قائد الطوفان قائد الطوفان

مطالب شعبية لمحاسبة لصوص المساعدات والشاحنات التجارية بغزة

قوافل المساعدات
قوافل المساعدات

الرسالة نت- محمد العرابيد

منذ شن الاحتلال (الإسرائيلي) حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، ظهرت على الساحة الفلسطينية في غزة "جماعات من ضعفاء النفوس" بدأوا بالسطو على شاحنات المساعدات والتجار وسرقة منازل المواطنين. 
هذه المجموعات استلغت غياب الأجهزة الأمنية والشرطية في قطاع غزة، بعد تدمير الاحتلال المراكز الشرطية واستهدافه المتعمد للكوادر الأمنية التي عملت منذ بدء العدوان على غزة على حفظ الأمن المجتمعي وحماية ممتلكات المواطنين. 
كذلك سعى جيش الاحتلال وفق خطة لاستهداف كوادر تأمين شاحنات المساعدات من أجل خلق بلبلة وفتنة مجتمعية في قطاع غزة، ومنع وصول المساعدات للنازحين الفلسطينيين في مناطق النزوح وإجبارهم على الهجرة القسرية.

* الاحتلال يتيح النهب والسرقة!

هذا ما كشف عنه تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، التي قالت: "إن قوات الجيش تتيح لمسلحين فلسطينيين في قطاع غزة نهب وجباية إتاوة من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع".
وفق الصحيفة "هآرتس" فإن "قوات الجيش تراقب المنطقة باستخدام طائرات بدون طيار، ويقول الجنود العاملون في غزة إنهم على دراية تامة بعمليات النهب، التي يقولون إنها أصبحت روتينية".
وأكدت الصحيفة العبرية، أن الجيش يستهدف أفراد الشرطة، كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على شاحنات المساعدات، فيما توفر الحماية للمسلحين لسرقة المساعدات. 


* ارتفاع للأسعار!

لكن أفعال هذه المجموعات التي تسرق شاحنات المساعدات والتجار الذين يستوردون البضائع لغزة، تزايدت خلال الشهور الماضية، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية في الأسواق.
حيث في الآونة الأخيرة، تتعالى أصوات الغزيين بالشكوى من الفوضى وسرقة المساعدات وبيعها بأسعار خيالية، ما دفعهم لمطالبة الجهات الأمنية بغزة بالضرب بيد من الحديد على كل من تسول له نفسه بالعبث في المساعدات وسرقتها وبيعها بأسعار مرتفعة بالأسواق.
وتضج منصات التواصل الاجتماعي بأحاديث عن حوادث السطو على شاحنات المساعدات في جنوب وشمال قطاع غزة، وخاصة على طريق صلاح الدين الذي يربط معبر "كرم أبو سالم" بالمناطق الجنوبية. 
فالمواطن مهند كريزم الذي يتجول في سوق دير البلح وسط القطاع، لم يستطع شراء أي من المستلزمات الغذائية التي يحتاجها الأطفال بعد شح السوق من "حليب الأطفال والبامبز"، بسبب سطو مسلحين على شاحنات تجارية كانت في طريقها لمخازن أحد التجار. 
ويقول المواطن كريزم في حديث لـ"الرسالة": إن "التجار والحرامية ما خلوا شيء بالسوق.. يسرقون المساعدات وحتى شاحنات التجار ويتم بيعها بأسعار مرتفعة جدًا". 
ويضيف: "أنا لدي طفل وهو بحاجة لحليب الأطفال، ومجبر على شراء هذا الحليب بسعره المرتفع جدًا". ودعا الجهات الأمنية بمحاسبة كل من يتجاوز القانون ويسرق قوت الناس وشاحنات المساعدات والتجار". 
وساعد غياب دوريات الشرطة المكلفة بحفظ الأمن وتأمين شاحنات المساعدات على تفشي حالات السطو من قبل "لصوص" يقطعون طريقها في محاور عدة بالقطاع، ويستولون على حمولتها بقوة الأسلحة البيضاء والنارية، ومن ثم طرحها للبيع بأسعار خيالية.

* غلاء الطحين!

أما المواطن محمود أبو علبة وهو نازح في دير البلح، يبحث منذ أكثر من 20 يومًا عن الدقيق الذي وصل سعره في الأسواق إلى 100 دولار للكيس، بعد سطو "اللصوص" على شاحنات مساعدات تتبع لوكالة الأونروا في غزة.
ويقول المواطن أبو علبة في حديث لـ"الرسالة": "المفترض أن نستلم الطحين من (الأونروا) قبل شهر تقريبًا، لكن لسرقة طحين من قبل اللصوص أخر من تسليم الطحين للنازحين أماكن النزوح بقطاع غزة".
ويوضح أنه بعد سرقة شاحنات المساعدات، بدأت تباع في الأسواق بسعر مرتفع جدًا. ودعا الجهات الأمنية في غزة إلى ملاحقة ومحاسبة اللصوص وضرب كل من يقف خلفهم. 

** شح المواد الغذائية!

فيما يقول سعيد أبو كرش وهو مسؤول ملف إيواء البركة، وسط دير البلح: "جراء السرقة المتكررة لشاحنات المساعدات للمؤسسات الدولية، بدأت تشح المساعدات والمواد الغذائية للنازحين في الخيام". 
ويضيف أبو كرش في حديث لـ"الرسالة": "نتعامل مع عدد من المؤسسات الدولية.. لكن بعد سرقة شاحنات المساعدات التي كانت ستصل لمخازنهم الأسبوع الماضي، لم نحصل على (شوادر) للنازحين، كذلك المواد الغذائية". 
ويتابع: "هاؤلاء اللصوص يسرقون طعام النازحين في الخيام، ثم يبيعونها في الأسواق بسعر مرتفع جداً.. لذلك المطلوب من أفراد الأمن محاسبتهم وأمام أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني الويلات".

البث المباشر