بعملية في قلب (تل أبيب)

جراح غزة تجبرها بارودة شابين من الخليل

عملية تل أبيب أمس
عملية تل أبيب أمس

الرسالة نت- خاص

لعلها العملية الأصعب، وسط كل هذه التشديدات الأمنية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على نفسه منذ عام كامل، يخاف ولا يخيف أحدا، يعتقد أنه قد سيطر على الصوت والصورة، وينادي من أسفل الأرض ويبني مجدا فوق أشلاء الأطفال، ويعتقد للمرة الألف أنه لن يقهر.

ثم يتسلل شابان من الخليل، يتصدران المشهد، يضربان جنديا في محطة القطار المزدحمة بالمستوطنين، في قلب تل أبيب، بل في قلب يافا المحتلة، ويطلقان النار على سطر كامل من المحتلين، فينتشر القتل في المحطة، ويتراكض الجبناء إلى جحورهم مذعورين من بندقية الشاب.
مشهد سطر بطولة في زمن التضييق، بطولة استثنائية، حيث الجميع يحاصر كل فلسطيني، وفي اللحظة نفسها، حيث كانت السماء تضيء بفزعة إيرانية غير مسبوقة، وتسقط أكثر من مائتي صاروخ إيراني على مناطق متفرقة في الأراضي المحتلة، تعصف من السماء، كانت بارودة الشاب الخليلي تعصف من الأرض، فيركض المحتلون دون هدف وقد أصابهم الذعر حد الجنون.

وصل ما يسمي نفسه وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، ايتمار بن غفير، ليكون شاهدا على الأمن المنتزع، حيث تتحول تل أبيب عاصمته الكبرى، إلى مكان لا أمن فيه، مسحوب على يد المقاومين كما سحبت مدرعات الاحتلال الأمن من قلوب الأبرياء في غزة.
وهكذا على بن غفير أن يجد مخرجا آخر للمطالبين بالهجرة العكسية إلى حيث كانوا، هربا من (بواريد) الشباب الفلسطيني الثائر، وصواريخ الثأر التي بدأت تهبط من السماء، انتقاما لغزة.
يقرر بن غفير أن ينشر متطوعين من قوات التأهب على الفور في الأركان القريبة والبعيدة، ليحافظوا على أمن سرق من قلوبهم في السابع من أكتوبر، فبدأوا يسفكون الدماء وراء الدماء، من غزة إلى لبنان، دون رادع، في مشهد يظهر فيه القاتل مرعوبا أكثر من المقتول.

فرح الفلسطينيون، وهلل الغزيون، للبهجة التي تسربت على هيئة صاروخ وعملية بطولية، فانتقمت لأجل النار التي تملأ الصدور، ويرتقي8 مستوطنين، ليذكرهم بالعمليات البطولية التي تتفجر من حقد الصدر وقهر القلوب الممتلئة بالأسى، نتيجة عادية، بل هي أقل القليل ردا على دماء الغزي التي فاقت كل معاني السفك.

وعلقت حركة حماس، في بيان، بأن "العملية البطولية في يافا المحتلة رد طبيعي على حرب الإبادة والعدوان الصهيوني في غزة والضفة والقدس ولبنان".
ولعل هذه العملية في يافا المحتلة هي الأصعب التي يتم تنفيذها بالداخل المحتل، تسللا من الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، والثانية بعد أسابيع من تسلل استشهادي من نابلس إلى تل أبيب وتنفيذه عملية تفجيرية أسفرت عن استشهاده وإصابة عدد من المستوطنين.

وقد أعلنت كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن عملية (يافا) البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل، والتي أدت وفق اعتراف العدو إلى مقتل 7 صهاينةٍ وإصابة 16 آخرين بعضهم جراحه خطرة.
وثانيهما هو المقاوم محمد راشد مسك من مدينة الخليل، والذي استشهد أيضا على يد جنود الاحتلال خلال تنفيذ العملية.
ولم يكتفِ المحتل بقتل البطلين، بل حاصر اليوم منذ الفجر مدينة الخليل، ويعرف كل من في المدينة الثمن الذي ستدفع جدران البيوت وأقارب الشهيدين ، ويحفظون طريق البطولة جيدا، من الخليل إلى تل أبيب وصولا إلى قلب غزة .
وفي غزة، لا زال الشهداء يتمددون على الطرقات ، جزء من قهر كبير ودموع يذرفها الأطفال والأبرياء في غزة منذ عام كامل، حتى إذا نظروا  إلى السماء بالأمس، وإلى الخليل التي تعرف مكانها، شعروا للمرة الأولى بمعنى أن يجبر الكسر ولو بعد حين، بيد مقاومين من الخليل .

البث المباشر