طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

رغم الأوضاع الصعبة

سكان شمال غزة شوكة صمود في حلق الاحتلال

غزة - خاص الرسالة نت

يواصل جيش الاحتلال (الإسرائيلي) لليوم التاسع على التوالي، حصاره الخانق على شمال قطاع غزة، بالتزامن مع شن غارات جوية بشكل عنيف على منازل المواطنين ومراكز الإيواء والمستشفيات الحكومية، في الوقت الذي يستمر الجيش بنسف أحياء سكينة. 
ويتعرض شمال القطاع، جباليا، وبيت حانون وبيت لاهيا، لحرب "إبادة" جماعية ضد المواطنين، يستخدم جيش الاحتلال خلالها كافة أنواع الأسلحة؛ وذلك بهدف دفعهم للتهجير والخروج إلى المناطق الجنوبية للقطاع. 
لكن على الرغم من القصف الجنوني والضغط العسكري الذي يمارسه الاحتلال (الإسرائيلي) إلا أن المواطنين في شمال قطاع غزة لا زالوا متمسكين ثابتين في مناطق سكناهم رافضين لأوامر الاحتلال بالخروج إلى جنوب غزة.
وخلال الأيام الماضية ارتكب الاحتلال مجازر في محافظات شمال قطاع غزة قتل خلالها أكثر من 300 مواطن على مدار 9 أيام متواصلة من القتل والإبادة، في جريمة قتل ممنهج وحصار مُطبق ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء خصوصًا، وضد الأحياء السكنية.

 لن نترك الشمال

الحاج أبو أحمد جابر وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، رفض الخروج من معسكر جباليا قائلًا :" لن نرضخ لأوامر جيش الاحتلال بالنزوح إلى المناطق الجنوبية، فمهما عمل فلن نترك أماكن سكننا".
وأضاف أبو خميس الذي يبلغ من العمر (62 عامًا) في حديث لـ"الرسالة"، :" الاحتلال حاول منذ شهور إجبارنا على ترك مناطق سكننا وأحيائنا والنزوح جنوبًا لكنه فشل، وها هو اليوم يعيد الكرة مرة أخرى وبإذن الله سيفشل".
ويتابع :" جيش الاحتلال المجرم حاصر شمال القطاع لأكثر من 8 شهور متتالية، ومنع إدخال الدواء والطعام والشراب وبقى الشمال صامدًا، لذلك لن يفلح في كسر عزيمة المواطنين وإجبارهم على النزوح من الشمال للجنوب". 
ويعاني شمال القطاع أوضاعًا صعبة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية، ومنع إدخال المساعدات، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات التجريف والنسف في المنطقة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.

 سنصمد رغم الألم

أما المواطنة أم سعيد الكحلوت التي تبلغ من العمر (51 عامًا) وهي من سكان منطقة التوام شمال القطاع، تصف المشهد في الشمال قائلة :" منذ 9 أيام والشمال يعاني من قصف جوي ومدفعي عنيف جدًا فيما يمارس الاحتلال جرائم إبادة بحق المدنيين".
وأضافت المواطنة الكحلوت، الذي قصف الاحتلال منزلها بعد توغل الاحتلال لمنطقة التوام، :" الاحتلال يمارس الضغط على المواطنين لإجبارهم على ترك الشمال والنزوح إلى الجنوب، وها نحن ننزح من منطقة التوام بالشمال إلى معسكر جباليا شمال القطاع فقط، ولن نترك الشمال فارغا من أجل أن ينفذ الاحتلال مخططاته الخبيثة". 
وأوضحت أن المواطن في الشمال أصبحت لديه قناعة تامة أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة لا جنوبًا ولا شمالًا، لذلك أصبح من المستحيل أن نترك منازلنا وننصاع لشروط الاحتلال من أجل تنفيذ مخططاته وإفراغ الشمال من المدنيين.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن جيش الاحتلال يعزز ممارسة الإبادة الجماعية في جباليا ومحافظة شمال قطاع غزة، ويمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال الشهداء وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين في الطرقات.

الأوضاع صعبة

أما الشاب محمود العربيد الذي يبلغ من العمر (41 عامًا)، يرى بأن الضغط الذي يمارسه جيش الاحتلال على سكان شمال قطاع غزة، باء بالفشل في الوقت الذي يثبت المواطن تمسكه بالبقاء في أحيائه السكنية.
وقال الشاب العربيد وهو من سكان الشيخ رضوان أحد الأحياء التي طالب الاحتلال بإخلائها السبت:" إن المواطن في الشمال بات يعلم أن الاحتلال يريد تنفيذ خطة خبيثة في الشمال وافراغه من المواطنين وإجبارهم على النزوح للجنوب.. هذه السياسة ستفشل كما فشلت جميع مخططات الاحتلال سباقًا". 
وتابع :" صحيح أن شمال القطاع يعاني أوضاعا صعبة وقاسية على جميع المستويات الصحية والخدماتية والغدائية، إلا أنا الفلسطينيين لا يزالوا متمسكين بأماكنهم، وينزحون فقط من منطقة إلى أخرى دون الرضوخ لشروط الاحتلال". 
ويعمل الاحتلال بشكل مستمر للقضاء على المنظومة الصحية، من خلال إخراج جميع مستشفيات الشمال عن الخدمة وإطلاق النار عليها بشكل مباشر، إضافة إلى استهداف كل القطاعات الحيوية شمال غزة والسعي لتحويل المحافظة إلى منطقة خراب وقتل في إطار تحقيق خطته بتهجير الفلسطينيين.
فيما تواصل مدفعية الاحتلال قصف مخيم وبلدة جباليا، وعمليات النسف للمباني السكنية في منطقة التوام، فضلًا عن إطلاق طائرات "الكواد كابتر" النار على كل من يتحرك من المواطنين.

 حرب استئصال

بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن الاحتلال ارتكب مجازر في محافظات شمال قطاع غزة قتل فيها أكثر من 300 مواطن على مدار 9 أيام متواصلة من القتل والإبادة، في جريمة قتل ممنهج وحصار مُطبق ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء خصوصًا، وضد الأحياء السكنية. 
وأوضح المكتب خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال يشن حرب استئصالٍ واضحة المعالم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها بحذافيرها شمالي قطاع غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال عشرات الشهداء من الشوارع والطرقات، ويسعى للقضاء على المنظومة الصحية والمستشفيات بشكل كامل، وبصورة ممنهجة ومدروسة ومقصودة وبغطاء كامل من الإدارة الأمريكية التي تؤيد وتعمل على هندسة الإبادة الجماعية والتغطية الكاملة على مجازر الاحتلال.
وأضاف أن الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية، ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، ويرتكب عدة مجازر فظيعة ضد المدنيين، من خلال القصف المقصود لتجمعات الأطفال والنساء.
وتابع أن جيش الاحتلال يعمل على استهدف كل القطاعات الحيوية شمالي غزة، ويسعى إلى تحويل المحافظة إلى منطقة خراب وقتل وإبادة.
وأكد أن الاحتلال يسعى بكل قوة إلى تنفيذ مخططٍ للتهجير بشكل واضح المعالم، وهو أكبر وأخطر مخطط أمريكي احتلالي في القرن الحادي والعشرين والعصر الحديث، وهو أيضاً ما أعلن عنه وزراء في حكومة الاحتلال وخطة التهجير الإجرامية وافق عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن.

البث المباشر