قائد الطوفان قائد الطوفان

عن "جاعور" لا يفارق سماء "المنطقة الآمنة" ويرهب أطفالها

غزة - خاص الرسالة نت

يكاد لا يغادر سمائها؛ و "جاعوره" صخب صوت لا يترك الصداع فحسب؛ بل ثمة ضجيج أكبر يحدثه في فزع الأطفال والنساء معا؛ لدرجة يدفع الطفل للتبول على نفسه خشية التوجه للمرحاض ليلا؛ عن طائرات "الزنانة" في سماء خانيونس.

غرب خانيونس تحديدا؛ أو ما تسمى بمنطقة المواصي كما باتت معروفة إعلاميا؛ المنطقة التي صنفها الاحتلال زورا بأنها آمنة؛ ولا يتورع يوميا في ارتكاب مذابح وجرائم قتل فيها؛ مستهدفًا خيام النازحين فينة؛ وأخرى يقوم بترهيبهم من خلال هذه الطائرات المعروفة في علم الجيوش بـ"طائرات الاستطلاع".

في العدوان وفي غيره؛ في السلم والحرب؛ باتت لصيقة لسماء غزة ومعروفة لصغارها قبل كبارها؛ فهي لا تفارق الأجواء؛ لكنّ هذه المرّة ومنذ أسبوعين على وجه الأخصّ من كتابة هذا التقرير؛ باتت تهبط لمستويات دنيا تكاد تلتصق بخيم النازحين؛ كما يرد شهود العيان.

يجدر الإشارة إلى أنّ طائرات الاستطلاع؛ التي تعد واحدة من الأسلحة الحربية الإسرائيلية وتستخدمها دولة الاحتلال في استهداف الخيم؛ تتعدد مهامها وتتنوع؛ من حيث الرصد والانتحارية "أي تنفيذ مهام الاستهداف"، وأخرى تتعلق بوظيفة الرصد والضجيج معا.

تقول النازحة "م.ن" أن طفلتها تبولت على نفسها خشية الخروج من الخيمة؛ "شفتها قدامي وما قدرت أعمل اشي لأني انا خايفة اطلع؛ الطيارة فوق راسي".

ترد جارتها في الخيمة المجاورة "الليلة رسمي ما نمنا من صوتها؛ فكرنا في هجوم إسرائيلي من شدة تركيز الطيارة؛ كأنها فوق الخيمة".

هذا نقاش شبه يومي يدور في مخيم للنازحين يمكث به معدّ التقرير؛ تتحدث فيه نسوة من المخيم عن ليلة شتوية صاخبة ترعد بصوت هذه الطائرات المزعجة؛ التي تصل لحد تخويف النساء والأطفال؛ بسبب قربها الشديد من الخيم.

يصفون بلغتهم البسيطة عن تلك الطائرة التي بات رحيلها عن سمائهم ليلا أمنية لهم؛ ليتسنى لهم التقاط أنفاسهم والنوم بدون ضجيج ولو لساعة واحدة؛ في مخيمات لا تطفيء فيها النيران صباحا ولا تهدأ روعها على أي حال.

تبعا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة؛ فإن قرابة مليون شخص ينزحون في منطقة المواصي؛ وهي المنطقة الغربية المحصورة ما بين دير البلح وخانيونس، وتمثل 15% من مساحة القطاع؛ وارتكب الاحتلال فيها عشرات المجازر.

كما أنّ المنظمات الدولية، تشير لوجود تدهور خطير على الأمن الغذائي في تلك المناطق المصنفة على أنها إنسانية؛ نتيجة للقيود الإسرائيلية المشددة ومنعها من ادخال المساعدات للقطاع؛ بعيد تدمير معبر رفح منذ مايو الماضي.

كما أنّ المنطقة تعاني أساسا من انعدام في توفر البنية التحتية؛ وصعوبات جمة في إيصال المياه؛ كما أن الاحتلال دمر البنية التحتية فيها بشكل شبه كامل اثناء اجتياحه لمحافظة خانيونس؛ في يناير الماضي.

وفي غضون ذلك؛ يؤكد الحقوقي د. صلاح عبد العاطي؛ أنّ إسرائيل لم تترك مكانا آمنا في قطاع غزة؛ وأن التصنيف الإسرائيلي للمواصي على أنها آمنة "لذر الرماد في العيون"، مضيفا: "لا يوجد شيء اسمه منطقة آمنة في القطاع".

وأوضح عبد العاطي لـ"الرسالة نت"، أنّ الترويع الإسرائيلي للمدنيين النازحين؛ لا ينفصل عن الاستهداف الدائم والمتواصل لهم ولخيامهم؛ وهي تأتي في سياق حرب الإبادة والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في القطاع.

وبين أن كل هذه جرائم حرب مدانة وفق القانون الدولي؛ ومؤسسات المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا في منظماته ومؤسساته الدولية على اخضاع دولة الاحتلال لهذه القوانين.

البث المباشر