طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

على خطى الحسيني والقسام

القائد الكبير يحيى السنوار يرتقي مشتبكًا من نقطة صفر!

قائد طوفان الأقصى القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار
قائد طوفان الأقصى القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار

خاص الرسالة نت

لم يكن القائد المجاهد الكبير الشهيد يحيى السنوار طارئًا على تاريخ القضية الفلسطينية؛ بل نبت من بذورها منذ بزغ نجمه كأحد قادة الحركة الطلابية الفلسطينية قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، وواحد من الشباب الذين وقع عين الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس عليهم، ليوكل إليه واحدة من مهام تفجير الانتفاضة الأولى.

على خطى القادة الذين سبقوه في تاريخ الثورة؛ الشهيد القائد عز الدين القسام مؤسس الثورة الفلسطينية الكبرى؛ والقائد عبد القادر الحسيني، أحد قادة الثورة الفلسطينية الكبار؛ الذين واجهوا دولة الكيان عند نشوئها على أنقاض الدم الفلسطيني، ارتقى السنوار شهيدا في معركة كان يحلو له أن يسميها بـ"حرب التحرير".

يحيى إبراهيم حسن السنوار (مواليد 29 أكتوبر 1962-17 أكتوبر 2024)، انتمى لحركة حماس منذ نشأتها بعد صدور قرار من جماعة الإخوان المسلمين فرع الشام، بالبدء بمرحلة المقاومة والإعداد للمواجهة الشاملة مع الاحتلال؛ ليوكل إليه الشيخ أحمد ياسين مهمة تأسيس جهاز المجد، الذي أنيط به حصريا ملاحقة عملاء الاحتلال؛ لفسح الطريق أمام اندلاع العمل العسكري في وقت لاحق.

السنوار الذي قاد أول مجموعة في العمل الأمني عام 83، برفقة القادة روحي مشتهى وتوفيق أبو نعيم وغيرهم، شقّ طريقه في تنفيذ عمليات تستهدف التحقيق مع العملاء، وأخرى ضد الاحتلال؛ ليعتقل في العام 1989، ويحكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات، قضى منها 23 عامًا متواصلة بسجون العدو، أمضى 4 منها في العزل الانفرادي.

السنوار الذي تعود جذور عائلته لمدينة المجدل المحتل، طيلة هذا الوقت اقترن اسمه بالحركة الطلابية التي كان واحدا من أبرز وجوهها؛ ثم بالعمل الأمني، الذي شقّ من بعده رفاق دربه الطريق بقيادة القادة الشهيد ياسر النمروطي، والقائد العام أبو خالد الضيف وغيرهم من القادة الذين شقوا الدرب، كأمثال سعد الدين العرابيد وعماد عقل وجميل وادي وقادة آخرون عملوا في القطاع.

قاد السنوار في سنوات اعتقاله حركة حماس في السجون، وقاد وإخوانه سلسلة من الإضرابات عن الطعام، من أبرز محطاتها (1992_ 1996_ 2000_ 2004).

خبر السنوار الاحتلال جيدًا وفهم لغته العبرية، وبات يغوص في أحشائه ويدرس تناقضات مكوناته المجتمعية والسياسية والفكرية وأجهزته الأمنية كذلك، حتى ألّف كتبا في ذلك، بينها المجد؛ الذي يتحدث عن عمل جهاز الشاباك.

** الإفراج والمقاومة

في العام 2011، أفرج عن القائد السنوار في صفقة وفاء الأحرار، التي أبرمتها المقاومة، وكان واحدا من أهم قادتها الذين فاوضوا لسنوات طويلة؛ حتى توصلت للإفراج عنهم في الصفقة.

انتخب عضواً في المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وتولى مسؤولية الملف الأمني في 2012، ثم انتخب عضوًا في المكتب السياسي العام، وتولى مسؤولية الملف العسكري في عام 2013.

وفي العام 2014، احتفظت حماس بأكبر صندوق للأسرى في تاريخ الحركة؛ إذ استطاعت أسر 4 جنود إسرائيليين أثنين منهم في العدوان على غزة.

أدرجته الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

كلفته حركة حماس في عام 2015 مسؤولًا عن ملف الأسرى الصهاينة لدى كتائب القسام.

انتخب رئيسًا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، في فبراير عام 2017، ولدورة ثانية عام 2021.

قُصف ودُمّر منزله عام 1989، ومرة ثانية خلال عدوان 2014، ومرة ثالثة خلال عدوان 2021، ومرة رابعة خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في ديسمبر 2023.

وفي 6 أغسطس عام 2024 انتخب لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لشهيد الأمّة القائد المجاهد إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران.

بانتخاب السنوار، كان الرئيس الخامس لمكتب الحركة، بعد خيري الاغا، وموسى أبو مرزوق، وخالد مشعل، ثم الشهيد إسماعيل هنية؛ ثم يحيى السنوار.

وفي ظهر الخميس 17 أكتوبر 2024، أعلنت قوات الاحتلال، العثور على جثمان الشهيد القائد يحيى السنوار، أثناء اشتباكه في أحد المباني مع قادة من كتائب القسام في تل السلطان برفح.

وأكدّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ارتقاء القائد السنوار، مقبلا غير مدبر، ومشتبكا على تخوم المواجهة في حي السلطان.

البث المباشر