كدأبه كل عام، بدأ الاحتلال بتطويق مدينة القدس، والمداخل المؤدية للبلدة القديمة، وصولا لمحاصرة المسجد الأقصى المبارك؛ إيذانًا للبدء باحتفال عيد الغفران؛ الذي يبدأ يوم غد الجمعة، وفق التوقيت العبري.
وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إنّ المدينة تحولّت لمعسكر كبير؛ مع انتشار الآلاف من الجنود على امتداد البلدة القديمة وشوارعها وأزقتها، وتحويلها لثكنات عسكرية كبيرة.
وأوضح أبو دياب لـ"الرسالة نت"، أنّ الأعياد اليهودية هي الكابوس الأسوأ على واقع القدس والمقدسيين، وتتحول خلالها حياتهم لجحيم؛ نتاج ما يرافقها من اغلاقات وحواجز وانتشار للجنود، ومنع للسكان من التنقل، وفرض المزيد من الحواجز والقيود بالمناطق المؤدية للقدس، وحتى بين القرى داخل المدينة.
وذكر أنّ ذلك كله يتقاطع مع إجراءات إسرائيلية تستهدف إبعاد العشرات من المصلين عن المسجد الأقصى المبارك، وتهديد الشبان بعدم الوصول والاقتراب من المسجد.
وبين أن ذلك يترافق أيضا مع السماح للجماعات الاستيطانية؛ باقتحام بأعداد كبيرة لباحات الأقصى.
وأضاف أبو دياب: "ما يجري واضح في سياق احكام السيطرة على القدس، وتحويلها لمدينة يهودية كاملة، وانهاء معالم الوجود الفلسطيني عن المدينة، ضمن مخطط الحسم النهائي للمدينة، ظنًا من قيادة الاحتلال أن الوقت موائم لتحقيق ذلك".
وأكدّ أنّ الصمت العربي والإسلامي تجاه ما تتعرض له القدس، يمثل فرصة سانحة لليهود لاستكمال مخططاتهم الاجرامية؛ لشطب وجود المسجد الأقصى المبارك.
ويشهد أكتوبر عديد الأعياد اليهودية، فشهد عيد رأس السنة العبرية في الثاني من أكتوبر، فيما يشهد الحادي عشر من أكتوبر عيد الغفران، وفي السادس عشر من أكتوبر عيد العرش، وفي الرابع والعشرين من أكتوبر عيد نزول التوراة، وفي الخامس والعشرين من أكتوبر عيد الأنوار، ومثلّت هذه الأعياد سببا في تفجير حرب طوفان الأقصى؛ التي لا تزال متواصلة لعامها الثاني على التوالي.