تستمر آلة الإرهاب والإجرام (الإسرائيلية) لأكثر من 3 أسابيع في حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لسكان شمال غزة.
وتعمل (إسرائيل) على حملة الإبادة عبر القصف المستمر والتجويع والتهجير، في أقذر حرب شهدها التاريخ الحديث والتي تستهدف المدنيين.
وتأتي هذه الحملة في وقت يصرف العالم النظر عما يحدث في شمال غزة، بينما يُبدي فيه سكان شمال غزة صمودا أسطوريا منذ أكثر من عام كامل.
** تدمير ممنهج
محمد عبد الخالق عضو لجنة في حي الفالوجا غرب مخيم جباليا، أكد أن جيش الاحتلال حوّل المنطقة إلى كومة من الركام، ليدمر ما تبقى من مخيم جباليا بعدما أجهز في مايو/ أيار الماضي على المناطق الشرقية للمخيم.
وقال إن جيش الاحتلال تعمّد تدمير البنية التحتية بالكامل، ضمن مخطط التهجير الذي يتطلع إليه، مشيرا إلى أن مخيم جباليا بات منطقة منكوبة بالكامل.
وأضاف عبد الخالق: "رغم ذلك، يرفض السكان النزوح إلى جنوب غزة، واتجهوا من الفالوجا إلى الجهة الشمالية نحو الفاخورة ومشروع بيت لاهيا، وأن من خرج منهم نحو مدينة غزة، نزحوا قسرا تحت القصف تهديد السلاح".
في حين، أكد المواطن محمد حمدان أن ما يحدث في شمال غزة هو حرب إبادة واستئصال للمدنيين.
وقال حمدان الذي لا يزال صامدا في مشروع بيت لاهيا، إنه لا ينوي الخروج من شمال غزة رغم القصف والدمار.
ودعا جميع المواطنين المتبقين في شمال غزة، للثبات وللبقاء في مناطق سكناهم وعدم الخروج وتلبية دعوات جيش الاحتلال.
وشدّد على أن (إسرائيل) تقصف كل ما يتحرك على الأرض، فهي تمارس حرب إبادة وتطهير عرقي ومباركة ودعم أمريكي وغربي".
** التهجير القسري
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن (إسرائيل) تعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسًا.
وأضاف الأورومتوسطي أن المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على الأرض تشير إلى أن مخطط تفريغ الأرض من سكانها وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل السكان الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم كإرهابيين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع وصعّد عملياته الحربية لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية صباح يوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين أول منشورات تطالب سكان بيت لاهيا، بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرًا، والتوجه باتجاه مستشفى "الإندونيسي" في جباليا، حيث تقيم قوات الاحتلال حاجزًا للتفتيش قبل إجبار السكان على مغادرة شمال غزة، كما حدث خلال اليومين الماضيين مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء محيط مستشفى الإندونيسي.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الشهداء منذ بدء العملية على شمال غزة قبل أكثر من 3 أسابيع تخطى الألف شهيد، في وقت أنهت (إسرائيل) عمل كامل الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني واعتقلت عددا كبيرا منهم.