولى بقذيفة " الياسين 105″، وبعدها استهداف جرافة "دي 9″ الثانية بقذيفة " الياسين 105، وقيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإجلاء جنوده من المنطقة المستهدفة.
وكانت القسام قد أعلنت الإثنين الماضي إيقاع آليات عسكرية إسرائيلية في "كمين محكم" مُعد مسبقا شرق مدينة رفح.
وأضافت أن المقاتلين استهدفوا 3 جرافات عسكرية من نوع "دي 9″ ودبابتين من نوع ميركافا في أثناء مرورها على مفترق جورج الشرقي بمدينة رفح، باستخدام قذائف" الياسين 105″وعبوات العمل الفدائي.
ويأتي كمين بشائر النصر الذي نفذته القسام في الوقت الذي يزعم جيش الاحتلال وقيادته بأن الجيش تمكن تفكيك لواء رفح التابع للكتائب، والقضاء على المقاتلين وتدمير البنية العسكرية والأنفاق للواء.
الضرب من نقطة الصفر!
الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء ركن واصف عريقات، يرى أن كمين "بشائر النصر" الذي بثه القسام يحمل عددا من الدلائل والرسائل العسكرية، أولها بأن المقاومة لا تزال تمسك بزمام المبادرة في رفح.
وأوضح اللواء عريقات في حديث لـ"الرسالة"، أن من ضمن رسائل الكمين، أن المقاومة لا تزال تقاتل في رفح وهي قادرة على مواجهة جيش الاحتلال إذا توفرت لها مسافة القتال من مسافة الصفر.
وأكد أن كتائب القسام ومقاتليها لا يزالوا متواجدين في رفح ويمكنهم مهاجمة جيش الاحتلال، وأن مزاعم الأخير بتفكيك لواء رفح غير صحيحة.
وأشار اللواء عريقات أن العملية وقعت في منطقة مفترض أن تكون خالية من المقاومين وفق زعم الاحتلال عن تكفيك لواء رفح، لكن الذي ظهر هي قدرة قتالية عالية للمقاتلين بإمكانيات بسيطة ومتواضعة بالمقارنة مع إمكانية وترسانة جيش الاحتلال في الجو وعلى الأرض.
فشل تقديرات الاحتلال
بدوره، قال اللواء والخبير العسكري فايز الدويري، إن كمين "بشائر النصر" يؤكد أن فصائل المقاومة لاتزال موجودة في الميدان وتقاتل جيش الاحتلال من نقطة الصفر.
وقال الخبير العسكري الدويري في تحليل لقناة "الجزيرة" إن الكمين العسكري لكتائب القسام في رفح يثبت فشل جيش الاحتلال في القضاء على المقاومة بغزة، وينسف مزاعم (إسرائيل) حول تمكنها من تفكيك لواء رفح والقضاء عليه.
وأضاف :" في هذه المرحلة ابتعد وخرج الاحتلال من مدار المسافة الصفرية واكتفى بالقصف وارتكاب المجاز وهذا ما يعيق المقاومة في تنفيذ عمليتها ضد الاحتلال".
وتابع اللواء العسكري الدويري :" لكن أينما تحرك جيش الاحتلال وتقدم نحو الأماكن غير المحصنة، ستخرج له المقاومة وتتصدى له من مسافة صفر وهي له بالمرصاد".
كما يأتي كمين "بشائر النصر" في ظل استمرار عمليات المقاومة في محاور أخرى بينها جنوب مدينة غزة في حي الزيتون، وفي محيط محور "نتساريم" وسط القطاع حيث يتعرض جيش الاحتلال المتحصن لقصف من وقت لأخر.
لواء رفح لم يُفكّك
بدوره، أكد المحلل العسكري في القناة الـ"14" (الإسرائيلية) "نوعام أمير"، أنّ حديث رئيس هيئة أركان الجيش "هرتسي هاليفي"، عن تفكيك لواء رفح في كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس غير صحيح.
وأوضح أمير أنّ اللواء "ببساطة لم يُفكَّك بل ينتقل من مكان إلى آخر عبر الأنفاق ومع الأسرى (الإسرائيليين)، مشكّكاً في جدوى الاستراتيجية التي يتبّعها الجيش (الإسرائيلي).
وأشار المحلل العسكري (الإسرائيلي) إلى أنّ معظم المقاومين من لواء رفح ما زالوا على قيد الحياة، مؤكداً: "ليس من الصحيح وصف ذلك باللواء الذي فُكِّك".
يُذكر أنّ ما قاله أمير يأتي بالتوازي مع انتقاد عضو حزب الليكود (الإسرائيلي) "عميت هاليفي" أداء الجيش في قطاع غزة، مشدداً على أنّ الحديث عن "تفكيك كتائب رفح كلام فارغ"، وأنّ رئيس هيئة الأركان "لا يقول الحقيقة" لدى حديثه عن تفكيك كتائب حماس في رفح.
في السياق نفسه، أكد مسؤول (إسرائيلي)، في وقت سابق، أنّ القتال الذي يخوضه الجيش ضدّ حماس والمقاومة في رفح أكثر حدّةً مما هو عليه في مناطق أخرى من القطاع، بما فيها مدينة غزة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأوضح المسؤول أنّ حماس حضّرت نفسها للقتال في رفح خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى أنّها استفادت من الدروس والتكتيكات التي اتّبعها الجيش في مناطق أخرى.
ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 715 من ضباطه وجنوده على مختلف جبهات القتال في قطاع غزة والضفة ولبنان، إلا أن الإعلام العبري يتحدث عن تكتم الاحتلال على خسائره، وأن أعداد القتلى أكبر بكثير.